مؤسسة محمد السادس للعلماء: نشرف على 48 دولة إفريقية

استقبلت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وفدا من الصحفيين المصريين الذي يزور المملكة المغربية، وذلك بهدف تعزيز الروابط والمبادئ الدينية المشتركة، وحضر اللقاء عدد من الشخصيات العلمية البارزة، من بينهم الدكتور سيدي محمد رفقي، والدكتور عبد الحميد العامي، والدكتور حميد الأحمر.
واستعرض الدكتور سيدي محمد رفقي تاريخ حكم المملكة المغربية منذ الدولة الإدريسية حتى عهد الملك محمد السادس، مشيرًا إلى أن مدينة فاس كانت أول مدينة مغربية يتم إنشاؤها، وتعتبر رمزًا للهوية الدينية والعلمية للمغرب. كما أكد أن المغرب يتميز بخصوصية دينية فريدة، حيث تأسس على المذهب المالكي، الذي يجمع بين العقيدة الأشعرية والفقه المالكي، إلى جانب التصوف السني، ما يعزز قيم التسامح والوسطية.
وأوضح أن المملكة سعت إلى توحيد الرؤى الدينية، مؤكداً على رفض التكفير، حيث لا يجوز الحكم على إيمان أي شخص، بل يجب التركيز على جوهر الدين المتمثل في الأخلاق والسلوك. كما شدد على أن المغرب أضاف بعدًا آخر لهويته الدينية، وهو التصوف، حيث لا قيمة للصلاة دون أن تصاحبها الأخلاق الفاضلة.
وأشار رفقي إلى أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تأسست عام 2015، بهدف توحيد العلماء الأفارقة حول مبادئ الإسلام المعتدل، وتعزيز التدين القائم على القيم الروحية والأخلاقية. كما أوضح أن البيعة الشرعية للأمير ليست مجرد شكل من أشكال الحكم، بل هي تعبير عن كيان ديني واجتماعي يعكس وحدة المجتمع المغربي، حيث يعتبر التدين العام جزءًا من هوية الدولة، إلى جانب التدين الخاص المرتبط بممارسة العبادات.
ورغم التنوع العرقي والثقافي لسكان المغرب، فإن الدين لم يكن أبدًا مدخلًا للجدال أو الصراعات، بل ساهم في تحقيق الاستقرار الأمني والديني والسياسي. وأكد أن الحفاظ على المذهب المالكي هو حفاظ على الهوية الدينية للمملكة، كما أن احترام هذا المذهب يعكس احترام أصول النظام الملكي.
وتابع بأن المؤسسة تشرف على 48 دولة إفريقية، حيث تسعى للحفاظ على أربعة مذاهب فقهية رئيسية، مما يعكس حرصها على الانفتاح والتنوع الديني داخل إفريقيا. كما أوضح أن العلماء الراغبين في الانضمام إلى المؤسسة يجب أن يقدموا طلبًا رسميًا، مما يضمن الالتزام بمبادئ المؤسسة ونهجها الوسطي.