الخديوى توفيق يحكم.. كيف كانت مصر فى زمنه؟

كان الخديوي توفيق، واحدا من الشخصيات المهمة فى التاريخ المصرى، وتأتى أهميته بسبب وقوع العديد من الأحداث المهمة فى أيامه.
يقول كتاب “هذا اليوم فى التاريخ” لـ نجدة فتحى، فى يوم الخميس المصادف 26 يونيو 1879 وصلت من الأستانة برقيه بخلع الخديوى إسماعيل، جاء فيها أن بقاءه فى الحكم يزيد من مصاعب مصر، لذلك فقد أصدار السلطان إرادته بإسناد منصب الخديوية الى ابنه توفيق باشا وطلب إليه التخلى عن حكم مصر وقد حمل الرسالة إلى الخديوى إسماعيل رئيس الوزراء شريف باشا، ويقال إنه كان يلعب الطاولة مع بعض حاشيته فلما تلاها قابلها بالصمت والجلد وطلب إلى شريف باشا أن يدعو إليه الأمير.
فخرج شريف لمقابلة الخديوى الجديد، وكان قد تلقى برقية أخرى بإسناد الخديوية إليه، فذهب إلى سرايا عابدين يصحبه شريف، وصعد وحده إلى الطابق الثانى، حيث كان إسماعيل، فتلقاه أبوه مخاطبا إياه “يا أفندينا” وهى العبارة التى كان يخاطب بها الخديوى من قبل رعيته وسلمه سلطه الحكم.
وكان الموقف مؤثرا، ثم ترك إسماعيل قاعه العرش حزينا، وفى مساء اليوم نفسه أقيمت حفله تولية الخديوى توفيق باشا فى سرايا القلعة وأخذ إسماعيل يتأهب للرحيل عن البلاد، عرف عن الخديوى توفيق ضعف الرأى والتردد ومخاصمه النظام الديمقراطي، وقد اختلف مع رئيس الوزراء شريف باشا حول النظام الدستورى فألغى مجلس الوزراء ورأس الوزارة بنفسه، ثم تركها لرياض باشا، وفى أيام توفيق أنشئ نظام الشورى وأسست المحاكم الأهلية، وجددت بعض الترع، وأقيمت عدة قناطر كبيرة وتكاثرت فى عهده الأحداث، وفى زمنه قامت ثوره عرابى سنه 1881 وفرضت عليه تشكيل وزارة وطنية برئاسة شريف باشا فى وقفة عابدين الشهيرة بين أحمد عرابى على رأس جيشه وبينه فى 9 سبتمبر 1881، وتصاعد الصراع بينه وبين العرابيين مما هدد عرشه فاستعان بالإنجليز ما أدى إلى هزيمة العرابيين والاحتلال البريطانى لمصر 1882 حيث أصبحت سلطته أسميه فقط وانتقلت السلطة الفعلية إلى الإنجليز، وقد أخلى توفيق السودان من الجيش المصرى 1884 بناء على مشوه الإنجليز الذين توغلوا فى السلطة المصرية باسمه.
After Content Post
You might also like