فيتش: تصاعد الأحداث بالشرق الأوسط يهدد عوائد قناة السويس
كشف تقرير حديث لوكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني، عن أن تصاعد الصراع بالشرق الأوسط يشكل تهديداً لعائدات قناة السويس والسياحة في مصر، وأشارت إلى أن ذلك يزيد الضغوط على عجز الحساب الجاري للاقتصاد المصري.
وكانت الوكالة قد أعلنت تصنيف الاقتصاد المصري عند مستوى (- B) مع نظرة مستقبلية مستقرة. وألمحت “فيتش”، إلى أن اتفاق مشروع رأس الحكمة الذي أبرمته مصر مع الإمارات، إضافة لزيادة مرونة سعر صرف الجنيه، ويسهم في انخفاض ملحوظ بمخاطر التمويل الخارجي على المدى القريب والتعرض لتأثيرات الأحداث الجيوسياسية.
وقبل أيام، كشف وزير السياحة والآثار في مصر، أحمد عيسى، أن الربع الأول من العام الجاري قد شهد نموا إيجابيا في حجم الحركة السياحية الوافدة لمصر بنسبة من 3% إلى 4% عن الربع الأول من عام 2023 والذي كان عاما قياسيا بالنسبة للسياحة في مصر.
وأوضح أن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من التطوير في التجربة السياحية في عدد من المواقع الأثرية والمتاحف منها منطقة أهرامات الجيزة، ومنطقة سقارة الأثرية، وقلعة صلاح الدين الأيوبي وغيرها من المواقع الأثرية في إطار منتج القاهرة الثقافي الجديد.
وكانت الوزارة، قد أعلنت أن نسب الإشغال الفندقي خلال الربع الأول من العام الجاري على مستوى المدن السياحية بالمحافظات المختلفة، بلغت 54.78%، بنسبة نمو بلغت نحو 8% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023 والتي سجلت 47.20%.
وفيما يتعلق بعائدات قناة السويس، كان رئيس الهيئة، أسامة ربيع، قد كشف أن إيرادات رسوم العبور من قناة السويس فقدت نحو 50.7% منذ بداية 2024 وحتى 26 فبراير الماضي، مسجلة نحو 724 مليون دولار مقابل 1.469 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وأشار إلى تراجع أعداد السفن المارة خلال العام الجاري إلى 2.3 ألف سفينة مقابل نحو 3.9 ألف سفينة نفس الفترة من العام 2023. وتوقع رئيس الهيئة، أن تنخفض الحصيلة العامة من الرسوم خلال العام الجاري إلى 5 مليارات دولار مقابل نحو 10.249 مليار دولار بالعام 2023، في حال استمرار توترات البحر الأحمر وتهديدات الحوثيين للملاحة عند باب مضيق المندب.
وتشير البيانات إلى أن هيئة قناة السويس حققت عائدات بقيمة 10.249 مليار دولار خلال العام الماضي مقابل، نحو 7.9 مليار دولار في 2022، وبنسبة نمو بلغت نحو 29.2%. وكشفت الهيئة، أن السفن المتأثرة بهجمات الحوثيين بلغت 1564 سفينة، منها 40 سفينة تعرضت لاعتداء، و91 سفينة عبرت القناة مرتين، و1433 سفينة غيرت مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وأوضح “ربيع”، أن الأزمة أثرت على قطاع النقل البحري، إذ تسببت في ارتفاع تكاليف وقود السفن نتيجة طول الرحلة حول رأس الرجاء الصالح مما قد يؤدى إلى ارتفاع أسعار السلع، وينُذر بموجة تضخمية عالمية. وأشار إلى أن أسعار نوالين الشحن للسفن المتوجهة لموانئ البحر الأحمر سجلت 6800 دولار للحاوية مقارنة مع 750 دولارًا للحاوية قبل الأزمة، كما وصل سعر نوالين الشحن من الشرق الأقصى إلى شمال أوروبا إلى 2500 دولار بدلًا من 740 دولارًا.
وقال إن تكلفة التأمين على السفن ارتفعت عشرة أضعاف، نتيجة فرض الخطوط الملاحية رسوم إضافية لمخاطرة الطوارئ. تابع، أن حصة قناة السويس من حجم التجارة العالمية بلغ 10.7% من إجمالي حجم التجارة العالمية المنقولة بحرًا، ونحو 15.4% من إجمالي تجارة الحبوب العالمية، و11.9% من إجمالي تجارة البترول ومشتقاته العالمية، و26.3% من إجمالي تجارة الحاويات العالمية.