ناصر تركي يكتب.. موسم صعب.. لكن الحلول سهلة !
المملكة وحكومة خادم الحرمين تبذل جهودا كبيرة ,ومطلوب تعاون الدول الإسلامية
موسم حج 1445 هجريا لم يكن موسما عاديا , سواء من حيث الإجواء التي تم فيها وسط حرارة ملتهبة حول العالم وليس المشاعر المقدسة فقط , وقد فاقت فيه الاعداد الرسمية 1.7 مليون حاج على مستوى العالم , ونجحت السعودية في استيعاب تلك الأعداد بالمشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والانتقالات بينها جميعا , وبالفعل مجهود جبار بذلته كافة الإجهزة السعودية , ويحسب لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله , لكن بالطبع تحدث المشاكل من الحجاج غير النظامين سنويا وعلى مدار سنوات عديدة , فمنذ وجودي في العمل العام بمجال الحج والعمرة ومنذ عقود وانا اري أن المخالفات تحدث بأسلوب متشابه , في السابق كان هناك التخلف من العمرة للحج , ودخول المخالفين بشكل غير منظم لأداء الحج بأسلوب غير منظم , وبالتالي تحدث مشاكل متعددة نتيجة عدم تنظيم وعدم وجود مخيمات لائقة وتغذية وانتقالات بالمشاعر , ثم صدر التنظيم بمرسوم ملكي من المغفور له الملك عبدالله بن عبد العزيز بمرسوم ملكي يتضمن تأسيس شركات العمرة بالسعودية مع وكلاء بالخارج , بحيث يكون المعتمر القادم مسؤولية كل من الجانبين الوكيل الخارجي والشركة السعودية , ووضع ضوابط للتخلفات على الجانب السعودي وعقوبات بغرامات كبيرة وعلى الوكيل الخارجي بإيقاف النشاط ومنع التعامل معه .
وبالفعل تم الحد من تلك الظواهر السلبية والمخالفات بصورة كبيرة جدا خاصة في التخلف من العمرة للحج ثم بعد الانفتاح الحالي والتحول بالمملكة في إطار رؤيتها 2030 , فتحت أبوابها للعالم بتأشيرات السياحة لدول محددة حتى تستطيع أن تكون العلاقة تعاقدية من خلال التأشيرة , ثم صدر التعليمات لفتح تأشيرات الزيارة العائلية للمقيمين , فقد كان المقيم يدعو قبل ذلك أقاربه بتأشيرات عمرة , وأصبح يدعوهم بتأشيرات زيارة عائلية , والمسؤولية تقع على الشخص الذي دعاهم , ثم صدرت التعليمات بفتح التأشيرات الشخصية من خلال أي مواطن سعودي وعلى مسؤوليته أيضا أن يدعوا أعداد من الخارج , وكل هذه التأشيرات يعلم الجميع أنها غير مخصصة للحج سواء من حصل عليها او من دعاهم أو من نظم لهم من وسطاء حول العالم , وبالتحايل على الأنظمة والضوابط السعودية يتم حج مخالف , في حين أن الشرع والدين يؤكدان أن هذا الركن من الاسلام لمن استطاع اليه سبيلا , إستطاعة صحية ومادية وتنظيمية , كذلك طاعة أولي الأمر وهي هنا المملكة المسؤولة عن التنظيم فيجب على جميع دول العالم الإسلامي أن تحترم اتباع التعليمات والضوابط السعودية حيث أن التنظيم هو الأساس في نجاح منظومة الحج , لأن المشاعر المقدسة محدودة الأعداد والمساحات فكيف لك أن تحج وتاخذ مساحة شخص آخر نظامي سدد الرسوم والتزم بكل الضوابط حتى يؤدي الفريضة بأمان وسلام , ويعود إلى بلاده سالما
ومن جانبنا قمنا في مصر بحمل توعية كبيرة على مدار عام وحذرنا من حدوث مشكلة كبرى بسبب تأشيرة الزيارة , ولم يرتدع هؤلاء الوسطاء الذين يسعون بالارض فسادا لتحقيق أرباح عليهم تحري حرمانيتها , ولا بد من معاقبتهم , كما كلف فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتحقيق العاجل مع كل من تواطئ في سفر هؤلاء الحجاج غير النظامين , وبالتأكيد ستقوم المملكة بإعادة النظر في إصدار التأشيرات وآلية منح بعضها في توقيتات الحج , وكيف سيتحمل المسؤولية من دعاهم , وأنا أثق أن حكومة خادم الحرمين الشريفين ستتخذ عقوبات رادعة ونافذة لما حدث من المتحايلين على المنظومة السعودية وكبدوا المملكة إجراءات , حيث أن ما حدث يوم عرفة من هجمة من غير النظامين سيرا على الأقدام , واحزننا جميعا أن معظم دول العالم الإسلامي خالفت المنظومة السعودية , مما يستدعي أن نضع قواعد صارمة لتلك الأنواع من التأشيرات , وأن يتحمل كل من دعاهم مسئوليته ولو بوضع ضمانا بنكيا , ويكتب إقرار على نفسه سواء مواطن سعودي أو مقيم لأن القضية ليست في دخولهم المملكة , ولكن لابد من احترام قواعد الدولة المضيفة ، إن هذا الوضع يجب أن ينسحب علي الجانب المصري نفس الأمر من يريد السفر بهذه التأشيرات لابد من موافقات أمنية , ومراعاة السن والجهة الداعية
إن البوابة المصرية للعمرة تصدر باركود من خلال شركة سياحة لحامل تأشيرة الزيارة بدون وجود برنامج وقد طلبنا بضرورة وجود برامج لتلك الأنواع من التأشيرات , لكن البوابة يندرج تحتها فقط الزيارة الشخصية ، اما الزيارة العائلية وحاملي التشنجن وامريكا وكذلك الزيارة الحكومية لا تدخل البوابة , لابد من توصيف تلك الأنواع من التِأشيرات لكي لا يستغلها هؤلاء المتاجرون بأرواح البشر , وللأسف هناك بعض المشايخ في العالم الإسلامي يدعون الناس للحج بالمخالفة وهؤلاء لابد من وقفة معهم لأن إستغلال الدين للمتاجرة بأرواح البشر ليس من الدين في شئ
انني أرى ضرورة أن يكون هناك تنسيقا مع السفارات السعودية بمختلف دول العالم لكي يتم إعداد تقارير بين كل دول إسلامية والسفارات السعودية بها لرفعها إلى الخارجية السعودية والديوان الملكي لكي نضع مستقبلا حج آمن , لأننا نعلم تماما أن المملكة تبذل من الجهد على مدار عام كامل للتجهيز للحج وتنفق نفقات باهظة لأمن وسلامة الحجاج , وهذا الأمر يجب أن يتطلب أن تدعم كل دول العالم نجاح الحج ولا تترك المملكة تواجه كل المخالفين وحدها فهؤلاء الضحايا يجب أن يكون الحساب مع من تحايل وتامر ونفذ لهم تلك البرامج من وسطاء ولم يبلغ السلطات الأمنية السعودية , كيف يسكن في فندق ولا يوجد له رقابة من السلطات السعودية ، تلك الأمور يجب أن نضع لها قواعد من الان حتي لا تتكرر أنها تسئ للجميع لأن هذا المواطن يجب أن يعلم أن تلك التأشيرات لا تسمح له بالحج ويعلم كذلك العقوبات المقررة من غرامات ومنع من دخول المملكة لعشر سنوات
وأخيرا فإنني أطالب الجميع بكل الدول الإسلامية ان يستعينوا بالخبرات المتراكمة ، لا نريد إلا النجاح لكل دول العالم الإسلامي في الحج , وحيث ان مصر والمملكة هما دولتي الحرمين الشريفين والأزهر الشريف , يجب أن يكون هناك تنسيق لتوجيه رسالة إلى العالم الإسلامي وفتاوي واضحة وصريحة لمنع تلك الممارسات , كما يجب أن يكون هناك عقوبات مشددة تصل للحبس لكل من يتواطئ في تلك الممارسات