“التعلم العميق”… علماء يتوصلون لمفتاح التفوق المدرسي للطلاب
توصل مجموع من خبراء التعليم من خلال دراسة أجريت مع جامعة فليندرز وكلية ملبورن للدراسات العليا في التعليم، أن أقل من ثلث المعلمين يشركون الطلاب في التعلم المعقد، ما يحد من فرص الطلاب في بناء التفكير النقدي وحل المشكلات.
وبحسب الدراسة، تشهد الأيام الأخيرة، اتساعًا في الفجوة بين احتياجات الطلاب التعليمية وبين قدرات المعلمين المهنية على مواكبة التغييرات الحضارية السريعة، حيث تزداد الحاجة إلى توظيف العديد من الوسائل والأساليب والاستراتيجيات التربوية الحديثة، للسعي نحو تطوير مهارات الطلاب على التفكير والبحث والنقد والإصغاء والانضباط، إلى الحد الأقصى الممكن ومن أجل الوصول إلى المرحلة المرجوة.
بعد تصوير وتقييم محتوى الفصول الدراسية في جامعة جنوب أستراليا وفيكتوريا، وجد الباحثون من خلال الدراسة التي نشرت على موقع “ساينس تيك دايلي”، أن ما يقرب من 70% من مهام الطلاب تنطوي على التعلم السطحي (أسئلة وأجوبة بسيطة، أو تدوين الملاحظات، أو الاستماع إلى المعلمين) بدلًا من الأنشطة التي تشرك الطلاب على مستوى أعمق.
تقول الأستاذة هيلين ستيفنسون، الباحثة في جامعة جنوب أستراليا، إن المعلمين بحاجة إلى مزيد من الدعم لتخطيط الدروس التفاعلية والبناءة التي تعزز “التعلم العميق”.
وأضافت ستيفنسون، أنه “عندما ننظر إلى التعلم، نجد أنه كلما زادت المشاركة، كلما كان التعلم أعمق، لكن في كثير من الأحيان يقوم الطلاب بعمل سلبي منخفض المشاركة”.
وأشارت ستيفنسون إلى أنه “في دراستنا، تم اعتبار نحو 70% من محتوى الفصل الدراسي سلبيًا (حيث لم يكن لدى الطلاب سوى القليل من المدخلات الملحوظة)، أو “نشطًا” حيث ربما كانوا يفعلون شيئًا بسيطًا، مثل الإجابة على الأسئلة، ووجدنا أن تعلم الطلاب يتحسن كثيرًا عندما يقضي الطلاب وقتًا أطول في الانخراط في أنشطة معقدة تعزز التعلم العميق والمفاهيمي”.
ووفقا للدراسة، يتطلب التعلم العميق تنظيم المعرفة في هياكل مفاهيمية، والتي نعلم أنها تعمل على تحسين الاحتفاظ بالمعلومات وبالتالي تحسين نتائج التعلم. يدعم التعلم العميق أيضًا المعرفة اللازمة للابتكارات، بحيث يمكن للتغييرات الصغيرة في خطط الدروس الحالية للمعلمين والتدريس أن تزيد بشكل كبير من مشاركة الطلاب وبالتالي نتائجهم الإجمالية.
وتتابع ستيفنسون، قائلة: “على المستوى الأساسي، يحتاج المعلمون إلى التفكير في كيفية تعديل أنشطة الفصول الدراسية الحالية، بحيث تكون هناك المزيد من المهام التي ترتبط في التعلم العملي، حيث أن المشاركة التفاعلية في الفصول الدراسية هي المكان الذي يشارك فيه الطلاب في أنشطة مع طلاب آخرين تحفزهم على تطوير فهم أعمق، كما يصدرون الأحكام ويقترحون وينتقدون الحجج والآراء، ويعملون على إيجاد حلول للمشكلات، ويمكن أن تساعدهم هذه الأنشطة أيضًا على تطوير مهارات التفكير النقدي والاستدلال، وكلها تنبئ بتحسين التعلم”.
ومن المثير للاهتمام أن إحدى النتائج الرئيسية للبحث هي أن العديد من المعلمين لا يعرفون أو يقدرون تمامًا أهمية كيف يمكن لمهام الدرس أن تحفز أنماطًا مختلفة من مشاركة الطلاب، على حسب تعبير الدراسة.
وتوصلت الدراسة أيضا إلى أنه “يجب دعم المعلمين للقيام بالتطوير المهني لتحويل تفكيرهم نحو الممارسات، التي تدعم التعلم الأعمق ونتائج أفضل للطلاب”.