قيادي بهيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين: أبوهواش يصارع الموت والمجتمع الدولي عاجز

قال عبد الناصر فروانة، عضو لجنة إدارة هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين في قطاع غزة، إن الهيئة تتابع بقلق كبير أوضاع الأسير في السجون الإسرائيلية هشام أبوهواش، والذي يأن وجعًا دون أن يتدخل أحد لإنقاذه.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، تؤكد التقارير الطبية أن تدهورًا خطيرًا قد طرأ على صحة الأسير، الذي يعاني ضعفًا في حاسة السمع والبصر، وعدم القدرة على الكلام، ويعاني وضعًا صحيًا حرجًا حيث يصارع الموت والجوع، ويتعرض لغيبوبة متقطعة، واحتمال وفاته في أي لحظة باتت واردة، أو أن يصاب بجلطات يبقى آثارها المدمرة على صحته طوال حياته.

وأكد فروانة أن الإضراب عن الطعام الذي يخوضه الأسير أبوهواش منذ 141 يومًا رفضا لاعتقاله الإداري، كفيل أن ينهك جسده ويسبب له الكثير من التعب والأمراض، في ظل استمرار الاستهتار الإسرائيلي ومماطلة إدارة السجون وإهمالها له وعدم استجابتها لمطالبه المشروعة المتمثلة في إنهاء اعتقاله الإداري التعسفي بلا تهمة أو محاكمة.

وتابع: “التعنت الإسرائيلي بالرغم من التقارير الطبية التي تكشف عن خطورة وضعه الصحي، إنما يعكس إجرام العقلية الإسرائيلية في التعاطي معه وتعمد قتله، لمحاولة بث الخوف والإحباط لديه وإجباره على إنهاء إضرابه بلا أي نتائج تذكر، وعلى الجانب الآخر بث الإحباط لدى الآخرين من أسرى حتى لا يقدمون على هذا الخيار، وكي تقضي على ظاهرة الإضرابات عن الطعام التي سادت السجون وتصاعدت خلال الفترة الأخيرة وشكلت عاملا ضاغطا على الاحتلال وسلطت الضوء على الاعتقال الإداري”.

وبحسب فروانة وسعت إسرائيل من اللجوء إلى استخدام الاعتقال الإداري مؤخرًا، وأصدرت خلال العام الماضي 2021 أكثر من 1595 قرارا بالاعتقال الإداري، ما بين اعتقال جديد وتجديد للاعتقال القديم، وهذا رقم كبير ويشكل زياة لافتة عن الأرقام التي سجلت في عام 2020.

وأشار القيادي في لجنة شؤون الأسرى إلى عجز المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي عن وضع حد لهذه الاعتقالات، والتي يضطر فيها المعتقلون للجوء إلى الخيار الصعب والأقصى والمتمثل في خوض الإضراب عن الطعان.

وطالب فروانة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية تحمل مسؤولياتها، والتحرك قبل فوات الآوان لإنقاذ حياة المعتقل هشام أبوهواش، والاستمرار في العمل والضغط على إسرائيل لوقف الاستخدام الواسع وغير المبرر لأوامر الاعتقال الإداري.

وعبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قبل أيام، عن بالغ قلقها إزاء تدهور الحالة الصحية للأسير الفلسطيني هشام أبو هواش المضرب عن الطعام منذ 141 يوما.

وقال الصليب الأحمر، في بيان “تستمر الطواقم التابعة للجنة الدولية في زيارة “أبو هواش” بصورة منتظمة وستواصل متابعة وضعه عن كثب”، مضيفا “بعد مرور هذه الأيام على إضرابه عن الطعام ومن منظور طبي، فإنّ أبو هواش في حالة حرجة وهو بحاجة إلى متابعة طبية مختصة”.

وأوضح البيان “مثل سائر المضربين عن الطعام، إننا قلقون بشأن العواقب الطبية المحتملة التي لا رجعة فيها والتي قد تؤدي للأسف إلى فقدان الحياة”. وأكد الصليب الأحمر أنه “لا بد من صون كرامة جميع المعتقلين ومعاملتهم بإنسانية”.

يُشار إلى أنّ الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش البالغ من العمر 44 عامًا معتقل إداريّا منذ 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال.

وتعرض أبو هواش للاعتقال عدة مرات سابقًا منذ عام 2003 بين أحكام واعتقال إداريّ، وبلغ مجموع سنوات اعتقاله (8) سنوات منها (52) شهرًا رهن الاعتقال الإداريّ.

وكانت المحكمة الإسرائيلية قد أرجأت عقد جلسات المحاكم الخاصة بالمعتقل أبو هواش عدة مرات، لعدم تقديم تقرير طبيّ محدث حول حالته الصحية، حيث تتعمد السلطات الإسرائيلية المماطلة في تنفيذ ذلك كنوع من التنكيل بحقّ المعتقل.

 

After Content Post
You might also like