عاطف عجلان رئيس مجلس إدارة “ناشيونال إيجيبت” في حوار خاص: موسم الحج والعمرة الحالي هو الأفضل منذ سنوات ونعد الحجاج برحلة آمنة.. جهود الوزارة واللجنة العليا واجهت “تجار الموت” وعقد الطوافة مع الغرفة يوفر خدمات مميزة
السياحة العربية شهدت طفرة في العام الحالي.. والساحل الشمالي الوجهة المفضلة للعائلات
خطوات مدروسة وثابتة، ورحلة صعود مذهلة لشركة “ناشيونال إيجيبت” للسياحة، التي يقودها “عاطف بكر عجلان” رئيس مجلس الإدارة، حتى أصبحت واحدة من أبرز شركات تقديم الخدمات السياحية المتكاملة في مصر ودبي، سواء على مستوى السياحة الترفيهية والعائلية أو الدينية.
وحول مستجدات حركة السياحة العربية، وموسم الحج والعمرة، كان لنا هذا الحوار الشيق مع عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة عاطف بكر عجلان.
بداية بموسم الحج السياحي.. كيف ترى الموسم الحالي تنظيميا وسط ما يشاع عن تراجع الإقبال؟
لتقييم الموسم الحالي بشكل منصف علينا النظر أولا للموسم الماضي 1445 هـ، الذي كان الأصعب في تاريخ الحج بسبب ما أراهم “تجار الموت” الذي استغلوا أحلام البسطاء، وتلاعبوا باللوائح والقوانين، واستقطبوا الراغبين في أداء الفريضة بأقل أسعار، فكانت النتيجة وفيات بالجملة ومعاناة للحجاج النظاميين، وأيضا تخوف الكثيرين من التجربة بشكل عام، وكان عدد التأشيرات المتاحة وقتها 23 ألف تأشيرة تقدم لها 58 ألف مواطن.. ثم نعود للموسم الحالي، ووسط كل هذه الصعاب تم وضع نظام صارم وحملات توعية مكثفة، ورغم ارتفاع الأسعار نسبيا عن الموسم الماضي لكن تقدم ما يزيد عن 58 ألف مواطن لنحو 30 ألف تأشيرة، إذن ليس من المعقول أن نراه عدم إقبال بل انتصار لقطاع السياحة الدينية، وموسم أراه سيكون جيدا للغاية.
السعودية تعيش عصر التطور الهائل في البنية التحتية والتكنولوجيا.. وعلينا مواكبة التغيرات وكسب ثقة المواطن في شركات السياحة
كيف تقيم الإجراءات السعودية المتخذة لتنظيم الحج في ظل الضغوط الشديدة من الراغبين في أداء المناسك؟
من واقع خبرتي فإن المملكة تقوم بعمل ضخم ربما تعجز عنه الكثير من الدول المتقدمة.. فلك أن تتخيل أن الحج يستقطب ما يربو إلى 3 ملايين مسلم سنويا، يصلون في توقيتات محددة، ويتحركون معا، ويستخدمون نفس المرافق، ويؤدون المناسك في نفس الوقت، وهي معضلة تنظيمية يقف أمامها العقل، فكل متر مربع في الأراضي المقدسة طوال فترة الحج يكون معلوما لدى السلطات هناك من سيقف فيه ومتى ولماذا؛ ولكن الموسم الماضي فوجئت المملكة بعدد ضخم جاء بطرق غير نظامية ليزيد العبء وقوة التحدي ويرهق النظام الأمني والصحي والخدمي؛ وإن كنا نتحدث عن نظام ميسر للغاية للتأشيرات فهي دولة ذات سيادة تبحث عن مصالح شعبها وليس من المعقول مطالبتها بعكس ذلك، بل علينا نحن أن نضع القوانين والآليات التي تحافظ على حقوق المسافر، وتنظم عملية أداء الحج والعمرة.
ومن هنا.. هل ترى أن بوابة الحج والعمرة قامت بالدور المنوط بها؟
أنشأت هذه البوابة في الأساس لحماية المواطن، وصون حياته وأمواله وضمان سهولة ويسر أدائه للمناسك، في ظل تحول عالمي متكامل نحو الرقمنة والاعتماد كليةً على التكنولوجيا الحديثة، فما كان من الدولة والقطاع السياحي سوى السعي مبكرا لمواكبة هذا التطور، غير أن البعض لا يزال يبحث عن الطرق السهلة الموفرة اليدوية حتى وإن كان الثمن ضياع أمواله وتعرضه للاحتيال، وربما وفاته.. فأنا أرى أن من يخرج عن القنوات الشرعية في رحلات الحج والعمرة قد اختار لنفسه الخروج من النظام، وبالتالي لا تقع أي مسؤولية على منظم رحلته، الذي يمكنه التلاعب كيفما يشاء دون رقابة أو محاسبة.
هل ترى أسعار الحج في مصر مبالغ فيها؟
الحج السياحي يتكلف في دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية نحو 30 ألف دولار، اي ما يقارب مليون ونصف المليون جنيه مصري، ويتلقى فيه الحاج نفس الخدمات التي يتلقاها الحاج السياحي المصري الذي يتكلف في أعلى برنامج حج سياحي 500 ألف جنيه فقط، لذا فليس من المنصف أن نقول إن الحج السياحي في مصر سعره مرتفع، خاصة وأن الحج لم يشهد زيادة سعرية بل حدث فرق في العملة.
ما صحة وجود احتكار لسوق السياحة الدينية من بعض الشركات الكبرى؟
دعاوى الاحتكار وسيطرة بعض الشركات على السوق في مجال السياحة الدينية هي دعاوى باطلة، فالمواطن في مصر سبق الشركات في الاطلاع والمعرفة والبحث واختيار الخدمات، ويمكن لعملاء الشركات الآن الاطلاع على أسعار الخدمات في الأراضي المقدسة بكل سهولة، بل إن بعض الشركات قد تجد صعوبة في مجاراة التطور التكنولوجي الهائل الذي بات يسيطر على مجال السياحة الدينية، علاوة على أن الحد الأدنى لسقف الجوازات للاشتراك في القرعة قد وضع خصيصا ليسمح للجميع بالعمل وحتى الشركات ذات الإمكانات المحدودة يمكنها العمل في شكل تضامنات.
كيف تقيم الحملة الدعائية لغرفة شركات السياحة؟
ممتازة ولكني كنت اتمنى ان تكون حملات التوعية الموجهة للمواطنين حول أهمية ومزايا الحج النظامي مستمرة طوال العام وليس فقط قبل انطلاق موسم الحج، وهنا أود توجيه نصيحة نداء للمواطنين الراغبين في القيام برحلات السياحة الدينية، بضرورة البحث والتدقيق واختيار الشركات صاحبة السمعة الطيبة والمعتمدة والتي تضمن لهم رحلة شرعية نظامية عبر القنوات الرسمية بما يحقق لهم رحلة آمنة ومضمونة، وعودة سالمة بإذن الله.
كيف ترى التعاقد مع شركتين لخدمات الطوافة هذا العام؟
يجب أن نشيد بقيام الغرفة بالتعاقد مع شركتي “الراجحي والمشارق الماسية” لتقديم خدمات الطوافة هذا الموسم للحجاج المصريين، وهي بادرة طيبة لم تحدث من قبل، كما أن الشركتين اللتين تعاقدت معهما غرفة شركات السياحة المصرية هما من أصحاب السمعة الطيبة والخبرة الطويلة، وللعلم فإن تقييم شركات خدمات الحجاج يخضع للتقييم السعودي، والذي يمنح كل شركة مساحة وموقع يتناسب مع قدراتها وحجم أعمالها، لذا فإن هذا التعاقد سوف يمنح حجاج السياحة هذا العام مساحة أفضل وخدمات أكثر تميزا عن السنوات الماضية.
حدثنا عن حركة السياحة العربية في العام الحالي 2024
الساحل الشمالي كان الوجهة السياحية الأشهر في الشرق الأوسط هذا العام، وكان للنهضة التي شهدتها هذه المنطقة تأثير بالغ في التوافد القوي للسياحة العربية، فمشروعات العلمين الجديدة وقرى وفنادق الساحل، وتطوير الطرق، وحتى الإعلان عن مشروعات رأس الحكمة، وافتتاح عددا من المطاعم الفاخرة كان له تأثير قوي على الدعاية، وأصبح الساحل الشمالي المصري تريند عربي وينبهر به الزائرين، ولكننا نحتاج للدعاية المكثفة والتركيز على المنطقة العربية لزيادة الحركة، كما لا يصح الحديث عن الأسعار، ففي الدول المتقدمة كلها يوجد مناطق ذات طابع سياحي فاخر تقدم للوافدين من الخارج خدمة فائقة، وليس مطلوبا من الدولة أن توفر هذا النوع من السياحة لكافة المواطنين، بل هي خدمة خاصة تدر عائد كبير بالعملة الصعبة لخزينة الدولة، وتوفر وظائف عمل للمصريين.
كيف يشارك القطاع الخاص في النهضة السياحية والتنموية؟
القطاع الخاص كان كلمة السر في شهرة المدن السياحية المصرية، فبعد وصول قطار التنمية الحكومي للبنية التحتية في المدن السياحية الجديدة، وتقديم حوافز للاستثمار، باتت المسؤولية على القطاع الخاص، الذي تولى الإنشاءات والمشروعات السياحية، وحتى الترويج الخارجي في كافة المحافل والمعارض، وبالعلاقات الشخصية مع كبار منظمي الرحلات، وللعلم فإن نجاح المستثمر المحلي هو أبرز دعاية جاذبة للاستثمارات الأجنبية وليس أي شيئأخر.
كيف يمكننا توفير بيئة جاذبة لحركة السياحة العربية؟
يجب أن نكون دولة سياحية، تتيح للزائر التحرك بحرية في كل مكان، وتوفر له متطلباته بأسعار موحدة تناسب طبيعة كل مقصد سياحي، ووسائل تنقل آمنة ومريحة، فنحن الآن نعيش عصر يسافر فيه السائح أحيانا لتجربة الطعام، وللزفاف، ولتجربة البيئة المحلية، ولغيرها من الأنماط المستجدة، ويجب أن نستعد جيدا لذلك حتى تكتمل التجربة السياحية، وعلينا العلم أن صناعة السياحة في الوطن العربي قامت على المصريين، فنحن لدينا مهارة خاصة في هذا المجال، كما أن الدولة حلت مشكلات عديدة أهمها الطرق التي سهلت رحلات الأوفر داي بين المدن السياحية وربطتها بالقاهرة والأقصر، واتمنى استمرار تحديث قطار النوم، وأن يصل القطار الكهربائي لكل مكان.
وماذا عن شركة نشاط شركة ناشيونال إيجيبت للسياحة في الحركة العربية؟
مصر قطعة ألماظ يجب أن نقدرها جيدا، ونبحث عن الكيف وليس الكم، وسر نجاح ناشيونال إيجيبت للسياحة يكمن في اهتمامها بالخدمة الفائقة والرحلة الممتعة المتكاملة، وليس فقط مجرد الزيارة، فنحن نهتم بالتفاصيل والدقة في المواعيد ونوعية الخدمة، وتوفير الراحة والرفاهية للزائر، ولدينا حاليا مكتبي القاهرة ودبي، وقريبا في الرياض وأبو ظبي، وأؤكد أن جذب عملاء السياحة المميزة يفيد الدولة والشركة أكثر من غيرهم، كما أننا نلاحظ الآن انتقال المطاعم العالمية الكبرى للعمل في مصر وهو مؤشر لمكانة هذا البلد السياحية الكبيرة.
وفي الحج والعمرة؟
نحن نقدم الخدمة الفائقة لكافة العملاء في كل المجالات التي نعمل بها، ونحرص على بذل جهد كبير لتجهيز كل الخدمات خلال الرحلة الروحانية بداية من مطار القاهرة وحتى العودة، بما في ذلك إقامة في فنادق فاخرة، بأفضل معاملة وخدمة، ومخيمات مجهزة على أعلى مستوى في مناطق الصفوة بالمشاعر المقدسة، وتنقل بسيارات ليموزين وأتوبيسات موديل العام، ثم نقدم رحلة عمرة شاملة مزارات تاريخية وترفيهية بالمملكة، ونسعد كثيرا بتلقي الإشادة من العميل بعد جهد كبير طوال الموسم، ونتعاون مع وزارة السياحة وللجنة العليا للحج والعمرة وغرفة شركات السياحة، في تناغم يمنح العميل خدمة مميزة عن الباقين، كما أنني عملت لسنوات في السياحة الخارجية وأعلم جيدا متطلبات المسافر خلال رحلته.
عمرة شعبان الاقتصادية ستبدأ من 30 ألف جنيه ونتوقع إقبالا كبيرا مع حلول شهر رمضان
هل موسم العمرة يعتبر ناجحا ويشهد إقبالا؟
هناك إقبال كبير، وهذا الموسم هو الأفضل لشركات السياحة، وسوف يزيد الإقبال خلال شهري شعبان ورمضان، وقد تبدأ أسعار العمرة الاقتصادية من 31 ألف جنيه، ولكن يجب اتباع النظام وحجز التصريح والتأشيرة عن طريق شركة السياحة لضمان رحلة آمنة، وحفظ أموال المعتمر، واستمتاعه برحلة روحانية متكاملة.
هل ترى داع لتعديل قانون الشركات السياحية؟
لدينا قوانين كافية ولكن علينا تنفيذها أولا، فمثلا عندما تم وضع قانون بوابة العمرة، ظهر السماسرة والمخالفين وحدثت مشكلات كبيرة، ولم ينظم السفر بشكل كامل، وأرى أنه كلما كثرت القوانين صعب تنفيذها، كما أن الهدف الأساسي من أي قانون تجاري هو دعم الاستثمار والمستثمرين وتنظيم العمل، ولا أرى حاجة لتعديل قانون الشركات الآن.