تطوير القاهرة التاريخية.. إحياء للتراث وحفظ للهوية المصرية

 

 

يعكس تطوير القاهرة التاريخية، التزام مصر بالحفاظ على تراثها العريق وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال هذه الجهود، تسعى الدولة إلى بناء مستقبل قوي ومزدهر لجميع مواطنيها، مستندة إلى تاريخ غني وإرث حضاري لا مثيل له.

فمنذ ثورة 30 يونيو، تولي الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا بتطوير القاهرة التاريخية، وذلك في إطار الحفاظ على الهوية المصرية والتاريخ العريق الذي يمتد عبر القرون، تعكس هذه الجهود التزام مصر بتطوير وترميم المواقع الأثرية دون المساس بالطابع الفريد الذي يعبر عن فترات زمنية مميزة من تاريخها، ما يضمن استمرار تواصل الأجيال مع عبق الحضارة المصرية.

الرؤية الاستراتيجية

تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضعت الدولة المصرية رؤية استراتيجية تهدف إلى تطوير القاهرة التاريخية مع الحفاظ على الطابع الأثري والمعماري للمنطقة، تأتي هذه الرؤية كجزء من جهود أوسع لتحقيق التنمية المستدامة في جميع أنحاء مصر، بهدف تحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز السياحة الثقافية.

المشاريع التنموية:

ضمن هذه الرؤية، تم تنفيذ عدة مشاريع تنموية تهدف إلى ترميم وتطوير المواقع التاريخية في القاهرة، من بين هذه المشاريع:

– ترميم المساجد والكنائس القديمة : تأهيل العديد من الأماكن الدينية ذات القيمة التاريخية والمعمارية، بما في ذلك جامع الأزهر وكنيسة القديس سرجيوس.

– إعادة تأهيل الشوارع والأسواق: تطوير البنية التحتية في مناطق مثل خان الخليلي، مع الحفاظ على الطابع التقليدي لهذه الأماكن.

– إنشاء مسارات سياحية جديدة : تنظيم جولات سياحية لتعزيز الوعي بالتاريخ المصري وجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.

التحديات والتطلعات:

واجهت الدولة تحديات كبيرة في تنفيذ هذه المشاريع، مثل توازن بين التطوير والحفاظ على الأثر، وتأمين التمويل اللازم، ومع ذلك، تواصلت الجهود بلا انقطاع، بدعم من القيادة السياسية ومشاركة المجتمعات المحلية.

التكامل مع الجهود التنموية:

يتكامل مشروع تطوير القاهرة التاريخية مع الجهود التنموية الأوسع في مصر، من خلال خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الاقتصاد المحلي، وتحسين البنية التحتية، كما يسهم المشروع في تعزيز الهوية الوطنية والفخر بالتاريخ المصري بين المواطنين.

وبالفعل قامت الدولة المصرية بأيدى خبراء متخصصين على ترميم وتطوير عدد كبير من المبانى والمقابر داخل مشروع القاهرة التاريخية.


الغوري:

وتضمنت الأعمال ترميم وصيانة السواقى الخشبية المقامة أعلى المبنى، وإزالة التعديات على السور والحرم الأثرى، ومعالجة وتنظيف الأحجار، وإزالة طبقات السناج والاتساخات، وصيانة الأشغال الخشبية والأرضيات بالممرات الداخلية، وتأهيل السلالم وتغشية الفتحات، بالإضافة إلى رفع كفاءة المنطقة المحيط بالأثر، وتم افتتاحه 31 أغسطس 2023.

معبد بن عزرا:

تم تنفيذ المشروع بتمويل ذاتى من وزارة السياحة والآثار من قبل إشراف قطاع المشروعات وتحت إشراف المنطقة المختصة، وشملت أعمال الترميم الجانب المعمارى لسقف المعبد كما تم ترميم دقيق للزخارف.

قبة رقية دودو بمنطقة الإمام الشافعي:

نجح فريق عمل من مهندسى ومرمى وآثاريى قطاعى المشروعات والآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فى الانتهاء من أعمال فك وإعادة تركيب وترميم قبة رقية دودو الأثرية بمنطقة الإمام الشافعى، كما تم إعادة تركيبها وترميمها بموقها الجديد، الذى يقع على بعد 30 مترا من موقعها الأصلى، وذلك لحمايتها والحفاظ عليها من المياه الجوفية التى غمرت جزءا منها ونمو وانتشار نبات الهيش حولها، كما تم تسجيل قبة رقية دودو فى عداد الآثار الإسلامية عام 1951، وهى تقع فى عين الصيرة بمنطقة آثار الإمام الشافعي، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1757، حيث أنشأتها السيدة بدوية بنت شاهين لابنتها رقية دودو بنت الأمير رضوان بك الفقارى، والتى توفيت صغيرة بسبب وباء الطاعون فأنشأت لها والدتها هذه القبة لدفنها بها، بالإضافة إلى سبيل يعلوه كتاب بمنطقة سوق السلاح، جاء تصميم القبة على الطراز العثمانى وهى عبارة عن قبة فوق أربعة عقود محمولة على أربعة أعمدة وتربط بين العقود روابط خشبية، تتوسطها مصطبة حجرية بها تركيبة رخامية مزخرفة وعليها كتابات دعائية للمتوفاة، وزينت جدران المصطبة بنقوش وزخارف متنوعة، ويوجد عليها شاهدى قبر، الأول من الناحية الشرقية حفر عليه ثلاثة أسطر به عبارة التوحيد وآية قرآنية، أما الشاهد الثانى فيوجد بالناحية الغربية وحفر عليه خمسة أسطر عليه نفس العبارات، وبالأعمدة الأربعة كتابات تشتمل على أدعية واسم المتوفاة وتاريخ، وقد تم افتتاحها فى 27 يوليو 2023.

حصن بابليون

يقع الحصن شمال مدينة بابليون وعلى بعد مئات الأزرع منها حيث شيده الامبراطور تراجان «ما بين سنه 100 و 117 م» وللحصن 5 أضلاع غير منتظمة تدعمها أبراج جدارية نصف دائرية عديدة، لم يبق من مبانى الحصن سوى الباب القبلى يكتنفه برجان كبيران – وقد بنى فوق أحد البرجين الجزء القبلى منه الكنيسة المعلقة – كما بُنى فوق البرج الذى عند مدخل المتحف القبلى كنيسة مار جرجس الرومانى للروم الأرثوذكس.

وتضمن المشروع أعمال ترميم وتطوير الجزء الجنوبى من الحصن الموجود أسفل الكنيسة المعلقة والمسمى ببوابة عمرو، وذلك بعد الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من المشروع والتى شملت تنظيف جميع واجهات الحصن الخارجية والداخلية، وإزالة كل الاتساخات والأتربة والبقع العالقة بالأحجار، كما تم تطوير منظومة الإضاءة به، والتى ساهمت بشكل أساسى فى إظهار الجمال المعمارى للحصن والوظيفة الأصلية للمبنى، كما تم معالجة الجدران وتكحيل العراميس لتوضيح شكل الأحجار المتواجدة وترميم الأجزاء المتدهورة منها، وعمل تغشية للشبابيك الخاصة بالحصن بمشاركة معهد الحرف الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار، وكذا تنفيذ خدمات الزائرين بالموقع.

After Content Post
You might also like