دراسة تكشف اللغز وراء قدرة أشجار الخشب الأحمر على الصمود أمام حرائق الغابات
أثارت أشجار الخشب الأحمر ذهول علماء البيئة، بسبب قدرتها العجيبة على البقاء على قيد الحياة، بعد حوادث حرائق الغابات.
وكانت أشجار الخشب الأحمر، الفارعة الطول، قد واجهت تهديدا غير مسبوق، عندما مزقت ألسنة اللهب مظلاتها التي يبلغ طولها 100 متر، خلال حرائق الغابات في كاليفورنيا، عام 2020.
وعلى الرغم من المخاوف من هلاك معظم أشجار الخشب الأحمر بسبب الحرائق الشديدة، فقد كشفت دراسة حديثة في مجلة “Nature Plants”، أن هذه الأشجار العملاقة الشاهقة استغلت احتياطيات الطاقة الخاصة التي يعود تاريخها إلى عقود مضت، ما مكنها من إنبات نمو خضري جديد وتحدي الفهم الحالي لبقاء الأشجار.
واكتشف عالم فسيولوجيا الأشجار البيئية، درو بلتيير، وفريقه من جامعة شمال أريزونا، أنه على عكس التوقعات، قامت أشجار الخشب الأحمر، الباقية، بحشد احتياطيات الطاقة الموجودة لديها منذ فترة طويلة، باستخدام السكريات المنتجة من ضوء الشمس قبل عقود، ثم وجهت هذه الاحتياطيات إلى براعم كانت نائمة لعدة قرون تحت لحائها.
وأشاد عالم البيئة في جامعة نوتردام، أدريان روشا، بنتائج الدراسة الحديثة، مشيرًا إلى أنها تتحدى المعرفة السابقة حول نمو الأشجار.
وقال روشا: “إنه لأمر مدهش أن نعرف أن الكربون الذي تم امتصاصه، منذ عقود مضت، من الممكن أن تستخدمه الأشجار للحفاظ على نموها في المستقبل”.
وبينما تشير الدراسة إلى أن أشجار الخشب الأحمر تمتلك أدوات للتعامل مع الحرائق الكارثية المرتبطة بتغير المناخ، إلا أن الشكوك لا تزال قائمة بشأن قدرتها على تحمل الجحيم المتكرر، في مناخ أكثر دفئا.
وفي حين أن أشجار الخشب الأحمر تقاوم الحرائق عادة، بسبب لحائها الكثيف وفروعها المرتفعة، إلا أن الحريق الذي نشب في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، عام 2020، أثبت أنه شديد بما يكفي لحرق حتى فروعها العلوية، ما يؤدي إلى تعطيل عملية التركيب الضوئي.
وفي حين أظهرت أشجار الخشب الأحمر انتعاشا ملحوظا، إلا أن الأسئلة لا تزال قائمة حول قدرتها على التعامل مع انخفاض الطاقة الناتجة عن عملية التركيب الضوئي في السنوات المقبلة، ويزداد القلق بسبب التهديد المحتمل بحدوث حريق كارثي جديد، وما إذا كانت الأشجار القديمة قد استنفدت احتياطياتها الطارئة.