دراسة: كورونا قد يسبب اضطرابات في الدماغ بعد عامين من الإصابة به
كشفت دراسة هي الأولى من نوعها أن فيروس “كورونا” المستجد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف والذهان وضباب الدماغ، بعد عامين من الإصابة بمرض (كوفيد-19).
وقدّرت دراسة مكثفة للآثار العصبية والنفسية المستمرة للمرض، أن تلك التأثيرات قد تشمل أكثر من 100 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وفقا لنتائجها المنشورة في دورية “لانسيت” الطبية.
ويعرّف مرض “كوفيد” طويل المدى بأنه الأعراض التي دامت لمدة 12 أسبوعا أو أكثر بعد تشخيص “كورونا”، ويشمل مجموعة من الأعراض، بداية من التعب وضيق التنفس، ووصولا إلى المشكلات المتعلقة بالدماغ، مثل الافتقار إلى الوضوح العقلي.
وقام باحثو الدراسة في جامعة أكسفورد بفحص مخاطر 14 اضطرابا مختلفا في أكثر من 1.25 مليون مريض، يتراوحون بين الأطفال وكبار السن، الذين كانوا في الغالب داخل أمريكا، وذلك بعد عامين من إصابتهم بعدوى “كورونا”.
كما قارنت الدراسة هذه المعلومات بالسجلات الإلكترونية لنحو 1.25 مليون شخص مصابين بأمراض الجهاز التنفسي الأخرى في نفس الفترة.
واكتشف الباحثون أن البالغين الذين تبلغ أعمارهم 64 عاما وأقل الذين أصيبوا بفيروس “كورونا” هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بضباب الدماغ (640 حالة لكل 10000 شخص)، مقارنة بأولئك الذين يعانون من التهابات تنفسية مختلفة (550 حالة لكل 10000 شخص).
كما وجدوا أن هناك 1540 حالة من الضباب الدماغي لكل 10000 شخص في المرضى الذين يبلغون من العمر 65 عاما أو أكبر، والذين أصيبوا بـ(كوفيد-19)، مقارنة بـ1230 حالة لكل 10000 لمن يعانون من التهابات الجهاز التنفسي الأخرى.
وفي الوقت نفسه، كانت هناك 450 حالة من الخرف لكل 10000 شخص، و85 حالة من الاضطرابات الذهانية لكل 10000 بين المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 65 حالة بعد الإصابة بـ(كوفيد-19).
وبالنسبة إلى التهابات الجهاز التنفسي الأخرى في هذه الفئة العمرية، كانت هناك 330 حالة لكل 10000 حالة للخرف، و60 حالة لكل 10000 حالة للاضطرابات الذهانية.
كما وجد الباحثون أن الأطفال كانوا أكثر عرضة للإصابة بالصرع أو النوبات بمقدار الضعف (260 من كل 10000) في غضون عامين من الإصابة بعدوى (كوفيد-19)، مقارنة بأولئك الذين أصيبوا بعدوى تنفسية أخرى (130 من كل 10000).
كذلك زاد خطر الإصابة باضطراب نفسي، على الرغم من أن الحدوث لا يزال نادرا بمقدار (18 من كل 10000).
وخلصت الدراسة الجديدة إلى أن نتائجها تسلط الضوء على الحاجة إلى إجراء مزيد من البحث، لفهم سبب حدوث مثل هذه الحالات العصبية بعد الإصابة بـ(كوفيد-19)، “وما الذي يمكن فعله للوقاية من هذه الحالات أو علاجها”.