دراسة تكشف عن فوائد مذهلة لحليب الأم “على الكبار”
كشفت دراسات حديثة وسابقة عن فوائد مذهلة لحليب الأم، وعن قدرته على علاج بعض الأمراض لدى البالغين.
وتقول الطبيبة، ميغان آزاد، من جامعة مانيتوبا في كندا: “هناك الكثير من المجال للاكتشاف”، موضحة أنه في دراسة حديثة أجرتها على حليب 1200 أم في 3 قارات، ونشرت في مجلة “Cell” العلمية، اكتشفت مع زملائها ما يقرب من 50 ألف جزيء صغير، معظمها غير معروف للعلم في حليب الأم، مضيفة أنه باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه القائمة من المكونات، وربطها ببيانات صحية مفصلة عن الأطفال وأمهاتهم، يأملون في تحديد المكونات المفيدة لجوانب محددة من نمو الأطفال.
كما لاحظ الأطباء في إحدى الحالات، أن الأطفال الخدج الذين يتغذون على حليب الثدي، على عكس الحليب الصناعي، لديهم معدل أقل بشكل كبير من التهاب الأمعاء الناخر، وهو مرض مميت غالبا، يتسبب في التهاب الأنسجة المعوية وموتها، وقد دفعت هذه الملاحظة إلى بحث العلماء حول ما إذا كانت أي مكونات محددة في حليب الثدي يمكن أن تمنح هذه الحماية.
وقد تكون “سكريات الحليب البشري” أو (HMOs)، المعروفة بتأثيراتها المضادة للالتهابات، مسؤولة جزئيا عن حماية الأطفال من التهاب الأمعاء الناخر، وقد أدى ذلك إلى فكرة أنه يمكن استخدام “سكريات الحليب البشري” كعلاجات للأمراض التي تنطوي على الالتهاب.
وفي دراسة أجريت على الفئران نُشرت في عام 2021، أفاد، لارس بودي، من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو وزملاؤه أن “سكريات الحليب البشري” قللت من تطور تصلب الشرايين، وانسداد الشرايين الذي يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وهنا يقول الدكتور بودي إنه في تجارب أخرى على الفئران، والتي لم تُنشر نتائجها بعد، أظهرت “سكريات الحليب البشري” نتائج واعدة في علاج التهاب المفاصل والتصلب المتعدد، متوقعا أن التجارب السريرية على البشر بهذا الشأن سوف تكون أكثر تكلفة بكثير، وفقا لوسائل إعلام غربية.
كما جاءت اكتشافات أخرى عن فوائد حليب الأم بالصدفة؛ ففي عام 1995، أبلغ العلماء في جامعة لوند في السويد عن اكتشاف عثروا عليه بالصدفة أثناء دراسة خصائص حليب الثدي المضادة للميكروبات، إذ أضافوا بعض مكوناته إلى طبق يحتوي على خلايا سرطان الرئة، على أمل أن يتمكنوا من صد البكتيريا، ولكن بدلا من ذلك وبشكل لافت للنظر، ماتت الخلايا السرطانية بفضل جزيء يُدعى “HAMLET” موجود في حليب الأم، والذي أظهر قدرة على تقليص أورام سرطان المثانة بنسبة 88%.
وذكرت التقارير الغربية، أن دراسات أخرى توصلت إلى أن حليب الأم يحتوي على مجموعة واسعة من البكتيريا، مثل “بيفيدوباكتيريوم”، التي تعمل على تقوية حاجز الأمعاء، وتنظيم الاستجابات المناعية والالتهابات، ومنع البكتيريا المسببة للأمراض من الالتصاق ببطانة الأمعاء، الأمر الذي يجعلها مرشحا مثاليا للاستخدام في منتجات البروبيوتيك لعلاج مشكلات الأمعاء، مثل متلازمة القولون العصبي.