علماء يعيدون إحياء جزيئات من كائنات منقرضة لإنقاذ البشرية

لجأ فريق بحثي إلى عمليات حسابية تعتمد على تقنية “الذكاء الاصطناعي”، من أجل استخراج المعلومات ‏الوراثية من أقارب البشر المنقرضين، بغرض مكافحة ما يعرف بـ”الجراثيم الخارقة”، التي تهدد حياة البشرية.‏

واستهدف الفريق البحثي بقيادة رائد الهندسة الحيوية، سيزار دي لا فوينتي، في عمليته المعقدة، إنسان النياندرتال (البدائي)، إلى جانب مخلوقات العصر الجليدي التي انقرضت منذ فترة طويلة، مثل الماموث الصوفي والكسلان العملاق، بحسب دراسة الفريق المنشورة في مجلة “scientific journal Cell Host & Microbe”.

ويزعم العلماء أن بعض جزيئات البروتين الصغيرة التي حددوها، أو ما تعرف باسم “الببتيدات”، تتمتع بقدرات مكافحة البكتيريا، التي قد تلهم في تصنيع أدوية جديدة لمكافحة العدوى لدى البشر، كما يرون أن الدراسة الواعدة “تمهد لأسلوب جديد تماما للتفكير في اكتشاف الأدوية والعلاجات”.

وفي سبيل عثورهم على “الببتيدات” غير المعروفة سلفا، قام فريق الدراسة برئاسة سيزار دي لا فوينتي، بتدريب خوارزميات “الذكاء الاصطناعي”، للتعرف على المواقع المجزأة في البروتينات البشرية التي قد يكون لها نشاط مضاد للميكروبات، وكانت الخطوة التالية هي تطبيقها على تسلسلات البروتين المتاحة للجمهور على الإنسان الحديث (العاقل)، والنياندرتال، والدينيسوفان، وهو سلالة بشرية قديمة أخرى مرتبطة بإنسان النياندرتال بصورة وثيقة.

بعد ذلك، استخدم الباحثون خصائص “الببتيدات” المضادة للميكروبات، التي تم وصفها سابقا للتنبؤ بأي من نظيراتها القديمة، التي تم تحديدها حديثا، وتملك القدرة الأكبر على قتل البكتيريا.

ثم تلا ذلك قيام الباحثين بتجميع واختبار 69 من “الببتيدات” الواعدة، من أجل تحديد إذا ما كان بإمكانها قتل البكتيريا في أطباق “بتري” المخبرية.

واستقر فريق الدراسة على أقوى 6 أنواع من البكتيريا: 4 من الإنسان العاقل، وواحد من إنسان النياندرتال، وواحد من إنسان الدينيسوفان، ومنحوها لفئران مصابة ببكتيريا “Acinetobacter baumannii”، التي هي سبب شائع للعدوى المنقولة في المستشفيات بين البشر.

واكتشف العلماء في النهاية، أن “الببتيدات” تمكنت بصورة فعالة من قتل البكتيريا الموجودة في الفئران المصابة بخراج جلدي، قتلت البكتيريا بشكل فعال، بينما كان العلاج بها للفئران التي تعاني من عدوى في الفخذ أقل فعالية، لكنها كانت مازالت قادرة على وقف البكتيريا.

وخلص العلماء في دراستهم إلى أن أفضل “ببتيد” استخرجوه هو المسمى بـ”إنسان نياندرتال 1″، القادم من إنسان نياندرتال، مؤكدين أنه الأكثر فاعلية في علاج الفئران.

ويقول دي لا فوينتي، وهو الأستاذ المساعد الرئاسي في جامعة بنسلفانيا: “لقد مكنتنا العملية من اكتشاف تسلسلات جديدة، وأنواع جديدة من الجزيئات لم نكتشفها من قبل في الكائنات الحية، مما أدى إلى توسيع طريقة تفكيرنا في التنوع الجزيئي”.

وأردف: “لم تواجه البكتيريا اليوم تلك الجزيئات مطلقا، لذا فقد تمنحنا فرصة أفضل لاستهداف مسببات الأمراض التي تمثل مشكلة اليوم”.

 

 

 

After Content Post
You might also like