العلاج بالفن.. مصر تطرق باب أحدث الأساليب العلاجية بالعالم
طرقت الجامعات المصرية أخيراً أبواب العلاج بالفن، وهو واحد من أحدث الأساليب العلاجية على مستوى العالم، ورغم أنَّ الأمر لا يعد حديثاً إلا أنَّه بدأ ينتشر في مصر على مستويات عديدة.
وكانت أوّل جامعة مصرية تخوض في هذا الحقل الأكاديمي هي جامعة حلوان التي أعلنت أخيراً عن دبلوم للعلاج بالفنّ، مع وضع عدّة شروط لمن يريد الالتحاق بها.
ما هو العلاج بالفن؟
• وفقاً للجمعية الأميركية للعلاج بالفنّ فإنّ هذا العلاج يستخدم التواصل غير اللفظي للتعبير عن المشاعر والأفكار.
• يختار المعالج بالفن الأساليب الفنية المناسبة لتعكس حالة المريض العاطفية.
• تشجيع المريض على تكوين لغة مجازية ورمزية تعيد بناء شخصيته من جديد.
• يدعم العلاج بالفن الاعتقاد بأن كل شخص لديه القدرة على التعبير عن نفسه بشكل إبداعي.
• العملية العلاجية نفسها أكثر أهمية من النتيجة النهائية، إذ ينصب تركيز المعالج على المتطلبات العلاجية للمريض للتعبير بدلاً من المزايا الجمالية للعمل الفني.
• إجراءات العلاج بالفن تشمل 6 مراحل: الاستكشاف، بناء العلاقات، التعبير العاطفي الداخلي، الإدراك الذاتي، العلاقات الشخصية، مكان الإنسان في بيئته.
تقول المعالجة النفسية بالفن، ورئيس الرابطة الأفرو-أسيوية للمعالجين بالفن ياسمين الفيلالي، إنَّه نوع من أنواع العلاجات التكاملية التي تتبع الموجة الثالثة من العلاج النفسي.
وتشير في تصريحات خاصّة لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أنّ العلاج بالفنّ يُمارس في مصر منذ زمنٍ بعيد، لكنّ كان يتم بشكل عشوائي دون الانتباه إلى أنّ ما يفعله المصريون نوعاً العلاج النفسي، فكل الفنون التعبيرية التي تمكّن الإنسان من التعبير عن نفسه نستخدمها في العلاج:
الفنون التشكيلية بكل أنواعها: رسم، نحت، تشكيل معادن، تشكيل بالخامات الفنيّة.
صناعات الجلود والدباغة
الفنون الحركية
الكتابة الإبداعية
العلاج بالفنّ في مستشفى 57357
في 2015؛ عرفت مستشفى 57357 أحدث طرق العلاج، وهي العلاج بالفنّ، القسم الذي تحوّل بعد ذلك إلى مركز الإبداع الفنّي داخل المستشفى، والذي يعتمد على عديد من الفنون لتخفيف الألم عن الأطفال المصابين بالسرطان.
بدوره يشرح أخصائي العلاج بالفنّ مفيد عيسى، كيف تم تأسيس القسم في المستشفى، وكيف تحوّل بعد ذلك لمركز الإبداع الفنّي.
ويقول عيسى، في تصريحات خاصّة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “اعتمدنا إدخال الفنون لتعديل الحالة النفسيّة للطفل، وتطور القسم من مساحة داخل المستشفى إلى مركز الإبداع الفنّي، وانتقلنا من الاعتماد على ثلاثة أو أربعة فنون فقط، لاستخدام كلّ الفنون تقريباً”.
ويوضّح أنّ العلاج بالفنّ داخل مركز الإبداع الفنّي بمستشفى 57357 يعتمد على تأهيل الطفل سلوكيّاً ونفسيّاً، بالإضافة إلى تأهيل الأم أيضاً؛ لأنّ الأم تشكو أحيانا من أنّ العلاج الكيماوي يؤثر على سلوكيات الطفل، لذلك نعمل معهم لتعديل هذه السلوكيات.
العلاج بالألوان
يتعامل مركز الإبداع الفنّي داخل المستشفى أيضاً مع الأطفال الذين فقدوا حاسّة البصر وذلك من خلال الألوان، حيث يستخدمها لتعديل سلوك الأولاد أيضاً، بالإضافة إلى استخدامه العلاج بالضحك، والعلاج بالحكايات.
وتشير العديد من الدراسات إلى أنّ الألوان لها تأثير كبير على حياة الأفراد، وهذا التأثير يتجاوز التجربة البصرية؛ إذ أنّ الجهاز العصبي المركزي يؤثر بشكل أساسي على الدماغ الذي يتأثر بالألوان، والتي لها أيضا تأثير على وظائف الجسم وتنمية إبداع الدماغ وإنتاجيته وتعلمه.
وكشفت دراسة أُجريت في 1942 أنّ الألوان لها تأثيرات إيجابية وكذلك سلبية على معدل ضربات قلب المريض واستجابته للأشياء.
وفي 1957، وُجد أن الأحمر له تأثيرات محفزة على وظائف الجهاز العصبي مقارنة باللون الأزرق، وفقا لتركيبات الألوان التي يختارها الإنسان.
وبناء على ذلك تم طلاء جسر في لندن باللون الأزرق في محاولة لخفض عدد الأشخاص الذين ينتحرون منه.
يؤكد عيسى أنّ نسبة التفاعل والنتائج وصلت إلى 89 بالمئة، وكلما زادت عدد جلسات العلاج كلما زاد التفاعل، مستشهداً على ذلك بأنّه حتى “الأطفال بعد شفائهم يعودون خصيصاً لمركز الإبداع الفنّي”.
رغم ذلك يرى أنّ هناك عدد من المشاكل التي تواجههم في الفترة الحالية، أهمّها الأزمة المادية في ظل ارتفاع أسعار الخامات التي يتم استخدامها مع الأطفال، والتي أصبحت أسعارها مرتفعة للغاية.