25 مليون زائر.. إيطاليا تفرض قيودا لتقليل السائحين في فينيسيا
واقعة هي الأغرب في تاريخ السياحة الدولية، فبينما تبذل دول العالم جهودا وتنفق أموالا ضخمة لجذب السائحين، تدخل القواعد الجديدة التي وضعتها الحكومة الإيطالية للحد من السياح الوافدين إلى مدينة فينيسيا حيز التنفيذ، وتسعى الحكومة خلالها لتقليل عدد السائحين حماية للمدينة التي باتت تستقبل سنويا ما يزيد عن 25 مليون سائح متفوقة على دول بأكملها في الشرق الأوسط.
وحظرت الحكومة الإيطالية استخدام مكبرات الصوت، كما قللت حجم المجموعات السياحية إلى 25 شخصًا على الأكثر في المجموعة الواحدة، ويقول المسؤولون في المدينة الإيطالية إن هذه الإجراءات هي محاولة للحد من تأثير السياحة المفرطة في الوجهة المشهورة عالميًا، كما تهدف إلى تحسين السياحة في المدينة الشاطئية من خلال تحقيق توازن أفضل بين احتياجات السكان والسياح.
وتجتذب قنوات الحي التاريخي في إيطاليا عشرات الملايين من الزوار، مما يجعلها واحدة من أكثر المواقع زيارة في أوروبا، وهذا هو الأحدث في سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها المدينة للحد من تأثير السياح، ففي أبريل من هذا العام، فرضت المدينة رسوم دخول يومية قدرها 5 يوروهات، وفي عام 2021 منع المسؤولون السفن السياحية من الرسو في الحي التاريخي، والغريب أنه في أول 11 يومًا من تطبيق الضريبة، جمعت مدينة فينيسيا أكثر من مليون يورو.
كما باعت بلدية فينيسيا 195 ألف تذكرة في الفترة من 25 أبريل إلى 5 مايو، وهو ما يتجاوز التوقعات قليلاً ويحقق 975 ألف يورو، ومع ذلك، لا يزال المبلغ أقل من ثلاثة ملايين لإنشاء نظام الحجز عبر الإنترنت والحملات الإعلامية ومراقبة التذاكر.
وكشفت السلطات أيضًا أنه من المتوقع أن ترتفع الرسوم إلى 10 يورو يوميًا بعد الفترة التجريبية، وبالنسبة للأشخاص الذين يحاولون زيارة البلاد بدون تذكرة، هناك أيضًا غرامات تتراوح من 50 إلى 300 يورو.
وتتوقع البندقية أن تتجاوز مستويات ما قبل الوباء في السنوات القادمة، فيما تبلغ تكلفة رسوم الدخول حاليًا 5 يوروهات (4.27 جنيهًا إسترلينيًا) للزوار النهاريين، باستثناء سكان منطقة فينيتو والطلاب والأطفال دون سن 14 عامًا، وفي 19 مايو 2024، كان هناك 70 ألف تذكرة دخول، بينما في 2 يونيو من العام الماضي، حيث العطلة الوطنية في إيطاليا، تم تسجيل 65000 فقط.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها المدينة لمنع السياحة المفرطة، لا تزال فينيسيا موطنًا لحوالي 250 ألف ساكن، واستقبلت أكثر من 13 مليون زائر في عام 2019، وبينما انخفضت أعداد الزوار منذ ذلك الحين، فمن المتوقع أن تتجاوز مستويات ما قبل الوباء في إيطاليا السنوات المقبلة.
وعلاوة على ذلك، في العام الماضي، شهدت مدينة فينيسيا زيارة 20 مليون سائح إلى 2 كيلو متر مربع من الحي التاريخي، وهي منطقة يسكنها 50 ألف شخص فقط، وتضم 49 ألف سرير سياحي للإيجار.