كل ما تحتاج إلى معرفته عن أربعة أمراض مُعدِية منقولة جنسياً قابلة للشفاء

المتدثّرات، والسيلان، وداء المُشَعَّرات، والزهري هي أربع حصائل محتملة لممارسة الجنس نودّ جميعاً تجنّبها. بيد أنه طبقاً لتقديرات عالمية جديدة، هناك يومياً أكثر من مليون حالة جديدة للإصابة بهذه الأمراض المُعدِية المنقولة جنسياً.
ومبعث القلق هو أن معدلات العدوى ما زالت شديدة الارتفاع على نطاق العالم، رغم أننا أصبحنا على دراية أكثر من ذي قبل بكيفية الوقاية من هذه الأمراض المُعدِية.
أما الأخبار السارة فهي أن هذه الأمراض المُعدِية الأربعة قابلة للشفاء.
غالباً ما تكون الأمراض المُعدِية المنقولة جنسياً، أو الأمراض المنقولة جنسياً كما يشار إليها أيضاً، عديمة الأعراض. بيد أنها إذا تُرِكت بلا علاج يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة من بينها العمى وظواهر عصبية أخرى، أو العقم، أو انتقال العدوى من الأم إلى الطفل، أو العيوب الولادية.
ويمكن أن يسبّب الورم الحليمي البشري وفيروس التهاب الكبد B الإصابة بالسرطان وإن كان بالإمكان الوقاية من هذين الفيروسيَن عبر لقاح مضاد.
ويمكن أن تؤدي الوصمة المرتبطة بالإصابة بمرض مُعدٍ منقول جنسياً إلى تفاقم الصدمة.
وتنتشر غالبية الأمراض المُعدية المنقولة جنسياً عن طريق الاتصال الجنسي، بما في ذلك الجنس المهبلي والشرجي والفموي. كما يمكن أن تنتشر بعض هذه الأمراض عبر وسائل غير جنسية بواسطة الدم أو منتجاته مثلاً. وكثير من الأمراض المذكورة – بما فيها المتدثّرات، والسيلان، وفي المقام الأول التهاب الكبد B، وفيروس العوز المناعي البشري، والزهري – يمكن أيضاً أن تنتقل من الأم إلى الطفل أثناء الحمل والولادة.
ولا يمكنها أن تنتشر عبر الاتصال العَرَضي مثل تقاسم الأغذية والمشروبات، أو العناق والعطس.
وتركّز التقديرات الحديثة لمنظمة الصحة العالمية على أربعة فقط من الأمراض المُعدِية المنقولة جنسياً القابلة للشفاء، (المتدثّرات، والسيلان، والزهري، وداء المُشَعّرات).
وإذا ظهرت أعراض للأمراض المُعدِية الأربعة القابلة للشفاء فإنها قد تشمل الإفرازات المهبلية، والإفراز الإحليلي لدى الرجال، والقرحات التناسلية، والآلام أثناء التبول، وآلام البطن.
والطريقة الوحيدة لتعرف إن كنت مصاباً بمرض مُعدِ منقول جنسياً هي الخضوع للفحص. إلا أن غالبية سكان العالم لا تتاح لهم للأسف إمكانية الفحص الموثوق لتشخيص الأمراض المُعدِية المنقولة جنسياً نتيجة ارتفاع تكاليف ومحدودية توافر أطقم الفحص في المختبرات أو نقاط الرعاية. وتؤدي محدودية إتاحة الخدمات المتعلقة بالأمراض المذكورة، جنباً إلى جنب مع ما تتسم به هذه الأمراض من طبيعة عدم ظهور الأعراض، إلى استمرار انتشارها في نطاق المجموعات والمجتمعات المحلية وعلى الصعيد العالمي.
نبذة عن الأمراض الأربعة القابلة للشفاء
مكافحة المتدثّرات
داء المتدثّرات هو أحد الأمراض المُعدية المنقولة جنسياً الأكثر شيوعاً لدى النساء، لاسيما الشابات.
في عام 2016، بين الرجال والنساء في الفئة العمرية 15-49 عاماً، كانت هناك 127 مليون حالة متدثّرات.
وتعدّ الآلام أثناء التبوّل أحد أعراض المتدثّرات، وإن كانت عديمة الأعراض في أغلب الحالات.
ويمكنها أن تصيب الجهاز التناسلي والمسالك البولية والعينين. وبدون علاج، قد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالعمى والعقم ومرض التهابي حوضي والحمل المُنتَبَذ. كما يمكن أن تعرّض المتدثّرات صحة الرضّع المولودين لأمهات مصابات لمخاطر شديدة.
ويمكن شفاء المتدثّرات بالمضادات الحيوية لكن حذارِ، فتكرار ظهور العدوى أمر شائع.
لا تعرِّض نفسك للإصابة بالمُشَعِّرات
داء المُشَعِّرات (أو “trich”) هو الأكثر شيوعاً بين الأمراض المُعدِية المنقولة جنسياً القابلة للشفاء. والكائن المسمّى المُشَعّرة المهبلية هو طفيل يعيش في الجهاز التناسلي السفلي وينتقل عموماً عبر الاتصال الجنسي. ومشكلة هذا الطفيل هي أنه يمكنه أن يصيب المناطق غير المغطاة بعازل – وعليه فإن العازلات لا تحمي تماماً من الإصابة بالمُشَعِّرات.
والنساء والرجال على السواء يمكن أن يصابوا بعدوى المُشَعِّرات. وتتفاوت الأعراض وإن كان كثير من المصابين لا يعرفون بذلك ويمكنهم أن ينقلوا العدوى إلى آخرين.
ويجب أن يجري مقدّمو الرعاية الصحية فحصاً مختبرياً لتشخيص الإصابة بالمُشَعِّرات.
ومن الأفضل للمرء أن يَتوخّى السلامة بدلاً من الندامة، فالمُشَعِّرات يمكن أن تزيد من مخاطر التقاط أو نشر أمراض مُعدِية أخرى منقولة جنسياً مثل فيروس العوز المناعي البشري، ومن المرجّح أن تضع الحوامل المصابات بالمرض أطفالاً مبتسرين يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة.
وبين الرجال والنساء في الفئة العمرية 15-49 عاماً، كانت هناك 156 مليون حالة جديدة للإصابة بالمُشَعِّرات في عام 2016.
الزهري، إنه جدّ خطير
الزهري، الذي ينتشر عبر الجنس المهبلي والشرجي والفموي، يسبِّب التهابات (تُسمّى تقرُّحات) على أعضائك التناسلية. وإذا تُرِك الزهري دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل وخيمة ودائمة مثل تلف المخ والعمى والشلل. وكثير من الأشخاص المصابين بالزهري لا تظهر عليهم أعراض ولا يعلمون أنهم مصابون.
وتوجد ثلاث مراحل للزهري – الأولى هي الالتهابات، وفي المرحلة الثانية يظهر طفح وتتورّم العُقَد اللمفية، وخلال المرحلة الثالثة يمكن أن يصاب المخ والقلب وأعضاء أخرى بأضرار.
وقد أشارت التقديرات إلى حدوث 6.3 مليون حالة زهري في عام 2016.
وهو ينتشر عبر ملامسة الالتهابات، بالدرجة الأولى عبر الجنس المهبلي والفموي والشرجي.
ويمكن أن تنقل الأمهات الزهري إلى أطفالهن في أثناء الحمل والولادة. وفي عام 2016، أشارت التقديرات إلى أنه من بين 988.000 من الحوامل المصابات بالزهري، تعرّضت 200.000 لحالة إملاص. والزهري هو ثاني أبرز أسباب حالات الإملاص عالمياً، ويمكن أن يؤدي إلى حصائل سلبية أخرى للولادة مثل وفاة المواليد، والتشوهات الخلقية، والابتسار، والمواليد المنخفضي الوزن.
خُذ الزهري على محمل الجد واخضع للفحص والعلاج مبكراً إذا كنت معرّضاً للخطر أو ظهرت عليك أعراض. إنه قابل للشفاء عبر علاج بسيط من البنسلين.
المعهد الوطني للحساسية والأمراض المُعدِية. السيلان
الآفة الجنسية المستعصية: السيلان
بات السيلان على شفا أن يصبح مرضاً غير قابل للعلاج. ويرجع سبب الإصابة بالسيلان إلى بكتيريا، ويعالَج بدواءين وإن كان أحدهما قد طوَّر بالفعل مقاومة للأدوية. وربما لن نجد قريباً أي خيارات علاجية متبقية لحالات العدوى بالسيلان المقاوِمة للأدوية المتعددة.
وأولئك الذين شُخِّصت إصابتهم بالسيلان معرَّضون لمضاعفات وخيمة، وإذا تُرِك المرض دون علاج يمكن أن يسبِّب التهاب الرحم والعقم. كما يمكن نقل العدوى من امرأة حامل إلى طفلها.
ويمكن أن تؤدي العدوى لدى الحوامل إلى التبكير بالمخاض والولادة أو إصابة الطفل الوليد بعمى دائم.
وكانت هناك 87 مليون حالة سيلان جديدة بين الرجال والنساء في الفئة العمرية 15-49 عاماً في عام 2016.
منظمة الصحة العالمية/ يوشي شيميزو. فحص الأمراض المُعدِية المنقولة جنسياً في منغوليا.
كيف يظل المرء سليماً
عادةً ما تنتشر الأمراض المُعدِية المنقولة جنسياً بممارسة الجنس – الجنس اليدوي أو المهبلي أو الفموي أو الشرجي. ويمكن أن ينتشر بعضها بواسطة الدم أو منتجاته، وبعضها (بما في ذلك المُتَدَثِّرات، والسيلان، والزهري، وفيروس العوز المناعي البشري، والهربس، وفيروس الورم الحليمي البشري، وفيروس التهاب الكبد B) يمكن نقله من الأم إلى الطفل أثناء الحمل والولادة.
ماذا يمكنك أن تفعل إذن كي تظل سليماً؟
- مارِس الجنس المأمون،
- استخدم العازلات واستعملها على النحو الصحيح،
- احصل على تثقيف موثوق في مجال الصحة الجنسية،
- التمس الفحص والعلاج في حينه إن كنت معرّضاً للخطر؛ تذكَّر أن معظم الأمراض المُعدِية المنقولة جنسياً عديمة الأعراض. قلِّل من الجنس العَرَضي واستعمِل العازلات مع أي شريك جديد.
- اخضع للفحص لتشخيص الأمراض المُعدِية المنقولة جنسياً بين الشركاء، وبعد ممارسة الجنس دون حماية إذا شعرت أنك قد تكون معرّضاً لمخاطر العدوى أو معاودة ظهور العدوى
- تحدَّث عن المخاطر المحتملة للإصابة بالأمراض المُعدِية المنقولة جنسياً مع شريكك
- حَدِّد خيارات مستنيرة بشأن مستوى المخاطر الذي يمكنك تحمُّله في حياتك الجنسية
- إن كنتِ حاملاً ومعرّضة لمخاطر الإصابة بأمراض مُعدِية منقولة جنسياً، من المهم أن تخضعي للفحص والعلاج قبل مولد طفلك.
- معاودة ظهور العدوى أمر شائع حتى بعد نجاح العلاج. تأكَّد من حصول شركائك على العلاج لمنع معاودة ظهور العدوى.
وتتيح العازلات، متى استُعمِلت على النحو الصحيح، إحدى أكثر وسائل الحماية فعالية ضد الأمراض المُعدية المنقولة جنسياً، بما فيها فيروس العوز المناعي البشري. كما أن العازلات النسائية فعالة ومأمونة أيضاً.
إننا لا ندري غالباً بإمكانية إصابة الأشخاص بمرض مُعدٍ منقول جنسياً.
فأي شخص ناشط جنسياً يمكن أن يصاب بمرض مُعدٍ منقول جنسياً، وأولئك الذين يغيِّرون الشركاء على نحو متكرر أو لا يستعملون عازلات معرّضون لمخاطر أشدّ. ونجاح علاج سابق لمرض مُعدٍ منقول جنسياً لا يجعلك بمأمن من الإصابة بالعدوى مجدّداً.