السفير التركي : مصر استضافت بنجاح القمة الحادية عشرة لمجموعة الثماني‎.

‎.

.‏

 

قال  ثالح موطلو شنن سفير تركيا لدى مصر انه منذ 60 عاماً و سوريا تحكم بطريقة تخالف الواقع الاجتماعي ومشاعر الناس وتفضيلاتهم، ومن قبل نظام عائلة يفكر في ‏مصالح النظام وليس رفاهية الشعب. وألان توجد فرصة تاريخية لتشكيل حكومة شاملة تناسب رغبات وتفضيلات ومشاعر ‏وبنية غالبية الشعب في سوريا. ومع تغير هذه النظام في سوريا، سنحت الفرصة للمنطقة لتحقيق الاستقرار الدائم بتأسيس ‏حكومة بهذا الشكل. ‏‎
ويمكن للأتراك والعرب الآن إعطاء الأولوية للاستقرار والتنمية في المنطقة من خلال حماية شؤونهم وعلاقاتهم واحترام ‏سيادتهم ووحدتهم. ‏‎
ومن أجل تقييم هذه الفرصة بشكل جيد، يمكن للدول العربية، بما في ذلك تركيا ومصر، أن تدعم عملية التحول والتغيير هذه. ‏ويمكن إكمال هذه العملية وتأمينها من خلال توفير الدعم، وليس من خلال عزل إدارة المرحلة الانتقالية. جاء ذلك خلال التقييم ‏الذي أجراه سفير الجمهورية التركية بالقاهرة صالح موطلو شن، حول عام 2024 في سياق العلاقات التركية المصرية ‏والتطورات الإقليمية والعالمية. ‏
حيث صرح السفير صالح موطلو شن، أنه تم إحراز تقدم تاريخي في العلاقات التركية المصرية خلال آخر 2024 عامًا، ‏موضحا أن الرئيس رجب طيب أردوغان قام بزيارة تاريخية إلى القاهرة في 14 فبراير، كما قام الرئيس السيسي بزيارة ‏تاريخية إلى أنقرة في 4 سبتمبر، وأخيرا، في 19 ديسمبر، قام الرئيس رجب طيب أردوغان بزيارة تاريخية إلى القاهرة، و زار ‏العاصمة الإدارية الجديدة في وقت حرج بمناسبة انعقاد قمة مجموعة الثماني.‏

صرح السفير صالح موطلو شن أنه خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان يوم 14 فبراير، تم إنشاء مجلس التعاون ‏الاستراتيجي بين تركيا ومصر، وعقد الرئيس السيسي الاجتماع الأول لهذا المجلس في 4 سبتمبر بمشاركة العديد من الوزراء . ‏
وذكر السفير صالح موطلو شن أنه تم التوقيع على 17 اتفاقية في اجتماع المجلس في أنقرة، وقال إن معظم هذه الاتفاقيات كانت ‏حول العلاقات التجارية والاقتصادية والأنشطة التنموية المشتركة. و صرح السفير صالح موطلو شن أن الرئيس رجب طيب ‏أردوغان زار دولة واحدة فقط مرتين في عام 2024، وهي مصر. وقال إن هذا الموقف وحده يكشف الأهمية الكبيرة التي توليها ‏تركيا لمصر. ‏‎
صرح السفير صالح موطلو شن عندما يقوم قادة الدول باختيار المشاركة في قمة في إطار منظمة دولية فأن هذا له معنى في حد ‏ذاته. كما أن مشاركة الرئيس أردوغان في قمة مجموعة الثماني ترجع أيضًا بشكل مباشر إلى حواره الوثيق مع الرئيس السيسي، ‏و مرتبط بالأهمية التي يوليها له واهتمامه بمصر. ‏
ولذلك، قال لا يمكن اعتبارها المشاركة في قمة مجموعة الثماني كمجرد مشاركة في اجتماع دولي، بل هي خطوة مهمة ترتبط ‏بتطوير العلاقات الثنائية.‏
وذكر أن كون هذه الزيارة جاءت بعد الأزمة السورية أتاحت الفرصة لتبادل وجهات النظر بشكل متعمق بين البلدين حول ‏القضايا الإقليمية. وعقدت خلال القمة لقاءات بين الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس السيسي، وبين وزير الخارجية هاكان ‏فيدان ووزير الخارجية د. وقال إنه جرت لقاءات ثنائية خاصة بين بدر عبد العاطي، واستمرت اللقاءات كلا على حدا لما يقرب ‏من ساعة، مما يدل على مدى الأهمية التي تحظى بها التشاور والتنسيق المتعمق بشأن القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية بين ‏البلدين.‏
وأشار إلى أن تركيا تهتم بوجهات نظر مصر ومواقفها بشأن القضايا الإقليمية، وأنها تتشاور مع مصر في كل قضية إقليمية، ‏وتولي أهمية لأخذ موقف مصر في الاعتبار.‏
وأشار السفير صالح موطلو شن إلى أن مصر والقاهرة من أهم المراكز الدبلوماسية في العالم، لافتا انه إنه قد يكون من الصعب ‏أحيانًا على الدبلوماسيين متابعة الاجتماعات والزيارات والمفاوضات والتطورات السياسية والدبلوماسية في القاهرة بسبب هذه ‏السرعة والكثافة. ‏
وفي هذا السياق، قال إنه خلال قمة مجموعة الثماني، أتيحت الفرصة للعديد من الدول لتبادل وجهات النظر بشأن سوريا في ‏مصر، مستفيدة من هذه الفرص المتنوعة. ‏‎
قال السفير صالح موطلو شن إن دلالة ورسالة زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى مصر يجب أن تقرأ بعناية فائقة. وبهذا ‏المعنى، تدعم تركيا بشكل كامل أمن واستقرار وتنمية مصر تحت قيادة الرئيس السيسي، فتركيا ومصر تحت قيادة الرئيس ‏السيسي والرئيس رجب طيب أردوغان، ، تتلاحمان وسوف يسيرا إلى المستقبل سويا.‏
وذكر السفير صالح موطلو شن أن الحرب في غزة مستمرة للأسف في عام 2024، وذكر أن تركيا، بالتعاون مع السلطات ‏المصرية، واصلت إرسال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع حتى شهر مايو، أي حتى الهجوم الإسرائيلي على معبر رفح ‏الحدودي. لكن إسرائيل أغلقت المعبر ، وقال إن هذه المساعدات توقفت إلى حد كبير نتيجة احتلال وتدمير المعبر على يد القوات ‏المسلحة الإسرائيلية.‏
وقال السفير صالح موطلو شن إنه لا يوجد بديل لمسار مصر فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والتعافي وإعادة الإعمار، لذا على ‏إسرائيل تسليم المعبر للفلسطينيين و الانسحاب من معبر رفح الحدودي، والانسحاب من ممر فيلادلفيا، وبدء المساعدات ‏الإنسانية والمعابر البشرية تحت السيطرة الفلسطينية على حدود معبر رفح في أقرب وقت ممكن.‏
وأكد أن تركيا تدعم موقف مصر بشكل كامل بشأن كل من معبر رفح الحدودي وممر فيلادلفيا. من ناحية أخرى، أشار السفير ‏صالح موطلو شن إلى أن مصر في الطليعة و تبذل بكل صدق جهود وقف إطلاق النار بالتعاون مع قطر في عام 2024، وقال إن ‏الإدارة الإسرائيلية، وخاصة رئيس الوزراء نتنياهو، تضع شروط جديدة عندما تتقدم المفاواضات وذلك سعيا منها لمواصلة ‏الحرب. وبسبب هذا لم تحرز أي نتيجة في المفاوضات. ومع هذا فمصر وقطر تواصلان جهودهما بكل عزم.‏
وقال إن تركيا قدمت المقترحات والتوصيات اللازمة لجميع الأطراف فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وتأمل أن يتم التوصل إلى ‏وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.‏
وقال إنه يتعين على إسرائيل الانسحاب بشكل كامل من غزة، وليس فقط من معبر رفح الحدودي وممر فيلادلفيا، ولكن يجب ‏أيضًا على المجتمع الدولي جمع المساعدات الإنسانية على الفور والبدء في أنشطة التعافي و إعادة والبناء. ‏‎
وذكر أنهم يدركون جيدا أن نية إسرائيل الحقيقية هي جعل غزة “غير صالحة للحياة” وإجبار الفلسطينيين على الهجرة الطوعية. ‏وأشار إلى أن هذا أمر معروف لدى السلطات المصرية. وذكر أنه لا ينبغي لتركيا ومصر والمجتمع الدولي السماح للفلسطينيين ‏بالهجرة الجماعية من خلال جعل غزة “غير صالحة للحياة ” وعدم السماح بإعادة إعمار غزة. ‏‎
وقال السفير صالح موطلو شن أن تركيا شاركت في مؤتمر المساعدات الإنسانية لغزة الذي نظمته مصر في شهر نوفمبر بوفد ‏كبير وأن هذه المبادرة المصرية جاءت في الوقت المناسب للغاية. ‏‎‏ و ذكر أنه من أجل نجاح الاستعدادات لهذه المساعدات ‏الإنسانية والإنعاش وأعمال البناء الجديدة، من الضروري الضغط على إسرائيل وجميع الأطراف لضمان وقف إطلاق النار غير ‏المشروط في أقرب وقت ممكن.‏
وقال السفير صالح موطلو شن، إن تركيا ترسل المساعدات الإنسانية بشكل أساسي إلى غزة وسوريا ثم الصومال والسودان. ‏وذكر أنه تم إرسال كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية للسودان في الفترة الماضية إلى بورتسودان. وذكر أن منظمات الإغاثة ‏الإنسانية التركية ومنظمات المساعدة الفنية بدأت بالفعل أنشطتها في سوريا. وأكد أن تركيا استضافت ما يقرب من 4 ملايين ‏سوري لمدة 10 سنوات وأن مساعداتها لسوريا والسوريين جعلت تركيا واحدة من الدول الرائدة في العالم في مجال المساعدات ‏الإنسانية. وعندما يعود اللاجئون السوريون بشكل طوعي ومشرف إلى بلادهم، لن تتركهم تركيا وحدهم. وأشار إلى أن مليون ‏سوري يعيشون في مصر. ‏
‎وفي هذا السياق، أفاد السفير صالح موطلو شن أنه ينبغي على تركيا وجميع الدول العربية، بما فيها مصر والأردن والعراق ‏والسعودية والإمارات وقطر، مساعدة الإدارة الانتقالية المقامة في سوريا، وتحسسن الظروف المعيشية لإخواننا السوريين الذين ‏سيعودون الى بلادهم من تركيا، الأردن ولبنان ومصر والعراق. ‏
وتابع السفير صالح موطلو شن انه على كافة دول المنطقة ان يتخذ نهجا بناء في الفترة الانتقالية ونحو تشكيل حكومة شاملة ‏تضم جميع شرائح البلاد، بما في ذلك العرب والعلويين والأكراد والتركمان واليزيديين والدروز والمسيحيين، دون النظر الى ‏اللغة والدين والعرق والانتماء العرقي والهوية و ضرورة التعامل مع إدارة المرحلة الانتقالية. ‏‎
ونوه السفير صالح موطلو شن إلى أن الشعب السوري عانى بما فيه الكفاية، لدرجة أنه أصبح فقيرا وتشرد من دياره واضطر ‏للهجرة إلى الخارج، وأنه من الآن فصاعدا لن تتحمل سوريا أى صراع وعدم استقرار جديد، وبالتالي الجميع وينبغي أن ينتهزوا ‏فرصة هذا العصر الجديد.‏
صرح السفير صالح موطلو شن أيضًا أنه لا ينبغي لأي منظمة إرهابية، بما في ذلك داعش ومنظمة ‏‎ ‎‏ ‏‎ YPG , PKK، ان تجد ‏لنفسها ملجأ في الأراضي السورية، ولا ينبغي لها أن تخلق الإرهاب ضد أي بلد في المنطقة وجيران سوريا، ولا ينبغي بأي ‏حال من الأحوال أن تسبب عدم الاستقرار في أي دولة اخرى. ‏‎
وفي هذا السياق، أكد أيضاً أن وحدة سوريا وسلامة أراضيها وطابعها كدولة عربية تشكل خطوطاً حمراء بالنسبة لتركيا.‏
وأشار إلى أن ثلاثة ثلثي الأراضي السورية تحتلها عناصر منظمة ‏PKK ‎‏ و ‏YPG ‎‏ الانفصالية التي بيد الإرهابيين الأجانب.‏
صرح ان نظام ‏PKK ‎و ‏YPG ‎، الذي يريد الانفصال بشمال شرق سوريا، تسرق موارد الغاز الطبيعي والنفط، وهي الموارد ‏الطبيعية الوحيدة لسوريا. وقال إن هؤلاء الإرهابيين الأجانب يجب أن يغادروا سوريا على الفور، ويجب على عناصر ‏YPG ‎‏ ‏الأخرى إلقاء أسلحتهم على الفور والاستسلام للحكومة.‏
و أدلى السفير صالح موطلو شن بتصريحات بخصوص عام 2025، وذكر أن عام 2025 سيُعتبر الذكرى المئوية لتأسيس ‏العلاقات الدبلوماسية بين تركيا الحديثة ومصر الحديثة. وذكر أنهم، كسفارة، يخططون للقيام بأنشطة دينية وأكاديمية للعديد من ‏الثقافات في الذكرى المئوية. وفي ختام حديثه، أكد السفير صالح موطلو شن، أن تركيا ومصر، البلدين الشقيقين، ستواصلان ‏العمل جنبًا إلى جنب ويدًا بيد على طريق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في الفترة المقبلة.‏

After Content Post
You might also like