أعلى مستوى لثاني أكسيد الكربون في الهواء منذ 4 ملايين سنة
يبدو أن العامل الرئيسي في الاحتباس الحراري، أي غاز ثاني أكسيد الكربون، لا يظهر أي مؤشرات على التراجع أو التباطؤ.
فنسب غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يحتجز الحرارة داخل الغلاف الجوي للأرض، آخذة في الارتفاع لمستويات قياسية في ذروة الربيع السنوية، حيث قفز بواحد من أسرع المعدلات على الإطلاق، حسبما أعلن مسؤولون اليوم الإثنين.
وبلغت نسب انتشار ثاني اكسيد الكربون في الهواء الآن أعلى مستوى لها منذ أكثر من 4 ملايين عام، بسبب حرق النفط والفحم والغاز.
قال علماء إن آخر مرة شهد فيها الهواء انتشار كميات مشابهة كانت الأرض موقعا لانتشار غازات دفيئة لا يمكن للبشر سكناها، قبل أن تترسخ الحضارة البشرية.
وأعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن مستوى ثاني أكسيد الكربون الذي تم قياسه في مايو الماضي في هاواي، بلغ في المتوسط 424 جزءا في المليون.
هذا يزيد بمقدار 3 أجزاء في المليون مقارنة بمتوسط مايو العام الماضي، وأعلى بنسبة 51% مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية والتي كانت تبلغ 280 جزءا في المليون.
إنها واحدة من أكبر الزيادات السنوية المسجلة في مستويات ثاني أكسيد الكربون في الفترة من مايو إلى مايو، بعد عامي 2016 و2019 فقط، واللتان شهدتا قفزتان بما يعادل 3.7 و3.4 أجزاء في المليون على التوالي.
قالت آرلين أندروز رئيسة قسم دورة الكربون في مجموعة مراقبة غازات الاحتباس الحراري في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: “بالنسبة لي كعالمة في مجال الغلاف الجوي، فإن هذا الاتجاه مقلق للغاية.. الأمر غير قاصر على استمرار زيادة ثاني أكسيد الكربون بالرغم من الجهود المبذولة لبدء تقليل الانبعاثات، لكنه يتزايد بشكل أسرع مما كان عليه قبل 10 أو 20 سنة”.
أضافت آرلين أن الانبعاثات كانت تزداد ربما بمقدار جزء واحد في المليون سنويا، لكنها تتزايد الآن بمعدل ضعفين بل وثلاثة أضعاف هذا المعدل، بحسب ظهور ظاهرة النينو من عدمه.
قال كيم كوب، وهو عالم مناخ في جامعة براون، ولم يكن عضوا في فريق البحث: “الارتفاع المستمر في مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أمر مثير للقلق بشكل بالغ إن لم يتسن توقعه بشكل كامل”، وفقا للأسوشيتد برس.
ترتفع مستويات ثاني أكسيد الكربون بحيث يكون أعلى كل عام من العام الذي سبقه.
مع هذا، هناك دورة موسمية لثاني أكسيد الكربون يصل فيها إلى أعلى نقطة تشبع في مايو.
يرجع ذلك إلى أن ثلثي اليابسة في العالم يقع في نصف الكرة الشمالي والنباتات تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء، لذا تنخفض مستويات انتشار ثاني أكسيد الكربون خلال أواخر الربيع والصيف قبل أن تبدأ في التزايد مجددا في نوفمبر بحسب آرلين أندروز.
أضافت أندروز أن مستويات ثاني أكسيد الكربون ترتفع أكثر خلال دورات مناخ النينو لأنها أكثر جفافا في نصف الكرة الشمالي، مشيرة إلى أن هناك ظاهرة نينو تعتمل حاليا وأن تلك الزيادة بمقدار 3 أجزاء في المليون في مستويات ثاني اكسيد الكربون قد تكون دلالة على ظهور ظاهرة النينو.
تقول آندروز إن هناك طريقتان رئيسيتان لتتبع غازات الدفيئة أو الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
إحداها تكمن في رصد ما يخرج من المداخن وأنابيب العادم، غير أن نصف تلك الكمية تقريبا تمتصها المحيطات والأراضي.