الأغذية الغنية بالألياف.. “كلمة السر” لمواجهة مرض عصبي خطير
كشفت دراسة طبية حديثة عن نوع من الأغذية يمكن أن يساعد في إبطاء مرض التصلب العصبي المتعدد.
ووفق الباحثين في جامعة “روتجرز” الأميركية، فإن تناول الأغذية الغنية بالألياف، يبطئ مرض التصلب العصبي المتعدد، وفق تجارب أجريت على فئران معدلة وراثيا.
وربط أخصائي الأعصاب في الجامعة، روبرت وود جونسون، بين الكائنات المجهرية في الجهاز الهضمي (المعروفة باسم ميكروبيوم الأمعاء) ومرض التصلب العصبي المتعدد.
من جانبه، قال الأستاذ في علم الأعصاب وكبير مؤلفي الدراسة، كويشي إيتو، في بيان: “قد تكون العادات الغذائية غير الصحية مثل انخفاض الألياف وارتفاع استهلاك الدهون قد ساهمت في الارتفاع الحاد لمرض التصلب العصبي المتعدد في الولايات المتحدة، وانخفاضه في بلدان أخرى تتبع أنظمة غذائية مختلفة”.
ما هو مرض التصلب العصبي المتعدد؟
– يعد التصلب العصبي المتعدد من أمراض الذاتية، ويؤثر على الجهاز العصبي المركزي.
– تبدأ الحالات المرتبطة بالتصلب العصبي بالتطور مع بداية تأثر الخلايا العصبية المحيطة (الميالين) التي تحمي الأعصاب مما يؤدي إلى عرقلة مسار الإشارات المرسلة إلى الدماغ والحبل الشوكي، ومن الدماغ إلى باقي أجزاء الجسم، الأمر الذي يسبب حدوث أعراض تتضمن الآتي حسبما ذكر موقع “كليفلاند كلينك” الطبي:
اضطرابات في الرؤية أو ألم في العين.
ضعف العضلات أو الرجفان.
صعوبة في التوازن والتنسيق الحركي.
الدوار أو الوهن.
مشاكل في التفكير والذاكرة.
شعور بالخدر أو الوخز أو الرعشة.
– لا يعرف الباحثون بعد الأسباب المؤكدة وراء ما يصيب الخلايا، لكنهم وجدوا أن التصلب العصبي المتعدد لا ينتقل وراثيا، كما أنه ليس من أنواع الأمراض التي تنتقل من شخص إلى آخر.
– مرض التصلب العصبي المتعدد لا يمكن التنبؤ به، ويؤثر على الأشخاص بطرق مختلفة، إذ يكون تأثيره معتدلا لدى البعض، فيما قد يؤثر على القدرات الوظيفية للبعض الآخر.
– حسب حدة المرض، يمكن للأعراض أن تزول لفترة ثم تعود للظهور من جديد.
ما نتائج الدراسة الجديدة؟
ميزت العديد من الدراسات السابقة بين ميكروبات الأمعاء لمرضى التصلب المتعدد والأفراد الأصحاء، ولكن وفقا للبروفيسور إيتو، فقد رصدت جميع هذه المشاريع السابقة تشوهات مختلفة، مما يجعل من شبه المستحيل تحديد أي تغيير، إن وجد، كان يقود لتطور المرض.
استخدمت في الدراسة فئران معدلة بجينات مرتبطة بالتصلب المتعدد، وتتبع الباحثون الرابط بين التغييرات في بكتيريا الأمعاء وحالة تشبه مرض التصلب العصبي المتعدد المعروفة باسم التهاب الدماغ والنخاع المناعي الذاتي التجريبي.
مع تقدم القوارض في السن، تطورت لدى الفئران حالات التهاب الدماغ والنخاع والأمعاء والقولون.
رصد الباحثون زيادة تجنيد الخلايا الالتهابية في القولون وإنتاج بروتين مضاد للميكروبات يعرف باسم “ليبوكالين 2”.
انطلق الباحثون من نتائج لدراسة إمكانية حدوث ذات الشيء لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالتصلب المتعدد.
سجل الفريق مستويات عالية من “ليبوكالين 2” في عينات براز المرضى، وزيادة مستويات علامات الالتهاب المعوي الأخرى.
وجد الباحثون أيضا بكتيريا معروفة بتخفيف مرض التهاب الأمعاء بكميات أقل بين مرضى التصلب اللويحي الذين لديهم مستويات أعلى من “ليبوكالين 2” في البراز، حسب الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة “علم المناعة”.
أشارت الدراسة أيضا إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف، يقلل من التهاب الأمعاء، وبالتالي قد يساعد أيضا في مكافحة مرض التصلب العصبي المتعدد.