رئيس الاتحاد الأفريقى: أفريقيا تحتاج 86 مليار دولار كل عام لمواجهة تغيرات المناخ
أكد الرئيس السنغالى ماكي سال أن العالم يشهد خلال الفترة الحالية تغيرات كثيرة تتطلب تكثيف العمل المشترك والتركيز على النهوض بمستويات التنمية “غير المتساوية” واحترام القيم المشترك للدول والاختلافات على حد سواء.
جاء ذلك في كلمة الرئيس السنغالي ماكي سال الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الإفريقي، خلال أعمال اليوم الثالث والأخير من قمة القادة بين الولايات المتحدة وإفريقيا المنعقدة في واشنطن.
ورحب رئيس الاتحاد الإفريقي بالشراكة الأمريكية الإفريقية التي تأتي في وقت مهم يساعد على إعادة إحياء الأجندة المشتركة بين الولايات المتحدة والقارة السمراء، خاصة وأن العالم يمر حاليا بأيام صعبة كما يشهد حالة من عدم اليقين يسودها التحديات الكثيرة والمعقدة.
وقال “سال” إن “إفريقيا ترغب في أن تتشاطر مع الولايات المتحدة أولويات ست ورسالة من أجل هذه القمة الأمريكية الإفريقية”.
وأفاد بأن الأولوية الأولى تتمثل في: السلام والأمن ومكافحة الإرهاب في إفريقيا، معربا عن أمله في أن تكون مكافحة الإرهاب في إفريقيا جزءا لا يتجزأ من مواجهة هذه الآفة على المستوى العالمي لأنها تهدد الأمن والسلام العالميين، وأن يتم العمل على التصدي لهذه الظاهرة أيضا وفق ميثاق الأمم المتحدة من أجل الأمن والسلام الدوليين.
وحيا قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم مشاركة إفريقيا كعضو دائم في مجموعة العشرين، مؤكدا (سال) أهمية هذا الأمر بالنسبة لإفريقيا لأنه سيطلق شراكة القارة في مجموعة العشرين، كما شكر الرئيس الأمريكي لدعمه إشراك القارة الإفريقية كعضو دائم في مجلس الأمن.
ونوه إلى أن الأولوية الثانية تدور حول تأثير التغيرات المناخية والأزمات الصحية والحرب، منبها إلى أن إفريقيا جددت مطالبها بإعادة تخصيص حقوق “السحب الخاصة”، والتي أشار الرئيس الأمريكي إلى جزء منها، كما ترغب في التطبيق الفعلي لمبادرة مجموعة العشرين لتعليق خدمة الديون بعد هذه الصدمات المتتالية عبر العالم.
ولفت إلى أن الدول الإفريقية، كحال الدول المتطورة اعتمدت برامج دعم اقتصادي شاسعة لمساعدة الشركات والأسر، لكن قدراتها محدودة أمام الأزمات ولذلك تطالب القارة بعمل تضامني دولي لدعم جهودها من أجل استعادة الصحة الاقتصادية، منوها إلى أن هذه الأزمات تتسبب في إضعاف المُثل الديمقراطية في القارة السمراء، وبدون تحسن اقتصادي سيكون من الصعب تحسين الديمقراطية التي ستبقى هشة الأمر الذي قد يتسبب في حالة من عدم الاستقرار بالكثير من الدو
وأفاد الرئيس السنغالي ماكي سال الذي يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي، بأن الأولوية الثالثة تتمثل في رغبة إفريقيا بالتزام مستدام يتعلق بالاستثمار في تنمية البنى التحتية (الطرق، السكك الحديدية، الكهرباء، البنى التحتية الرقمية)، منبها إلى أن القارة بها مشاريع شاسعة وضخمة لتطوير البنى التحتية وبدأ العمل ببعض هذه المشاريع والبعض الآخر ما زال ينتظر العمل عليه، مشيرا إلى أن هذا يعني وجود فرص كبيرة للاستثمار تسهم في ازدهار ونمو القارة الإفريقية.
وأكد الحاجة إلى خطة – خاصة في إفريقيا- من أجل تجنيد الموارد التي أعلنت عنها مجموعة السبع بدعم ودفع أمريكي في إطار الشراكة من أجل الاستفادة من مشاريع البنى التحتية الدولية والاستثمار وذلك لإنشاء البنى التحتية في إفريقيا، قائلا: ” لا نريد فقط أن نجند الأموال العامة لكن لابد من أن نشرك القطاع الخاص ونعتمد الإصلاحات الضرورية في إفريقيا لتشجيع وتشغيل هذه الاستثمارات”.
وأوضح أن الأولوية الرابعة تتمثل في أن إفريقيا هي القارة الأقل إصدارا للانبعاثات والأكثر تعرضا للتغيرات المناخية، لافتا إلى أن القارة السمراء -من أجل تعزيز بيئة صلبة حيال التغيرات المناخية- تحتاج إلى 86 مليار دولار كل عام اعتبارا من الآن وحتى عام 2030 لتمويل حاجاتها في التكيف والصلابة.
ونبه إلى أن إفريقيا تريد تحولا عادلا في مجال الطاقة يلبي احتياجاتها بأسعار مقبولة وتنافسية بما يساعد على السماح بحصول كل الأفارقة -أكثر من 600 مليون شخص- على الكهرباء، قائلا: “هذه المسؤولية لا يمكننا نحن كقادة أفارقة أن نتخلى عنها لابد أن نستفيد من كل الموارد في مجال التحول على مستوى الطاقة”.
وعن الأولوية الخامسة، قال ماكي سال رئيس السنغال ورئيس الاتحاد الأفريقي، في كلمته خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية لقمة القادة بين الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا، إن أفريقيا تريد أن تعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية في إطار السيادة الغذائية، معربا عن شكره لدعم الرئيس بايدن للمبادرة الأمريكية لتمويل المخصبات في إطار خطة البنك التنموي الأفريقي الطارئة لتعزيز الإنتاج الغذائي.
وأضاف أن أفريقيا تحتاج إلى تدابير سريعة لتعزيز أسواقها الغذائية والمخصبات والاسمدة، مشيرا إلى أن أفريقية تريد العمل مع أمريكا لتعزيز الانتاجية عبر استثمارات كبيرة في تنويع سلاسل القيم وتعزيز البنى التحتية الزراعية.
وحول برنامج الإعلان المشترك حول الأمن الغذائي الناتج عن القمة، قال هو إطار ملائم للعمل المشترك في هذا الإطار.
وأشار إلى أن الوقت أصبح متاحا للتحرك في مجالي الزراعة والأمن الغذائي، مقترحا على الرئيس بايدن وجود مبادرة رئاسية أمريكية خلال هذه القمة حول الزراعة في أفريقيا.
وحول الأولية السادسة والأخيرة، أكد سال أن أفريقيا تدعو إلى حكومة عالمية أكثر عدالة واشتمال عبر تعزيز إصلاح مجلس الأمن وإعطاء عضوية للاتحاد الأفريقي في مجلس الأمن وفي مجموعة العشرين، موجها كل الشكر للرئيس بايدن على هذه المبادرة.
ولفت إلى حاجة القارة الأفريقية إلى دعم أمريكا على كل المستويات في مجال انضمام أفريقيا إلى مجموعة العشرين، معربا عن اعتقاده بأنه سيتم الموافقة عليها في إطار القمة المنعقدة بالهند.
وأكد التزام القارة المتجدد الانفتاح والشراكة وعلاقات دولية هادئة، داعيا إلى رفع العقوبات التي تثقل شعب زيمبابوي، والسماح للشعب بمواجهة التخلف والفقر.=
وأعرب عن تمنياته بأن تستمر الشراكة الأمريكية الأفريقية في تقدم وازدهار مشترك لشعوبنا.