خبراء سفر أوروبيون: منتجعات مصر بعيدة عن توترات الشرق الأوسط

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، فى ٧ أكتوبر الماضى، لم تخل تدوينات المسافرين على وسائل التواصل الاجتماعى من تساؤلات حول السفر للشرق الأوسط بصفة عامة، ولإسرائيل والضفة الغربية المحتلة ولبنان وسيناء بصفة خاصة، وامتدت المخاوف لدوائر أوسع، مثل دبى وتركيا وقبرص.

 

ومنذ ذلك التاريخ حاولت المقاصد السياحية فى البلدان المجاورة التأكيد على أن منتجعاتها السياحية آمنة وبعيدة عن مناطق التوتر، نظرًا لأن السياحة تلعب دورًا مهمًا فى اقتصادات دول مثل مصر والأردن ولبنان، حيث يساهم هذا القطاع بما يتراوح بين ١٢ و٢٦٪ من إجمالى الإيرادات من الخارج لهذه الدول الثلاث، وفقا لتقرير حديث صادر عن مؤسسة «إس آند بى» للتصنيف الائتمانى، والذى أكد أن «هذه البلدان، المجاورة مباشرة لإسرائيل وغزة، أكثر عرضة لتباطؤ السياحة، نظراً للمخاوف بشأن المخاطر الأمنية والاضطرابات الاجتماعية».

 

ففى السوق الروسية قامت شركة الرحلات السياحية Fun&Sun بزيادة مبيعاتها إلى مصر بنسبة ٧٥٪ وإلى تركيا بنسبة ٥٠ ٪ على أساس سنوى فى الصيف مقارنة بالعام السابق، بينما تتراجع المبيعات فى الإمارات العربية المتحدة- حسبما قال الرئيس التنفيذى للشركة، فلاديمير روبتسوف.

 

ووفقًا لـ «سيرجى أجافونوف»، رئيس لجنة معاهدة التعاون بشأن البراءات المعنية بأنشطة وكالات السفر، المدير العام لشبكة وكالات Last Minute Travel Store، فقد احتلت مصر بقوة المركز الثانى بين الوجهات الأكثر شعبية لقضاء العطلات الصيفية فى الخارج بالنسبة للروس، لأن مصر ببنيتها التحتية الحديثة واستقرارها الأمنى أصبحت وجهة أساسية للسياح الروس، مشيرًا إلى أن الخبراء يعتقدون أن حجم التدفقات السياحية الروسية لمصر فى فصل الصيف قد يصل إلى ٢٥٪ على الأقل، مقارنة بالصيف الماضى، وهى تمثل الآن ١٥٪ من إجمالى حجم السياحة الروسية، وأن الحصة المصرية على مدار العام مستقرة للغاية، ١٧٪ خلال الربع، و١٦٪ طوال العام.

 

أما فيكتوريا خوداييفا، رئيسة قسم العلاقات العامة بشركة Anex السياحية، فقد أشارت إلى استقرار الطلب على مصر على مدار العام، قائلة: إنها واحدة من أفضل ٥ وجهات لقضاء العطلات الصيفية. وهى تحتل المرتبة الثانية بين أفضل خمس وجهات، وتأتى فى المرتبة الثانية بعد تركيا، وتتفوق بشكل كبير على تايلاند والإمارات العربية المتحدة، وإن الشركة لديها برنامج رحلات خاص بها إلى شرم الشيخ من موسكو وكازان ونوفوسيبيرسك وسمارة وسانت بطرسبرج وسوتشى وأوفا إلى الغردقة.

 

أما مديرة شركة «الوكالة الصحيحة»، يوليا جونشاريفسكايا، فقد أوضحت أن العديد من السياح الروس يختارون مصر الآن لسببين، الأول هو الهدوء والأمن والتنوع الذى يتفرد به المقصد السياحى المصرى، والثانى أنها بديل أقل تكلفة لتركيا، لأن تركيا أصبحت باهظة الثمن بالنسبة لهم، لكن فى مصر يمكنهم بسهولة العثور على فندق جيد غير مكلف على الخط الأول من البحر. وبموضوعية يمكنهم أيضًا العثور على أماكن إقامة ذات جودة أفضل أو خيار آخر.

 

حجوزات فصل الشتاء المقبل:

 

أما فيما يتعلق بحجوزات فصل الشتاء المقبل فقد بدأ السياح الروس بالفعل فى شراء جولات لأواخر الخريف والشتاء باستخدام عروض الحجز المبكر، ومن بين الوجهات الأكثر شعبية مصر وتركيا والإمارات وتايلاند، حسبما صرح منظمو الرحلات السياحية الذين شملهم استطلاع أجرته مؤخرًا بوابة إنترفاكس للسياحة.

 

وقالت مارينا ماكاركوفا، رئيسة قسم العلاقات العامة فى شركة الرحلات السياحية كورال ترافيل: أصبحت منتجعات شرم الشيخ والغردقة المصرية الرائدة فى الطلب بين الجولات الترويجية للحجز المبكر لموسم الشتاء، وتحتل الإمارات العربية المتحدة المركز الثانى، حيث تعد إمارتا دبى وأبو ظبى الأكثر نشاطًا فى البيع هناك. تايلاند فى المركز الثالث.

 

وأشارت إلى أن مصر تمثل الآن العدد الهائل من الحجوزات، وهو ما يعادل إجمالى عدد الحجوزات التى تقدمها تايلاند والإمارات العربية المتحدة.

 

بدورها، ذكرت الخدمة الصحفية لشركة Intourist أن حجوزات الخريف والشتاء فى الوجهات الخارجية تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، وأن متوسط مدة العطلة قد انخفض فى الإمارات هذا العام لمدة ٧ ليالٍ فى المتوسط، بينما كانت المدة فى العام الماضى ٩ ليالٍ. وبقيت مدة الإجازة فى مصر على نفس المستوى، وهى ١١ ليلة.

 

وفى السوق الألمانية:

 

وكتبت وزارة الخارجية الألمانية على موقعها على الإنترنت: إن الوضع الأمنى فى مصر مستقر وهادئ بشكل عام، ورغم أن الوضع حول مصر يتصاعد بشكل متزايد فى العديد من الصراعات العسكرية، لكن البلاد تسعى جاهدة للحفاظ على الحياة الطبيعية، لذلك يواصل السياح الألمان السفر إلى مصر.

 

تقول كارولينا ووجتال، من مركز المستهلك الأوروبى بألمانيا: تجرى حاليًا رحلات العطلات إلى مصر كالمعتاد، وتعتبر الرحلات التى قام بها السياح إلى هذا البلد وعودتهم دون أن يشعروا بأى قلق رسالة طمأنة لراغبى السفر فى الفترة المقبلة.

 

ووفقًا لـ rp-online.de فإن مصر ليست فقط الدولة التى تقع على الحدود بين طرفين متحاربين، بل إنها وجهة شهيرة لقضاء العطلات- للعديد من الدول، بما فى ذلك ألمانيا، حتى على مدار السنة. سافر حوالى ١.٦ مليون ألمانى إلى مصر فى عام ٢٠٢٣ – وهو عدد أكبر بكثير مما كان عليه فى عام ٢٠٢٢ (١.٣ مليون). وفى هذا الصيف، احتلت مرة أخرى المركز الرابع بين الوجهات السياحية المفضلة لدى الألمان – بعد تركيا وإسبانيا واليونان. فى عيد الفصح، كانت مدينة الغردقة المصرية الواقعة على البحر الأحمر هى أكثر مناطق العطلات حجزًا لمنظمى الرحلات السياحية- وفقًا لجمعية السفر الألمانية (DRV). تجدر الإشارة أيضًا إلى أن تركيا ومصر وحدهما استحوذتا على حوالى ٣٠٪ من إجمالى مبيعات الجولات الصيفية التى تم حجزها حتى الآن فى أوائل صيف ٢٠٢٤ – بزيادة قدرها ٢٨ ٪ مقارنة بالعام السابق. تم تحديد ذلك من قبل معهد أبحاث السوق Travel Data + Analytics فى نورمبرج.

 

كما أفادت شركتا السياحة توى وشاوينزلاند، بأن الطلب على الرحلات إلى مصر لم ينهار منذ هجوم حماس على إسرائيل فى ٧ أكتوبر، وبالنسبة لفصل الشتاء المقبل، فستكون أرقام الحجز فى شاوينسلاند أعلى بنسبة تزيد عن ٣٠٪ عن العام الماضى، وعلى الرغم من أن توى لا تعطى أى أرقام، إلا أنها تفترض أيضًا أن عددًا أكبر من المصطافين سيقررون السفر إلى مصر فى الشتاء مقارنة بالعام الماضى.

After Content Post
You might also like