ناصر تركي يكتب: السياحة و سنوات الفرص الضائعة
تابعت باهتمام ما يتم تداوله سواء علي مستوي الحكومة او القطاع الخاص من التخطيط للوصول ال ٣٠ مليار دولار دخلا سنويا للسياحة المصرية ، و حزنت علي وضعنا وضياع الفرص تباعا بسبب سوء تخطيط وغياب التنمية المستدامة منذ سنوات في أهم ملف للاقتصاد القومي ، وتساءلت مع نقيب هل رقم ال ٣٠ مليار الذي يتم تداوله ويختلف عليه جزء كبير من اهل المهنة يليق بمكانة وموقع مصر المتميز والتي حباها الله بخلاف الموقع بكل مقومات السياحة من طبيعة وطقس و بحرين ونهر عظيم وصحراء ومحميات طبيعية ، وبالطبع بخلاف شعب عظيم يحتاج فقط للتوعية بأهمية السياحة ليعلم أنها الخير للبلاد والعباد
إن كل ما يتم تداوله ذكرناه منذ عشرات السنين أن هناك معوقات ومشاكل وتداخل وزارات وايادي تهدم في هذا الملف منذ لحظة وصول السائح وحتي مغادرته ، ولسنا بحاجة إلى الحديث في امور يطول شرحها لان جميع المسؤولين سواء الحكومة أو القطاع الخاص يعلمون المشاكل والحلول ، لكني اتذكر انني كتبت مقالة منذ أكثر من ١٥ عام عندما كنت بزيارة لمدينة نيس الفرنسية وعملت مقارنة بين الساحل الابيض والساحل الأزرق ، وقلت وقتها إن ساحلنا لايقارن باي ساحل اخر وان مزاياه فريدة ، واهمها الشاطئ ورماله ولون البحر الفيروزي والموقع العبقري
بالتأكيد معظم مسؤولينا زاروا تلك المدن لكنهم بالطبع لم يشعروا بالغيرة علي حالنا وحالهم وكيف تعرف تلك الدول تحقيق مليارات الدولارات بينما المحصلة لدينا للاسف لاتذكر نتيجة سوء تخطيط الساحل ، وان كانت مؤخرا بدأت الدولة الاهتمام بالساحل وخاصة منطقة العلمين ، وباقي الساحل وأهمها منطقة رأس الحكمة بموقعها الفريد وساحلها المتميز ، لكنني وبصراحة اشعر بالحزن وأنا اتابع تلك الجهود لاننا لن نستطيع المنافسة وجذب السياحة لعدم التخطيط لمنتجعات وفنادق تستقبل ملايين السائحين
وهنا ارجع لتكليفات الحكومة وطلبها ٣٠ مليار ، فهل الامر مجرد إطلاق شعارات دون رؤية حقيقية للتخطيط لمستقبل أهم صناعة بمصر ، الان هل نحن جادين في تنمية الساحل الشمالي ام سيستمر ضياع فرص أخرى مثلما أهدرنا مساحات بالساحل واطلقنا عليها الان الساحل الطيب ثم فقدنا مساحات اخرى تحت مسمى الساحل الشرير وباقي مناطق تسمى الساحل الاكثر شرا
فهنا بدلا من فقدان الأمل وضياع افضل مواقع بالساحل من رأس الحكمة وحتى مطروح وما بعدها
يجب البدء في تخطيط فندقي مع اكبر بيوت الخبرة بالعالم بحيث نستفيد منها طوال العام لاننا للاسف انفقنا مليارات نستفيد منها فقط لمدة شهرين وباقي العام مغلق
السياحة تفيد الدولة كثيرا فبخلاف دخل العملة وتشغيل العمالة أو تعدد الايرادات الاخرى من ضرائب وقيمة مضافة وتشغيل للموردين وحركة اقتصادية ودوران رأس مال ، و لو قارنا الفرق بين الاستثمار العقاري والسياحي ستجد اننا اضعنا سنوات من الفرص الضائعة ، فهل سنكرر نفس الخطأ ؟