ناصر تركي يكتب: العمرة الحائرة

من بداية أزمة جائحة كورونا في مارس ٢٠٢٠ وتوقف الحياة خاصة بالمشاعر المقدسة و الجميع كان يدعو الله برفع البلاء لأنه ابتلاء لم يمر بالبشرية منذ عقود وربما قرون ، أزمة توقفت فيها الحياة بشكل لم يحدث من قبل في تاريخ البشرية  ، وكان الوضع في مكة والمدينة اشد ايلاما للمسلمين حول العالم ، تلك المدينتين المقدستين اللتين لم يتوقف بهما الطواف والسعي والزيارة والدعاء  طوال التاريخ إلا في تلك الجائحة ، وشعر الكثيرون منا ان الله غاضب من عباده فمنعهم من زيارة بيته الحرام ، وشعرنا جميعا أن هناك خطأ ما

واخذنا نتأمل وندعو الله ان يزيح الغمة وينجي الامة والبشرية جميعا ويرفع مقته وغضبه عنا جميعا ، وظل الوضع والاغلاق لحين سماح السلطات السعودية بسفر مواطنيها المطعمين للخارج ، وحضرت الأسر السعودية بالفعل إلى مصر الصيف الماضي وحتي الان باعداد كبيرة وعادوا بحمد الله وفضله الي بلادهم بلا مشاكل صحية ، واعتبرت هذا مؤشرا لعودة الامور الى نصابها  ، وان مصر بحفظ من الله دائما ، لكني شعرت بالحزن عندما فتحت السعودية العمرة باستثناء بعض الدول من بينها مصر ، لكن قلت ربما هناك حسابات خاصة بالمملكة وتخوفها من ان تخرج الامور بها عن السيطرة ، ولم تطل حيرتنا ،  و عادت الحياة شبه طبيعية ، وتم فتح الرحلات امام جميع الدول وفي مقدمتها مصر ، وبدأت العمرة تتدفق من دول اسلامية كبرى مثل اندونيسيا وباكستان وبنجلاديش و كذلك الهند وغيرها  ، لكن في مصر لازالت هناك علامات استفهام عديدة ، نعلم ان هناك وضع خاص وضوابط واحتياطات للسيطرة علي الوضع الصحي في مصر ، لكن هناك علي الناحية الاخرى قواعد  وضوابط محددة تم رفعها الي الحكومة من فترة و المسئولين كانوا يؤكدون عودة العمرة بمجرد فتح السعودية للرحلات ، وتلك الضوابط تم وضعها بطريقة احترافية وعلمية للموسم حفاظا علي المواطنين ومن خلال منظومة راعت كل السيناريوهات سواء التنظيمية أو الفنية أو الصحية وأصبحت مصر الدولة الوحيدة بالعالم التي لديها منظومة متكاملة لحماية المعتمرين ، وكذلك منظومة الكترونية للسفر والعودة من خلال البوابة المصرية للعمرة

لقد فتحت السعودية منافذها بالكامل لكل أنواع التأشيرات ، واستقبلت الشهور الماضية أعداد غفيرة من أمريكا والدول الأوروبية بغرض السياحة والعمرة . ومنذ الإعلان عن بدء رحلات العمرة من كافة دول العالم بدأت الرحلات تتدفق وفتحت السعودية طاقتها الكاملة الفنادق ووسائل النقل وهذا يدل ان المملكة تعي ان المتحور الحديد تحت السيطرة وهذا ما أكده وزير الصحة السعودي ،  ورغم كل ذلك مازال الوضع بمصر ضبابيا ولم يصدر تصريح يقضي علي التسريبات والشائعات التي تتردد داخل مجتمع السوشيال مبديا ، وقد نتج عن ذلك فتح الأبواب الخلفية لأداء العمرة بعيدا عن أعين الدولة  بتأشيرات تحت مسميات مختلفة منها السياحة والحفلات والمعارض والزيارات بكافة انواعها ، والسعودية قريبا سوف تفتح باب السياحة  لحاملي الشنجن وتأشيرات امريكا وانجلترا وكندا ومنحه تأشيرة الدخول لدي وصوله اي من مطارات المملكة ، لكن البسطاء غائبون !! ، وانتشرت مؤخرا بمواقع السوشيال ميديا صور الكثيرين أمام الكعبة سواء فنانين او مغنيين او اعلاميين او شخصيات عامة ، وكل هذا استفزاز للمواطنين المتشوقين لزيارة بيت الله الحرام ،

لابد أن نتحدث بصراحة ، طالما هناك قانون بوابة العمرة وهناك طاقات للنقل الجوي يمكن التحكم من خلالها في تنظيم وضبط السفر ، ونكون صرحاء مع المواطنين ، فالحديث الصريح وطالما تم وضع القواعد التي تضمن سلامة الجميع ، من خلال ضوابط تم وضعها بحرفية وأهمها إجراء بي سي في الذهاب والعودة ، بجانب  شهادة التطعيمات المعتمدة وغيرها وغيرها من إجراءات تم وضعها بعناية مما لا يتوافر في دول  كثيرة و يضمن السلامة الصحية  بمصر وعدم تسرب اي متحور

نحن دولة قوية يقودها رئيس يهمه صالح المواطنين وسلامتهم ، وايضا رغبتهم في زيارة بيت الله الحرام ، ونحن لدينا خبرات سابقة في أزمات مشابهة مثل انفلونزا الخنازير التي مرت بسلام تماما يجب ان نستفيد من تلك الخبرات وننظم الموسم باحكام شديد دون أن نسبب أزمة ، فالحج والعمرة دعوة من الله يجب علينا أن نيسرها ولا نعسرها.

After Content Post
You might also like