سفير المغرب في انطلاق ملتقى الأعمال: حققنا نهضة صناعية ونسعى لتعزيز التعاون مع مصر
انطلقت اليوم في القاهرة، فعاليات ملتقى الأعمال المغربي المصري، والذي نظمت الدكتورة سميرة العشيري رئيس مجلس ادارة مؤسسة أبناء المغرب ومصر للتنمية، وذلك بحضور ورعاية محمد أيات علي سفير المملكة المغربية بالقاهرة، والمهندس هيثم حسين رئيس مجلس إدارة مجمع عمال مصر، والسفير أشرف إبراهيم مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر الأسبق لدى الرباط، ومعاوية الصقلي العضو المنتدب للبنك التجاري وفا، وعلاء عزت الأمين العام للغرفة التجارية، ومحمود علي رئيس مجلس إدارة شركة m2، وكذلك النائب محمود الشريف نقيب السادة الأشراف.
ومن جانبه قال محمد أيات علي سفير المملكة المغربية لدى القاهرة، إنه منذ وصوله الى القاهرة منذ 10 أشهر قد لاحظ أن هذا البلد العظيم قد حقق خطوات عملاقة في مجال التنمية المجتمعية والبنية التحتية، مع بناء مشروعات عملاقة تمهد الطريق لجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية جنبا إلى جنب مع الحفاظ على أمن مصر واستقرارها وسط إقليم غير آمن، مشيرا الى أنه على الرغم من النزاعات والحروب المحيطة بها لكنك تجد مصر مستقرة تواصل طريقها نحو التنمية وتحقيق ما يصبو إليه الشعب ومجتمع رواد الأعمال من بنية تحتية قوية واقتصاد مستقر.
وتابع السفير، أن المملكة المغربية استطاعت في السنوات الأخيرة، وتحت قيادة سمو جلالة الملك محمد السادس، تحقيق قفزة كبيرة ونوعية في التنمية البشرية والاقتصادية، كما تبوأت مكانة كبيرة سواء على مستوى الوطن العربي أو الإقليمي أو العالمي، كما اصبحت المغرب تحظى بتواجد قوي في كافة المجالات التجارية والصناعية والزراعية، وحتى على مستوى الرياضة والفنون، وأيضا أصبحت المملكة تنتج سنويا أكثر من 700 ألف سيارة للتصدير، لافتا إلى أن مملكة المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس أصبحت رائدة من رواد صناعة الأجزاء الدقيقة من الطائرات بكافة أنواعها، بالاضافة إلى العديد من النجاحات في مجالات مختلفة تؤهلها لتكون شريكا استراتيجيا قوي لمصر في مجالات الاستثمار والتبادل التجاري عن طريق البحر والجو، حيث إن اقتصاد كلا البلدين يمثل جناحي القارة السمراء للتحليق عالميا.
وتابع السفير :” نحن نريد أن نتضامن ونتكامل في جميع المجالات، واعتقد ان التعاون الاقتصادي والتجاري هو القاطرة التي تجر العلاقات السياسية والشعبية لمستقبل أطول، ولا يفوتني هنا أن أوجه الشكر للأشقاء في مصر وخاصة منسوبي وزارة الخارجية المصرية وعلى رأسهم السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجية، لما نجده منهم من رغبة قوية في تعميق وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، والمحبة الكبيرة تجاه حكومة وشعب المغرب، حتى أصبحت العلاقة بين مصر والمغرب نموذجا يحتذى به في العلاقات البينية بين الدول العربية”.
وشدد السفير المغربي على أن بلاده تفتح ذراعيها لكل مصري يرغب في زيارتها او الاستثمار بها مثلما كانت مصر دوما مستعدة ومرحبة بالشعب المغربي ورجال الاعمال، كما ان عدم وجود مقاعد شاغرة في رحلات الطيران بين البلدين هو دليل على قوة العلاقة بين الشعبين والروابط المشتركة، مع التأكيد على قدرة البلدين على تحقيق أكثر مما نصبو إليه في ظل العلاقة الأخوية الوطيدة بين الزعيمين الملك محمد السادس، وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، هذان القائدان اللذان حققا لنا الأمن والاستقرار والبيئة الحاضنة للاستثمار والتجارة”.
وخلال كلمتها عبرت سميرة العشيري عن سعادتها بانعقاد هذا الملتقى على أرض مصر الشقيقة التي يكن لها الشعب المغربي كل المحبة والود مؤكدة على عمق العلاقات المصرية المغربية الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، مشيرة الى أن التقارب السياسي بين قيادي الشعبيي كانت سبب في تعميق سبل التعاون بين مجتمع الأعمال في مصر والمغرب ومد جسور التواصل والعمل المشترك لكافة القطاعات.
وأكدت العشيري أن الهدف الرئيسي للملتقى هو تعزيز علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين رواد الأعمال بين مصر والمغرب علاوة على تبادل الخبرات بين الجانبين لدعم العلاقات الاقتصادية بما يعود بالنفع على البلدين وذلك بالتزامن مع احتفالات المغرب بالذكرى 25 لجلوس جلالة الملك محمد السادس على عرش المملكة المغربية قائدا لمسيرة التنمية والنهضة الحديثة في البلاد.
فيما دعا هيثم حسين رئيس مجلس ادارة مجتمع عمال مصر لإنشاء صندوق استثماري مشترك وتطوير سياسات اقتصادية موحدة تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وتكافح البيروقراطية مع تبني معايير موحدة للجودة مشيرا بأهمية إنشاء مركز بحثي عربي مشترك بين مصر والمغرب لدراسة الفرص الاستثمارية، وتعزيز الابتكار في المشروعات الناشئة، وكما يجب تعزيز الربط اللوجيستي بين البلدين برا وبحرا وجوا بما يسهم في تقليل تكاليف النقل، وزيادة حجم التجارة دعايا لإنشاء دراسة رقمية متكاملة تحتوى على بيانات السوق المصري والمغربي من الناحية الاقتصادية لتكن دليل للمستثمرين ورجال الاعمال.
وتابع :” من هنا الملتقى نبث رسالة للعالم اجمع ان الامة العربية لديها من الإمكانيات والطموح ما يؤهلها لتكون نموذجا للتكامل والتعاون، ونؤمن بان مستقبلنا لايبنى بالاحلام بل بالعمل المشترك الذي يحقق تطلعات الشعوب دعونا نبدأ اليوم من هذا الملتقى لنرسم خارطة طريق للتعاون الاستثماري المشترك بين البلدين الشقيقين”.
وأكد حسين على ان السوق المغربي يتمتع بفوص واعدة للنمو في مجالات الصناعة والزراعة والطاقة المتحددة بينما تعد مصر مركزا رئيسيا للصناعات الثقيلة والمنتجات الغذائية والتكنولوجية لافتا الى ضرورة ان يكون هناك شراكة استراتيجية شاملة تمتد لتأسيس مشاريع تخدم البلدين ، مشيرا الى ان المغرب تتميز بالتنوع التجاري الذي قد يسهم بشكل كبير في التوسع نحو افريقيا تجاريا، حال ما تعاونت مصر عبر مشاريع تترجم الى قوة اقتصادية كبيرة تنافس الاسواق العالمية .
واشار الى ان مجمع عمال مصر الصناعي يمثل نموذجا رائدا في مجال الصناعة المستدامة في مصر كما جمع بين الابتكار والاستدامة في رؤيتة وضم عدد من المشروعات الكبري في الفيوم والوادي الجديد والعديد من المحافظات
قال معاوية الصقلي ان ملتقى الأعمال المغربي المصري يعد انعكاسا لجهود مجموعة البنك التجاري “وفا”، ورؤيته حول تعزيز التعاون العربي والافريقي من خلال فروعه المنتشرة في دول المنطقة، حيث تتواجد المجموعة في 27 دولة منها 15 دولة في أفريقيا ولديها تقريبا 20 الف موظف في 6 آلاف فرع يخدم 10 ملايين عميل، ويعتبر فرع البنك في مصر من أنجح مشروعات المجموعة، التي انطلقت عام 2017 من خلال التواجد في أغلب محافظات الجمهورية لخدمة كل القطاعات، وقد استطاعت المجموعة تحقيق نمو بنحو ٤ اضعاف الأصول الثابتة منذ انطلاقها وحتى الآن، اي بمعدل 26% سنويا.
أما بالنسبة لمحفظة ائتمان الشركات فهى قد تضاعفت ايضا بنسبة 4.6٪ منذ عام 2017، أي بمعدل نمو سنوي 27.6%، وفيما يخص أدوات الدين وحقوق الملكية فقد تجاوزت معدل سنوي 18.6% نموا، كما يدعم البنك التجاري وفا جهود التعامل مع تحديات التجارة والتصدير للشركات المصرية في إفريقيا، ومنها اتفاقية تيسير التجارة مع كوت ديفوار، ثم توجه البنك إلى المغرب بمشاركة 130 شركة مصرية، وهيئة الاستثمار المصرية، لحضور مؤتمر إفريقيا والتنمية بعنوان “هنا نستثمر”، الذي نظمه البنك التجاري وفا، وكان هذا الملتقى هدفه هو التعريف بفرص التجارة والاستثمار في إفريقيا، والتقى اصحاب الشركات المصرية مع 2200 ممثل لشركات ورواد أعمال مماثلين، ما فتح أفاقا كبرى للتعاون والمشاركة.
وقال السفير أشرف إبراهيم مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر الأسبق لدى المملكة المغربية: “إن عملي بالمغرب كان بالنسبة لي بمثابة تجربة ثرية على مدار أربع سنوات مضت، وكان هناك تفاعلات في العلاقة بين البلدين، كما أن العلاقة بين مصر والمغرب يربطها قواسم مشتركة على المستوى الإنساني والتاريخي والدينية وكذلك العلاقات التجارية والسياسية”.
وأضاف «إبراهيم» أن الأئمة الصوفية الموجودة في مصر كانت تمتد أصولها من المغرب الشقيق ما يدل على الترابط بيننا كبير وعلى مدى العصور الماضية كانت مقر حركة تحرير المغرب هو موقع السفارة الحالي بالقاهرة، مؤكدا أن المملكة تشهد تطورا كبيرا في البنية التحية والمستوى الاقتصادي والاجتماعي كما أنه هناك تطورا شبه يوميا ما يدل على الجهد الكبير الذي يقوم به الملك محمد السادس على مدار٢٥ عاما تولى خلالها العرش.
وتابع بأن مصر والمغرب بوابتان رئيسيتان للقارة الإفريقية ما يحقق التعاون النجاح على جميع الأصعدة خاصة التجاري والاستثماري، مشيرا إلى أن هناك زيادة بين البلدين في المجال التجاري خلال السنوات القليلة الماضية.