إجراءات سعودية مشددة لاستقبال معتمري رمضان بطاقة كاملة
أعلنت كافة الجهات والهيئات المسؤولة عن تنظيم العمرة في الأراضي المقدسة خلال شهر رمضان، عن جاهزيتها لاستقبال ضيوف الرحمن بكافة المواقع في مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث يشهد الشهر الكريم توافدا غير معتاد طوال العام، بينما يتزامن ذلك مع عام استثنائي تقوم فيه المملكة باستقبال ضيوفها بكامل طاقتها.
وبطاقة تعد شبه كاملة بعد توقف لمدة عامين بسبب جائحة كورونا، وجهت القيادة السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بأن خدمة القاصدين شرف يساهم في إيصال رسالة المملكة السامية لبقاع الأرض، وتعظيم الصورة الذهنية للشهر الكريم كحدث إسلامي عالمي سنوي، وتجسيده كمسيرة إيمانية نورانية بإرث حضاري وإنساني كوني، وتكريس قيم التسامح والوسطية والاعتدال، فضلا عن إضفاء الجانب الإنساني على كل مناشط ومبادرات المنظومة، وتعظيم الأثر لإبراز شعار (الجودة والريادة في حسن الهداية وتميز الرفادة وكرم الوفادة) بقصص نجاح مؤنسنة توحيد جهود كافة أعضاء المنظومة كاملة؛ لتحقيق مخرجات جماعية تبرز سماحة الدين الإسلامي.
المنظومة الأمنية
وبداية أعلنت الإدارة العامة للمرور جاهزيتها لموسم العمرة لهذا العام 1444هـ لتنظيم وتسهيل حركة السير وضمان سلامة المشاة، وإدارة حركة التنقل في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، من خلال وسائل النقل العام وسيارات الأجرة وحركة التنقل من وإلى المواقف المخصصة للمركبات الخاصة، وحركة المشاة.
وعملت الإدارة العامة للمرور على إدارة ومتابعة الحركة المرورية للمصلين والزوار من وإلى المسجد النبوي الشريف وكذلك حركة المشاة بما يحقق ويعزز أمن وسلامة المصلين في الحرمين الشريفين.
وبدأت المنظومة الأمنية في تطبيق خطتها الرمضانية التي أعلن عنها مدير الأمن العام الفريق محمد بن عبد الله البسامي، والمتضمنة محاور الجانب الأمني، وإدارة وتنظيم الحشود، وإدارة الحركة المرورية، وتقديم الخدمات الإنسانية، ودعم وتمكين الجهات المشاركة في تنفيذ الخطة، وتوزيع القوى البشرية عليها، مع مراعاة الكثافات المتوقعة على محطات النقل العام في مداخل مكة، ومحيط الدائري الثالث، وبجانب الحرم المكي الشريف؛ لدورها في توزيع الكثافات على جهات الحرم كافة، وتمت إعادة تنظيم مسارات المداخل والمخارج، بما يحقق سلامة الحشود أثناء الدخول والخروج، مشددًا على أهمية الالتزام بلبس الكمامة، وحفاظاً على صحتهم وتوافقاً مع التعليمات الخاصة بالإجراءات الوقائية والتنظيمات الصحية.
كما تم تخصيص صحن المطاف والدور الأرضي وباب الملك فهد وباب العمرة وباب الملك عبد العزيز وباب السلام ومدخل المروة للمعتمرين، وسيكون مصلى الركعتين خلف المقام، وإذا كانت هناك كثافات عالية سيتم توجيه الحشود إلى الدور الأرضي بين المروة وباب الملك عبد الله، وسيكون الدور الأول والتوسعة السعودية الثالثة والساحات الخارجية مخصصة للمصلين.
رئاسة الحرمين
وأعدت رئاسة الحرمين أكبر خطة تشغيلية في تاريخها لموسم شهر رمضان الحالي، كون المسلمون في أرجاء المعمورة في غاية الاشتياق لاستقبال الشهر الكريم بعد العودة للحياة الطبيعية، ولذلك كان العمل في رئاسة الحرمين قائماً والحراك دائماً، شرف الخدمة شعار الجميع، من ساحات المسجد الحرام تبدأ مهمة العاملين وتعود إلى ذات المكان عقب إتمام النُسك بيسر وسهولة.
ولأنه موسم استثنائي تخففت فيه الاحترازات وعادت الخدمات إلى طبيعتها أطلقت الرئاسة أكبر خطة تشغيلية لموسم رمضان المبارك، وهي نتاج عامين من العمل المستمر والتطوير المدروس، مراعية فيها الشمول والتكامل دون إغفال أي جانب، ومتسلحة بالخبرة التراكمية في مواكبة المتغيرات والتعامل مع الطوارئ والأزمات، تنوع ثقافي ومعرفي، وإشراك مجتمعي في نيل شرف خدمة القاصدين، وإثراء للتجربة ليبقى أثرها وخطة متكاملة مراعية لسلامة القاصدين، وتخصيص فرق ميدانية لمراقبة الأعمال الوقائية على مدار الساعة؛ ومتابعة لسير الأعمال الإدارية والميدانية؛ كونها حلقة مترابطة لا يقوم أي منهما دون الآخر.
وتساهم البرامج التوجيهية والإرشادية عبر مختلف القنوات الاتصالية في تعزيز الوعي الديني وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى قاصدي الحرمين.
وأضحى استخدام التقنية في الحرمين اليوم أنموذجاً في التطلع نحو مستقبل مشرق خدميًا وعمليًا، حيث تعمل الرئاسة على برامج ابتكارية تدرس استثمار التقانة، والتحدي الكبير نحو استدامة التميز في الخدمة المقدمة، والطموح يدفعنا جميعًا لبذل المزيد من العمل مصحوبًا بالتخطيط الجيد والإدراك لعظم العمل القائم.
خادم الحرمين
وأكد الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبد الرحمن السديس على أنّ توجيه خادم الحرمين الشريفين في جلسة مجلس الوزراء بمواصلة خدمة قاصدي الحرمين الشريفين بأعلى كفاءة وأميز عطاء، وبذل كل ما من شأنه التيسير على ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم؛ ليؤدوا مناسكهم وعباداتهم بطمأنينة وسكينة، خلال شهر رمضان المبارك.
وقال إنّ الرئاسة حرصت منذ وقت مبكر على جاهزية المسجد الحرام والمسجد النبوي لاستقبال الأعداد المليونية في شهر رمضان وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وتخصيص كوادر بشرية يعملون على تنظيم وإدارة الحشود على مدار الساعة، ووضع خدمة الضيف كهدف استراتيجي وفق خطة موسم شهر رمضان التشغيلية، التي تعد الأكبر من نوعها في تاريخ الرئاسة بأعلى كفاءة معيارية وتميز تشغيلي وتجويد للمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك.