لماذا يحتفل المصريون بعيد وفاء النيل ؟
النيل هو هبة الله لمصر، وهدية تتجدد كل عام مع الاحتفال بذكرى عيد وفاء النيل.. تلك اللحظة التي يلامس فيها النيل ضفافه.. والتي معها تغمر الفرحة قلوب المصريين.. ففي هذا الفيضان، يرون تجديدًا للحياة وعودة للخصوبة وإحياء للأرض ليكون احتفال بالماء.. بالخضرة.. وبالحياة نفسها.
وتحتفل مصر بعيد وفاء النيل في الخامس عشر من أغسطس من كل عام، حيث يوافق هذا اليوم بداية فصل الفيضان «آخت» في مصر القديمة.
لعب نهر النيل دورًا رئيسيًا في الزراعة، وكان قدماء المصريين يقدسونه ويعظمونه، وكان المعبود حابي معبودًا للنيل وللفيضان السنوي آنذاك، وذلك سمي وفاء النيل لما يحمله معه من الخيرات، لذلك فقد قدسوا النيل وأقاموا له احتفالاً كبيراً خلال الشهر الذي يحل فيه فيضان النيل حاملاً معه الطمي والمياه.
هدايا من المصري القديم للنهر احتفالاً بـ«وفاء النيل»
كان المصريون القدماء يلقون بالذبائح والهدايا في النيل للاحتفال بوفائه في موكب عظيم يتقدمه الملك وكبار رجال الدولة دليلاً منهم على العرفان بالجميل لهذا النيل العظيم.
أما الأسطورة المرتبطة بعيد وفاء النيل، هي أن المصريين القدماء كانوا يقدمون لإله الفيضان، المعروف باسم الإله (حعبي) أو (حابي)، في عيده فتاة جميلة، كانت تتزين ثم تُلقى في النيل قربانا، ولكن البعض يؤكد أن الحضارة المصرية حضارة راقية لم تعرف على مر العصور الضحايا البشرية لأي معبود مهما علا شأنه.
لم يوجد عند المصري القديم إله للنهر، وإنما كان هناك إله جسَّد الفيضان وهو الإله حعبي، ولم يكن المصري يعبد النهر في صورته المجردة، ولكنه قدسه لكونه سببًا أساسيًّا للرخاء ولخصوبة الأرض، أما في العصر الروماني أصبح للنهر إله وهو “نيلوس”.
قياس منسوب نهر النيل
وكان يتم قياس ارتفاع منسوب النيل بالذراع، وعادة ما كان يصور على تماثيل الإله نيلوس ستة عشر طفلا يرمزون إلى عدد الأذرع اللازمة للفيضان المثالي للنيل، تمثال “نيلوس” أحد القطع الفريدة بالمتحف اليونانى الروماني.