“انحراف” يتصدر التريند على جوجل بعد الحلقة الثانية
تصدر مسلسل “انحراف” للمخرج رؤوف عبد العزيز، تريند مؤشر البحث جوجل، خاصة أن العمل يغوص في النفس البشرية، وخطاياها التي تحاول روجينا إخفاءها دائما من البداية، لترتسم صورة مثالية أمام الأخرين الدكتورة حور بدت كشخصية مركبة متناقضة لا تسمع إلا لصوت ضميرها المنحرف تعالج المرضي النفسيين وهى في أشد الحاجة للعلاج، واقعيا ما يقدمه المسلسل موجود بالفعل، شخصية عامة، تدعي المثالية ويصدقها كثيرون، لها جمهور يشاهدها على الشاشات، يؤمن بأفكارها المعلنة، ويراها عنوانا للتغيير، بينما الحقيقة أن هذه السيدة تحمل الكثير من التناقضات .
وعلى هذا الخط الدرامى الخط، سارت روجينا، التى أبدعت في تقديم دورها ، في مسلسل “انحراف”، ونجحت في الوصول إلى عمق الشخصية لتوضح فكرة التناقض والصراع الداخلي، فنرى التناقض في السلوكيات وقد جدد هذا الأداء في المسلسل الذي أثبت فيه قدرتها على التلون وتقمص الحالة، لتأخذ الجمهور معها في رحلة عميقة، حيث حبكة العمل المثيرة من بدايتها صيغت بطريقة مشوقة، تكتم بداخله سرا ما وتجيد إخفاءه، ولكن تتلاقى الخطوط والحكايات في مصير واحد و تفوقت روجينا على نفسها في إيصال الفكرة وتجسيد الشخصية بكل ابعادها وخلفياتها إلى المشاهدين.
استطاعت روجينا ربط هذه الشخصية مع المحيط العام للمسلسل، وأعتقد أن العامل الأهم للنجاح هو المخرج رؤوف عبد العزيز الذى نجح في الحفاظ على الإيقاع السريع في غالبية المشاهد، إيقاع منسجم في الإخراج و إدارة جيدة للممثلين وإدارة جيدة للكاميرا، حقيقى هو قائد فى اللوكيشن مسيطر على أدواته الفنية من خلف الكاميرا ويوجه الدراما والممثلين للمسار الصحيح.
ويتعمد الخط الدرامى فى المسلسل أن يظهر العنف والشر فى شخصيتها مبررا بشكل قوي، حيث جاء نتيجة تراكمات فى تكوين شخصيتها غير السوية بل قدم العمل طاقات تمثيلة أخرى أبدعت بل نافست روجينا فى مستوى الآداء، و التفاصيل الإبداعية فى توصيل الشخصية.
ويعد المسلسل بداية موفقة روجينا تمردت على أدوارها النمطية السابقة، خاصة في عملها تحت قيادة المخرج رؤوف عبد العزيز، وقدم السيناريست مصطفى شهيب السيناريو بشكل جديد في المعالجة الدرامية وبدا غير تقليدى في تركيبته ، وكان اعتماد السيناريو بشكل كبير على الإيحاءات و التعبير بالصورة في توصيل أفكار المسلسل، الحوار سيناريو يتصف بأنه جريء و مثير، مع وجود مبررات ودوافع لتصرفات الشخصية، حيث لم يتوقف بالتأمل والتحليل فقط بل وفق بالدخول في أعماق الشخصية ودراسة انفعالاتها وتحليلها نفسياً واجتماعيا، لذلك بدت ردود أفعالها وتصرفاتها منطقية ومقنعة مع غموضها و غرابتها.
إن المخرج رؤوف عبد العزيز، يقدم بالعمل دراما نفسية من الدرجة الأولى، نجح من البداية في الاحتفاظ بعنصر التشويق والغموض والتوتر في بناء الأحداث، اضفا الكثير من التشويق والإثارة والحركة التي تشد المشاهد، خاصة في ظل الإيقاع السريع والمترابط، كما أن الشخصيات فيه مدروسة بعناية تنطق بحوار مركز وموضوع ببساطة ليس فيه أي تطويل أو حشو، كما أن المشاهد تمتاز بكادرات رائعة تصوير جميلة وقوية، خصوصاً مشاهد الحركة، والتي تدل على مقدرة حقيقية للمخرج رؤوف عبد العزيز في ترجمة الفكرة المكتوبة و نجح بالسرد البصرى ان يعبر عن الأحداث و أن يقول الكثير ويسلط الضوء على موضوع نفسى دون الحاجة الى الصراخ أو المباشرة.
المسلسل متقن جدا، رؤوف عبد العزيز نجح بامتياز في صنعته الفنية والتقنية وخلق جو من الإثارة والغموض فى بناء الأحداث هذا إضافة إلى أنه تميز بإيقاع سريع وحيوي. تصوير و لقطات وزوايا تصوير مدروسة بعناية، وإضاءة درامية موفقة ، مع وجود تعبير بصرى و تكوينات جمالية للكادرات بالاضافة إلى التميز الفني في مونتاج متناسب وإيقاع الحدث متماشىى مع جو الإثارة الميلودرامي للمسلسل أما الموسيقى التصويرية كانت متميزة جدا، و منسجمة مع الأحداث بشكل كبير فى نطاق السيناريو.