الإفتاء: احرص على هذا العمل قبل أو بعد الصلاة
قالت دار الإفتاء المصرية ، إنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، أن هناك عملًا يجعل الملائكة تُصلي على الإنسان وتستغفر له، فيما يستهين به الكثير من الناس ويتركونه.
وأوضحت «الإفتاء» عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن من أراد أن تًصلي عليه الملائكة وتستغفر له فعليه أن يمكث أو على الأقل يقضي وقتًا في مُصلاه وذلك في انتظار الصلاة أو بعدها، أي قبل أو بعد الصلاة المكتوبة .
واستشهدت بما ورد في الحديث الذي رواه الشيخان من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لاَ يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا الصَّلاَةُ» .
وأضافت أن الصلاة من الملائكة بمعنى الاستغفار للناس والدعاء لهم، منوهًا بأن هذا فضل عظيم لمن انتظر الصلاة أو جلس في مُصلاه بعدها، حيث إنه يكون في صلاة، والملائكة تصلي عليه وتستغفر له ما لم يحدث أو يؤذي كما جاء في اللفظ الآخر، هذا فيه فضل عظيم، التبكير إلى الصلاة، وانتظارها، وإذا جلس بعدها لقراءة القرآن أو غيره هو على خير.
وأفادت بأن تَعلُّقُ القلبِ بالصَّلاةِ وانتظارِها دَليلٌ على صِدقِ الإيمانِ باللهِ تعالَى، وطَريقٌ لنَيلِ الأجرِ العظيمِ مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فضْلَ انتظارِ الصَّلاةِ في المساجِدِ، فيُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الملائكةَ الكِرامَ تَستغفِرُ للعَبدِ المؤمنِ ما دامَ في مَكانِه الذي صلَّى فيه، أو المكانِ المُعدِّ للصَّلاةِ.
وتابعت: فيَدخلُ في هذا المعنى المُصلُّون، والمُنتظِرون للصَّلاةِ، ويَشمَلُ هذا الأجرُ المرأةَ لو صلَّتْ فِي مَسجدِ بيْتِها وجَلَسَتْ فيه تَنتظِرُ الصَّلاةَ إذا كان يَحبِسُها عَن قِيامِها لأشغالِها انتظارُ الصَّلاةِ، وهذا الثَّوابُ مَشروطٌ بألَّا يُحدِثَ المُنتظِرُ حَدَثًا في الإسلامِ، يعني ما لم يَعصِ بأنْ يُؤذِيَ أحدًا بغِيبةٍ، أو سِبابٍ، أو نحوِه، وقِيلَ: بألَّا يُحدِثَ حَدَثًا يَنقُضُ الوُضوءَ؛ لأنَّه إذا أَحدَثَ حدَثًا يَنقُضُ الوضوءَ فإنَّهُ يُبطِلُ الصَّلاةَ، فيُمنَعُ أنْ يكونَ في صَلاةٍ.
وأشارت إلى أنه قدْ ذكَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الملائكةَ تقولُ في استغفارِها للعبدِ: اللَّهمَّ اغفِرْ له، اللَّهمَّ ارحَمْه، والفرقُ بيْن المَغفرةِ والرَّحمةِ: أنَّ المغفرةَ سَترُ الذُّنوبِ والتَّجاوُزُ عنها، والرَّحمةَ إفاضةُ الإحسانِ إليه.
ولفتت إلى أنه بيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْرًا آخرَ لمَن جلَسَ يَنتظِرُ الصَّلاةَ، فذَكَرَ أنَّ له أجرَ المُصلِّي وثَوابَه طِيلةَ المُدَّةِ التي تَحبِسُه فيها الصَّلاةُ، ما دام لا يَمنَعُه مِن الذَّهابِ إلى أهلِه إلَّا الصَّلاةُ، ومُقْتضاهُ أنَّه إذا صَرفَ نِيَّتَه عَن ذلك صارفٌ آخَرُ انقَطَعَ عَنْه الثَّوابُ المذكورُ، وكذا إذا شارَكَ نِيَّةَ الانتظارِ أمْرٌ آخرُ. وفي الحديثِ: بَيانُ فَضلِ الجلوسِ في المُصلَّى على طَهارةٍ.وفيه: الحثُّ على حَبْسِ النفْسِ في طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وفِعلِ الخيرِ، والصَّبرِ على ذلك.
