بسمة فؤاد تناقش رسالة ماجستير عن “الصورة الذهنية” لمصر

تناولت رسالة ماجستير تقدمت بها الباحثة بسمة فؤاد وناقشتها هيئة كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان قسم الدراسات السياحية، كيفية التعامل مع تشويه الصورة الذهنية عن المقصد السياحي المصري، مستعرضة ما تعرضت له مصر في أعقاب ثورة ٢٥ يناير.

وتشكلت لجنة التحكيم من أ . د غادة حمود عميد كلية السياحة والفنادق جامعة بني سويف (رئيسا ومشرفا ومناقشا)، و أ.د مني حجاج أستاذ بقسم الدراسات السياحية كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان (مناقشا) ود. وليد رضوان أستاذ مساعد بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان،

ومجدي سليم وكيل أول وزارة السياحة سابقا.

وتناولت الرسالة كيفية تشكيل الصورة الذهنية للدول وعناصر تكوينها والعوامل التي تؤثر عليها وآليات تغييرها في وقت الأزمات، وكان عنوان الرسالة هو “دراسة العوامل المؤثرة في الصورة الذهنية عن مصر لدي السائح بعد ثورة ٢٠١١”، والتي سلطت الضوء على خريطة الحركة السياحية في مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير عام ٢٠١١ ، وما ترتب عليها من إنفلات أمني أدي لتراجع ترتيب مصر إلى المركز١٤٠و الأخير في تقرير التنافسية السياحية العالمي فى عام ٢٠١٣.

وسعت فؤاد للتوصل إلى أهم أسباب وآليات تغير الصورة الذهنية سواء بالسلب أو بالإيجاب، وماهي أهم أدوات التواصل مع الجنسيات التي تعد من أهم الأسواق السياحية للسياحة المصرية ، كذلك دراسة عادات وصفات تلك الجنسيات حتى يتسنى لنا الوصول لأفضل لغة مناسبة للتحدث معهم والتأثير فيهم.

وركزت رسالة الباحثة بسمة فؤاد على دراسه تعريف ومفهوم الصوره الذهنيه للمقصد السياحى و تحديد أهميه وخصائصه، ودراسه مصادر تكوين الصورة الذهنية السياحية والعوامل المؤثرة فيها، وتحديد أهم العوامل المؤثرة علي تكوين الصورة الذهنية في قطاع السياحة، وكذا تسليط الضوء على الصوره الذهنيه وثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، والتعرف علي أهم العوامل التى أدت إلى تحسين الصورة الذهنية لمصر بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، مع وضع تصور مقترح لتعزيز صورة مصر الذهنية المستحدثة من خلال التسويق السياحي، وتحديد قنوات الاتصال الخاصة بأهم الأسواق المصدرة للحركة للمقصد السياحي المصري (إنجلترا – فرنسا – ألمانيا – إيطاليا – روسيا – أمريكا).

وشملت فرضيات الدراسة إن الصورة الذهنية لدي السائحين القادمين إلي مصر قد تأثرت سلبياً بعد أحداث ثورة ٢٠١١، وكذا قيام ثورة ٣٠ يونيو باستحداث صورة ذهنية إيجابية جديدة عن مصر، وأيضا وجود عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية تتحكم في العوامل المؤثرة على الصورة الذهنية في مصر، علاوة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها من أهم أدوات بناء صورة ذهنية لدولة أو مؤسسة أو شخص.

وخلصت نتائج الدراسة إلى:

١- إن الصورة الذهنية السياحية تتمثل فى الإنطباع العام للمقصد السياحي الذي يتكون في ذهن السائح بمرور الزمن معتمداً على معرفته العامة بخصائص وسمات المقصد السياحي من خلال مصادر المعلومات المتنوعة “، فهي عنصر مؤثر وجزء لا يتجزأ من عملية إتخاذ القرار وسلوك السفر بالنسبة للسائح.

٢- إن الصورة الذهنية للمقصد السياحى هي الأنطباع الكلي أو الإدراك الكلي أو الصورة الأجمالية في عقل الفرد عن مكان معين. كما إنها تعبير عن المعارف والإنطباعات ، الهوي/الميل ، التخيلات/التصورات ، الإعتقادات ، الأفكار ، الاتجاهات ، المشاعر، أو التوقعات عن مكان معين.

٣- لا تنشأ الصورة الذهنية من فراغ ولكنها تتأثر بكل الظروف المحيطة بها، فهي تتكون وتتطور في إطار ثقافي معين محيط بالفرد يتمثل في الأسرة والمؤسسات التعليمية والتربوية والإنتاج المعرفي والثقافي، ولعل من أهم هذه العوامل وأخطرها هي وسائل الإعلام المختلفة حيث مع التطور الهائل في تكولوجيا المعلومات وإنتشار وسائل التواصل الإجتماعي أصبح لها القدرة على التأثير المباشر والسريع على تشكيل آراء وميول الأفراد ومنه تتشكل الصور الذهنية لدى الأفراد ، كما إنها تعتمد على المعتقدات التي تترسخ في ذهن السائحين.

٤- إن نتيجة ثورة ٢٥ يناير أدت إلى  تضرر الإقتصاد المصري والإستثمار كما أن قطاع السياحة أكثر القطاعات تضرراً من تلك الأحداث حيث تم إغلاق العديد من الفنادق وكذلك الشركات السياحيه وتوقفت الكثير من الفنادق العائمة في النيل ، كما خسرت شركات الطيران الملايين وتم غلق عده خطوط طيران  وأغلقت البازارات وهربت العمالة المدربة إلي الخارج وإرتفعت البطالة بين العاملين في قطاع السياحة سواء في الفنادق أو الشركات أو المرشدين السياحين. كما أن تلك الصورة الذهنية السلبية  تسببت في خوف الكثير من الجنسيات من المجيء الي مصر بإعتبارها منطقة إضطرابات وكأن بها حرب أهليه.

٥- لقد ساهم عقد المؤتمرات الدوليه و منتديات الشباب بعد ثوره ٣٠ يونيو ٢٠١٣فى تسويق صورة مصر الحقيقية فى الخارج، وعكست المناخ الديمقراطى الذى تحرص القيادة السياسية على ترسيخه، كما أن فكرة مؤتمرات الشباب جاءت في محلها، خاصة حيث عاني الشباب سابقاً من التهميش ؛ ما أدى إلى فجوة بينها وبين السلطة ، وهو ما أولته القيادة السياسية ، التي حرصت على إحتواء الشباب وتمكينهم سياسياً واقتصادياً.

٦- لقد بذلت القيادة المصرية جهوداً كبيرة لتحسين الصورة الذهنية لمصر بعد ثوره ٣٠ يونيو ٢٠١٣  ،حيث تم عقد العديد من المؤتمرات الدوليه مثل مؤتمر شرم الشيخ أكتوبر ٢٠١٦، منتدي شباب العالم نوفمبر٢٠١٧، منتدي أسوان للسلام والتنمية المستدامين ٢٠١٩، كذلك تنشيط التعاون بين مصر والدول الأفريقية في جميع المجالات مما أدى إلى رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال عام ٢٠١٩؛ كذلك القيام بالعديد من الجولات والزيارات الخارجيه ، وإستضافه العديد من رؤساء وملوك الدول،  وهو الأمر الذي إنعكس بصورة إيجابية على السياحة المصرية التى حققت أعلى معدل لها فى عام ٢٠١٩.

٧- إن أهم التحديات التي تواجه الدولة المصرية في إعادة بناء صورة ذهنية جديدة عن مصر تتمثل فى الإعلام المحرض (يشمل ذلك عده قنوات أخباريه دولية) ،  جائحة كورونا التي أعاقت وأثرت علي مسيرة الدولة المصرية في البناء خاصه في قطاع السياحة ، وكذلك سياسة بعض الدول تجاه مصر المتمثله في تحذيرات السفر في المواقع الرسمية للحكومات بوضع مصر في قائمه المناطق متوسطة الأمان وتحذيرات المسافرين بعدم التجول في الشوارع وعدم الخروج من المنتجعات السياحية.

ووضعت الباحثة بسمة فؤاد بعض التوصيات العامة التي توصلت إليها خلال رسالتها، ومنها:

١- ينبغى على الدولة تغيير سياسات مصر التسويقية التي تعمل عليها وزاره السياحة والآثار، وهيئة تنشيط السياحة وهيئة الاستعلامات والعمل علي الاستفادة من إنجازات الدولة في إستكمال بناء صورة ذهنية مستدامه عن مصر كمقصد سياحي.

٢- ينبغى على وزارة السياحة والآثار القيام  بفاعليات ثقافيه وفنيه أكثر في قلب دول الأسواق السياحية الهامه مما يؤدى الى تنشيط حركه السياحة الدوليه القادمه من هذه الدول إلى مصر.

٣- إعادة هيكلة هيئه تنشيط السياحة والبدء في إعداد خطة إستراتيجية تسويقية واضحة المعالم تقوم بتنفيذها مكاتب تنشيط السياحة فى الخارج ، مع مخاطبه كل جنسية بلغه تسويقيه تحترم عادات وثقافات هذه الدول، حيث أن كل جنسية لها لغة خطاب تسويقيه مختلفه مع وجود هيئه مستقله من قبل وزاره السياحة والاثار تقوم بمراقبه أداء تلك المكاتب.

٤- ينبغى على الدوله ممثله فى وزاره السياحة والاثار عدم الإعتماد علي شركات أجنبية للعلاقات العامه للتسويق للسياحه فى مصر والإعتماد على شركات علاقات عامه مصريه   لما لدي مصر من الخبرات والمقومات في نجاح ذلك.

٥- ينبغى على وزاره السياحة والأثار العمل على إنشاء مركز إعلام دولي يهدف إلى مخاطبه دول العالم بلغتهم ووفقا لثقافتهم مما سيساهم في تحسين الصورة الذهنيه الإيجابية عن مصر ونشر الاخبار الايجابية عن الدولة المصريه والتواصل مع شعوب العالم المختلفه، وايضاً يساهم في زياده عدد الحركه السياحية وزياده القدره التسويقيه للأحداث العالميه والدولية التي تقوم بها الدولة مثل منتديات الشباب وغيرها من أحداث دولية وكذلك مواجهة الأخبار الكاذبة التي تقوم بنشرها قنوات الإعلام المضلل.

٦- ينبغى على وزاره السياحة والأثار الإعتماد على المرشدين السياحيين ذوى الخبره و إعدادهم كصحفيين لمخاطبه بلدان العالم لأن هؤلاء المرشدين لديهم القدره علي التعامل مع جنسيات العالم المختلفه حسب ثقافتهم وعادتهم وتقاليدهم بناءا علي الدراسه والخبره العمليه بالإضافه الي إنهم أفضل المتحدثين عن حضاره وتاريخ مصر والمعالم السياحيه بها.

٧- ينبغى على وزاره السياحة والأثار العمل على إنشاء موقع إلكتروني خبري ، بحيث يتم إنشاء الموقع بالعديد من اللغات حيث يتم إستخدام التسويق الرقمي في الترويج للموقع في محرك البحث جوجل، وإستخدام التسويق الإلكتروني في السوشيال ميديا، و أن يقوم الموقع ببث أخبار ومقالات إيجابية فقط عن مصر سواء عن معالم سياحيه او عن تاريخها او عن الأحداث الإيجابية التي تحدث بها مثل إفتتاح مشاريع قوميه أو مؤتمرات دولية أو قرارات إيجابية، مما سيساهم فى بث الصوره الذهنيه الإيجابية عن مصر فى دول العالم.

٨- ينبغى على وزاره السياحة والأثار تدشين شركة تأمين علي السائح مصرية دولية بالشراكة مع دول أخري بهدف عدم السماح بتحكم وكلاء السياحة في الخارج بمنع تدفق السياحة في مصر.

 

After Content Post
You might also like