لماذا فشل الإنسان في استئناس الحمار الوحشي؟
يعرف الجميع أن الحمير الوحشية أصغر حجما من الخيول ما يجعلها أقل قوة، لكن رغم ذلك فقد فشل الإنسان في ضمها إلى العديد من الحيوانات المدجّنة.
وأرجعت مجلة “فوكاس” الإيطالية السبب في صعوبة استئناس الحمير الوحشية إلى أنها تطورت في بيئة مليئة بالحيوانات المفترسة تعلموا منها طرق الدفاع عن أنفسهم، فيمكن للحمار الوحشي بركلة واحدة أن تقتل أسدا وإذا شعرت الحمير الوحشية بأنها في خطر فلا تتردد في الهجوم عن طريق العض.
تعيش الحمير الوحشية وخاصة الأنواع الأكثر شيوعا منها في جماعات ذات تسلسلات هرمية لتحديد نفوذ كل فرد في الجماعة، وفي حال محاولة بعض الأفراد توسيع هذا النفوذ يمكن أن يصبح الاقتتال الداخلي بين الأفراد دمويا.
حاول بريطانيون في أفريقيا بين القرنين التاسع عشر والعشرين عدة مرات تدجين هذه الحيوانات التي تتمتع بميزة أنها محصنة ضد مرض النوم الذي ينتقل عن طريق ذبابة تسي تسي المنتشرة في أفريقيا، بعكس الخيول التي يصيبها هذا المرض.
شهدت محاولات الاستئناس نجاحات محدودة اقتصرت على تدريب بعض الحمر الوحشية على سحب العربات وركوب عدد قليل منها، لكن بشكل عام كانت النتائج مخيبة للآمال وتم التخلي عن تلك المشاريع في النهاية.