رئيس مجلس النواب المغربي يؤكد من المكسيك على متانة العلاقات الثنائية وأهمية التعاون المشترك

ألقى راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المغربي، كلمة أمام أعضاء مجلس النواب في كونغرس الاتحاد المكسيكي، خلال زيارته إلى المكسيك يومي 24 و25 فبراير 2025، حيث أكد على متانة العلاقات بين البلدين وأهمية تعزيز التعاون في مختلف المجالات.

وفي مستهل كلمته، أعرب رئيس البرلمان المغربي عن سعادته بزيارة المكسيك، مشيدًا بجمال هذا البلد وحيويته، وما حققه من تطور وازدهار في مختلف المجالات. كما توجه بالشكر إلى نظيره المكسيكي، السيد Sergio Gutiérrez Luna، على إتاحة الفرصة له وللوفد المرافق، الذي يضم رؤساء الفرق والمجموعة النيابية من مختلف التوجهات السياسية في مجلس النواب المغربي، لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

العلاقات المغربية المكسيكية: قيم مشتركة وتحديات متقاربة

أكد السيد الطالبي العلمي أن العلاقات بين المغرب والمكسيك تقوم على أسس قوية من القيم المشتركة والتاريخ العريق، مشيرًا إلى أن قوة المكسيك ومكانتها الإقليمية والدولية ليست وليدة الصدفة، بل هي ثمرة عمق حضاري، وتنوع ثقافي، وقدرة على المزج بين الحداثة والتقاليد، وهو ما جعلها من بين الاقتصادات الصاعدة في العالم، مع معدلات بطالة منخفضة ونسبة عالية من الإدماج الاجتماعي.

وأوضح أن نجاح المكسيك جعلها ركيزة للاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى أن التجربة المكسيكية في التنمية والديمقراطية والتماسك الاجتماعي تعد نموذجًا يحتذى به.

كما شدد على أن المغرب والمكسيك، رغم انتمائهما إلى قارتين مختلفتين، يواجهان تحديات متشابهة، مثل تدبير قضايا الهجرة، حيث يشكل المغرب بوابة لإفريقيا نحو أوروبا، كما تمثل المكسيك نقطة عبور رئيسية نحو الولايات المتحدة. وأشار إلى أن البلدين يعتمدان سياسات إنسانية ومتضامنة في هذا المجال.

التعاون في مواجهة التحديات العالمية

تناول رئيس البرلمان المغربي التحديات المشتركة التي تواجه البلدين، مثل تداعيات التغير المناخي، ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مؤكدًا أن البلدين يخصصان موارد مالية ولوجستية كبيرة لضمان أمنهما وأمن المجتمع الدولي. كما أشار إلى القيم الثقافية المشتركة، وخاصة الإرث الإيبيري-المتوسطي، الذي تشكل اللغة الإسبانية إحدى ركائزه الأساسية.

وأكد أن الموقع الاستراتيجي لكل من المغرب والمكسيك يجعلهما حلقة وصل بين كبريات الاقتصادات العالمية، حيث يعد المغرب بوابة إلى إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، فيما تشكل المكسيك همزة وصل بين أمريكا الشمالية والجنوبية.

المغرب: دولة عريقة برؤية إصلاحية

تطرق السيد الطالبي العلمي إلى العمق الحضاري والتاريخي للمغرب، باعتباره أحد أقدم الدول في العالم، حيث تمتد الملكية المغربية لأكثر من 14 قرنًا، وتمتزج هويته بثقافات متعددة من الأمازيغ، والفينيقيين، والرومان، والعرب، والإيبريين وغيرهم.

وأكد أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، يشهد إصلاحات كبرى جعلته نموذجًا للديمقراطية المتأصلة والتنمية المستدامة، مشيرًا إلى التزام المملكة بالدفاع عن القضايا العادلة، ودعم الأمن والسلم العالمي، واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية.

وأوضح أن الدبلوماسية المغربية ترتكز على التوازن والاحترام المتبادل، وأن الدستور المغربي يعكس تنوع الهوية الوطنية، التي تجمع بين المكونات العربية-الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية-الحسانية، إلى جانب التأثيرات الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية.

كما أشار إلى دور المغرب في تعزيز الشراكة مع الدول الإفريقية، من خلال مبادرات استراتيجية مثل “مسلسل الدول الأطلسية الإفريقية” ومبادرة تمكين دول الساحل غير الساحلية من الوصول إلى المحيط الأطلسي، مؤكدًا أن هذه المبادرات يمكن أن تفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع المكسيك.

وفي ختام كلمته، شدد رئيس مجلس النواب المغربي على أهمية استثمار اتفاقيات التجارة الحرة التي تجمع المغرب والمكسيك مع القوى الاقتصادية الكبرى لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية ترتكز على أسس قوية وقيم مشتركة، مما يمهد الطريق لشراكة أكثر عمقًا في المستقبل.

After Content Post
You might also like