السياحة الثقافية: نتوقع طفرة في الحركة ومطالب بحل ازمة النقل لمواكبة الطلب
قال محمد فتحي عضو جمعية الحفاظ على السياحة الثقافية، إن نمط السياحة الأثرية يعد الأكثر طلبا من جميع دول العالم، ولا سيما الأسواق التي توقفت عن السفر فترة طويلة بسبب الحرب، وقد شهدت الحركة الوافدة لنمط السياحة الثقافية بمصر هذا العام طلبا كبيرا من السوق الروسي وهولندا وبلجيكا والصين.
وأضاف فتحي، في تصريحات خاصة، أن استمرار توافد الحركة مرهونا بالاستقرار العالمي، مع تطوير الخدمة السياحية في مصر بشكل دوري، معبرا عن تخوفه من رفع أسعار الخدمات السياحية المختلفة وخاصة في المواقع الأثرية، وأسعار الغرف الفندقية، بدون تقديم الخدمة المناسبة لذلك، ما قد يؤدي لتراجع قطاع من السائحين عن التوافد في ظل ازمة اقتصادية يشهدها العالم.
وأكد فتحي، أن هناك تفاؤل حذر من عودة قوية جديدة للسياحة المصرية في النصف الثاني من العام، لافتا إلى أن الشركات والفنادق مطالبين بتقديم خدمة متميزة قبل رفع سعرها، حيث سيؤدي زيادة الأسعار دون خدمة تقابله لنتائج عكسية تضر بسوق السياحة المصري، ما يتطلب رفع الأسعار بشكل تدريجي وبالتوازي مع تطوير وتحسين الخدمات المقدمة.
ولفت عضو جمعية الحفاظ على السياحة الثقافية، إلى أن العودة القوية لحركة السياحة في الربع الأول من العام الجاري، كانت مفاجأة، واضطرت أغلب الفنادق العائمة للعمل بالإمكانات الموجودة لمسايرة الحركة وتوفير أماكن إقامة، كما واجهت الشركات أزمة في أسطول النقل السياحي، الذي لم يشهد التحديث المطلوب خاصة في صعيد مصر بسبب الأزمات المتتالية، وكان من المفترض توافر متوسط 5 آلاف مركبة سياحية، لخدمة الزائرين، ولكن على أرض الواقع يتوافر ثلثي هذا العدد فقط، ويرجع ذلك لمشكلات تتعلق بتوقف الاستيراد، ثم الارتفاع الكبير في سعر المركبات بكافة أنواعها، فضلا عن انحسار السياحة في فترة كورونا والذي خلف أزمة اقتصادية كبرى لدى كافة الشركات.
وتابع: “كان لدينا 60 فندق عائم يعمل في الأقصر وأسوان، والآن لدينا 180 فندق في الخدمة، وتعد أهم التحديات التي تواجه السياحة الثقافية الآن هي نقص طاقة النقل من الأتوبيسات والليموزين، ولذا تقدمت جمعية الحفاظ على السياحة الثقافية، بمذكرة إلى أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، تطلب فيها السماح باستيراد سيارات سياحية بموديل 3 سنوات ماضية، لسد العجز، ثم التحدي التاني المتمثل في هجرة العمالة المدربة إلى الدول العربية خلال فترة جائحة كورونا، ما أحدث فجوة ضخمة في العمالة، وهنا تحركت الجمعية على الفور ببدء تدريب أيدي عاملة جديدة”.
وأضاف فتحي، أن مصر دولة قادرة على تسويق نفسها استنادا للحضارة العريقة والتاريخ الكبير، وهى مقصد سياحي فريد فلا يوجد طالب في الدول الاجنبية لم يدرس علم المصريات بجميع اللغات، علاوة على الحملات الترويجية التي ساهمت بشكل كبير في خلق الطلب على زيارة مصر، كما أن توقف حركة السفر الدولي لعامين بسبب الجائحة خلق شغفا كبيرا لدى السائحين للسفر، ما يبرر تفاؤل العاملين في السياحة المصرية بمستقبل القطاع وانتعاش الحركة وتضاعف الأعداد، منوها إلى أن ذلك يتطلب منا الاستعداد الجيد، وتوفير كافة متطلبات عملية التشغيل مع عدم رفع الأسعار بشكل مفاجئ، وكذا زيادة الطاقة الفندقية في جنوب الصعيد، وخاصة الفنادق من فئة 3 نجوم وأيضا الموتيلات الشبابية، لجذب كافة الشرائح من السائحين حول العالم.