من “وصل الخير” لـ “كتف في كتف”.. جهود التحالف الوطني مستمرة في محافظات الجمهورية

يمر الاقتصاد العالمي بمرحلة شديدة الصعوبة والتعقيد؛ حيث يواجه مجموعة من التحديات التي نادرًا ما شهد العالم مثلها نتيجة لنقص المدخلات الرئيسة للإنتاج، إلى جانب ارتفاع أسعار السلع والمواد الأولية، مما أدى إلى زيادات غير مسبوقة في معدلات التضخم وتراجع معدلات النمو العالمي، وما زاد من تعقيد الموقف الحرب في أوكرانيا. ولقد طالت هذه التأثيرات العالم كله، حتى أن معدل التضخم العالمي اقترب من 10% خلال شهور 2022 في عدد كبير من بلدان العالم.

وكشفت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات أنه من ثم يواجه الوضع الاقتصادي المصري حاليًا عددًا كبيرًا من التحديات التي أثرت بالطبع سلبًا بصورة ليست بالهينة على المستوى المعيشي للمواطنين، وأدت إلى ارتفاع شديد في الأسعار وخاصة السلع الغذائية. وفى ظل هذه الأوضاع، ظهرت حاجة ملحة إلى توحيد جهود كل مؤسسات الدولة؛ من أجل رفع وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية، ولذلك تم إطلاق التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في 13 مارس 2022 بمشاركة وعضوية نحو 34 مؤسسة من مؤسسات العمل الأهلي والتنموي في مصر، والتي تعمل في مختلف مجالات التنمية على تنوعها: خدمية، وصحية، وتوعوية، وتعليمية، وعمرانية، وغيرها.

طبيعة عمل التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي

يعمل التحالف بصورة أساسية للقضاء على ازدواجية المنفعة، وتوحيد جهود مؤسسات المجتمع المدني في تخفيف الأعباء عن المواطنين عبر حزمة من المساعدات النقدية والعينية، فالهدف الأساسي لعمل التحالف ليس فقط تقديم المساعدات العينية والنقدية، وإنما العمل على مراعاة كافة حقوق الفئات الأولى بالرعاية، والاستثمار في أطفالها؛ بدعم المشروعات الصغيرة وأصحاب الحرف اليدوية بفتح ورش عمل تضمن دخلًا يمكنهم من الإنفاق على أسرهم، لتشارك بشكل إيجابي في سوق العمل والإنتاج.

ويمثل التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي قوة ودفعة كبيرة لتعزيز برامج الحماية الاجتماعية؛ فمنذ بداية عمله انتهج التحالف استراتيجية بعيدة عن العشوائية، تمثلت في تنقيح بيانات المستفيدين من المبادرات، وتوحيد قواعد البيانات لتصبح قاعدة واحدة يتم الاعتماد عليها لضمان وصول الدعم لمستحقيه.

وأطلق التحالف عدة مبادرات لتقديم الدعم الغذائي والإمداد بالمستلزمات الدراسية، وفقا لخطة الحماية الاجتماعية والتي تم وضعها لتقديم الدعم اللازم للأسر الأكثر احتياجًا والفئات الأولى بالرعاية بجميع محافظات الجمهورية؛ لتخفيف العبء عنهم، وللحد من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع المجالات وتوطينها بأجهزة الدولة المصرية المختلفة بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.

مبادرة “وصل الخير”

بدأ التحالف الوطني عمله في شهر رمضان الماضي مع إطلاق مبادرة “وصل الخير 1” والتي قدمت الدعم والمساعدات لـ 8 ملايين أسرة بتكلفة ملياري جنيه، وتنوعت المساعدات بين المساعدات الغذائية، والإعانات المادية بتكلفة 27.5 مليون جنيه. وبعد النجاح الذي حققته “وصل الخير1″، بدأ التحالف في العمل على “وصل الخير2″، بعد أن أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي في حفل إفطار الأسرة المصرية بجهود التحالف، وشملت المرحلة الثانية تقديم خدمات في أكبر قدر من المحافظات تضمنت قوافل اجتماعية وصحية وغذائية، لتكون الأشمل والأكبر والأكثر تنظيمًا من نوعها، وتم توفير مواردها من خلال مساهمات المؤسسات الأعضاء في التحالف، والتي قدرت بـ5.5 مليار جنيه، بالإضافة إلى مساهمات الدولة في دعم مظلة الحماية الاجتماعية بنحو بلغ 9 مليارات جنيه.

لقد مثل محور التمكين الاقتصادي أهم محاور مبادرة “وصل الخير 2″، حيث تم تخصيص ميزانية بلغت 1.1 مليار جنية من موازنة أعضاء التحالف لمشروعات التمكين الاقتصادي للأسر الأكثر احتياجًا حتى نهاية عام 2022. ولقد شملت “وصل الخير”: التدخلات الغذائية، والتدخلات النقدية، وتدخلات الرعاية الصحية، حيث تم إطلاق عدد كبير من القوافل الطبية ومشروعات التمكين الاقتصادي، فضلًا عن تقديم المساعدات الاجتماعية، وأيضًا المساهمة والتكفل بزواج اليتيمات، ومشروعات تخدم ذوى الهمم وأسرهم، وغيرها من الأنشطة التي يقوم بها التحالف في سبيل دعم الفئات الأولى بالرعاية.

After Content Post
You might also like