محمد فراج يكشف مصير الاقتصاد العالمي من موقف العقوبات الدولية لروسيا
قال محمد فراج، المستشار السياسي للصندوق العالمى للتنمية والتخطيط ، لم تنجح العقوبات الغربيه المفروضه علي روسيا لاجبار موسكو علي وقف عدوانها او علي سحب قواتها العسكريه من اوكرانيا.
أوضح فراج فى تصريحات صحفية ، أن العقوبات لم توقع الاضرار الجسيمه التي كانت القوي الغربيه تتصور امكانيه الحاقها بالاقتصاد الروسي في ظل تقديرات خاطئه كانت ترجح امكانيه دفعه الي التراجع والانهيار الذي يمكن ان يؤثر في مكانه الرئيس بوتين وفي قدرته علي الاستمرار في قياده البلاد، اذ اثبتأن للاقتصاد الروسي.
أشار المستشار السياسي للصندوق العالمى للتنمية والتخطيط ، أن الاقتصاد الروسي أظهر قدرات غير متوقعه علي الصمود وعلي التكيف مع تلك العقوبات الي الدرجه التي في اطارها استعاد الروبل قيمته التي كانت عليه قبل الغزو ،وتواصل روسيا سداد التزاماتها الخارجيه دون تأخير .
استكمل قائلا: لم يرتفع مؤشر الاسعار في روسيا سوي ب 10% فقط، وتتزامن تلك التطورات مع بدايه تأثر القوي الغربيه من تداعيات العقوبات التي قامت هي بفرضها والتي تؤدي الي ارتفاعات في معدلات التضخم لم تشهدها الدول الغربيه منذ عقود.
لفت أن الحرب التي تشهدها اوكرانيا والعقوبات المفروضه أدت الي ارتفاع اسعار كافه مصادر الطاقه التي تتنوع من البترول الي الغاز الطبيعي الي الفحم والي ارتفاعات اخري في اسعار العديد من السلع الغذائيه وسط تحديات تواجه مختلف المجالات الامر الذي اصبح يعزز من احتمالات دخول الاقتصاديات الغربيه ومن ثم الاقتصاد العالمي بأسره في مرحله من الركود .
أضاف الى أن اهم الاقتصاديات الغربيه سواء في الولايات المتحده الامريكيه او الاتحاد الاوربي او اليابان ليست في احسن احوالها بل انها مرشحه للمزيد من التدهور قائلا: بدلا من الاستمرار في تصعيد العقوبات التي كما يبدو لم تحدث الاثار المرجوه منها ، اذ انها الحقت اضرارا بمصالح مختلف دول العالم بما فيها الدول التي قامت بفرضها، لافتا أنه لم يعد امام القوي الغربيه من بدائل سوي العوده الي مائده المفاوضات مع روسيا بهدف وقف الحرب والاتفاق علي حلول وسط تتناول بواقعيه مستقبل اوكرانيا التي لن تعود الي ماكانت عليه قبل الغزو والتوصل الي تفاهمات حول الحدود السياسيه التي يمكن ان يصل اليها الناتو .
تابع أن الامر الذي سيتطلب اعاده النظر في قضيه ال Enlargement of NATO ، فكافه الاطراف لن تحقق في النهايه كل ما كانت تسعي اليه، وروسيا لن يلحق بها في النهايه الهزيمه الساحقه التي يتصورها الغرب ويحاول الترويج لامكانيه حدوثها ونتوقع صعوبة اقناع روسيا بوقف الحرب علي اوكرانيا في وسط اختلال إقتصادي للعالم باكمله.
استطرد قائلا: بعيداً عن الاستغراق في التركيز علي الاخفاقات العسكريه و التداعيات الكارثيه للعقوبات، فقد بات ضرورياً ان تقوم مختلف القوي الغربيه باعاده تقدير مواقفها في ضوء التطورات المحتملة للعمليات العسكريه والتي يمكن ان تؤدي في النهايه الي نجاح القوات الروسيه في السيطره علي شرق وجنوب اوكرانيا بالكامل والي احكام الحصار علي العاصمه كييف ، وهي التطورات التي يمكن ان تحول اوكرانيا الي دوله مقسمه ومغلقه landlocked خاصه بعد ان اكدت التقارير الصادره عن البنك وصندوق النقد الدولي ان الازمه الراهنة والعقوبات المفروضه علي روسيا اصبحت تؤثر سلبا في مجمل الاوضاع الاقتصاديه العالميه وفي اوضاع الدول التي قامت بفرض تلك العقوبات.