«رمضان 2021» مرضى السكر 3 أنواع.. فمن يسمح له بالصيام؟

“شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ” سورة البقرة 185.
يعتبر صيام شهر رمضان المعظم ركنا أساسيا من أركان الأسلام و فريضة على كل مسلم عاقل بالغ سليم الصحة و رخص لنا الله عز وجل الأفطار فى حالات محدده منها المرض، وفي حالات المرض المزمن مثل مرض السكر قد لا تظهر أى أعراض على الشخص المصاب و يعتبر نفسه سليم ويصوم دون أخذ أى مشورة طبية مما قد يعرض بعض المرضى لمخاطر الصيام مع مرض السكر مثل الهبوط الحاد فى مستوى الجلوكوز فى الدم أو أرتفاعة أو الجفاف والغيبوبه الكيتونية أو تكون جلطات فى الدم.
ويقول د. محمد حسين عباس، باحث فى مجال الغدد الصماء بالمركز القومي للبحوث، أن عدد المسلمين المصابين بالسكر حوالى 148 مليون شخص حول العالم و مع أزدياد ساعات النهار أثناء الصيف وخاصة فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية أستدعى الأمر وضع معايير طبية دولية من قبل الفيدرالية الدولية للسكر مع الرابطة الدولية لخبراء السكر والتي ضمت ۳۲ استشاري للسكر من ۲٥ دولة حول العالم وتم أستشارة الأزهر الشريف ودار الأفتاء المصرية، وتشيير التوصيات إلى تقسييم المرضى إلى ثلاثة مجموعات تختلف النصيحة لهم حسب الحالة المرضية ورمزت لهم بالألوان الأحمر والأصفر والأخضر حسب درجة خطورة الصيام علي المريض.
المجموعة الأولي (الضوء الأحمر): والتي يجب التنبيه عليها بعدم صيام رمضان والإصرار عليه لشدة الخطورة واستبداله بإطعام المساكين وهم من أصيب بنوبات انخفاض حادة في السكر في خلال الشهور الثلاثة السابقة لرمضان، أو من أصيب بغيبوبة ارتفاع السكر والمعروفة للعامة بارتفاع الأسيتون في الدم في خلال الشهور الثلاثة السابقة لرمضان، وكذلك المعانين من تكرار انخفاض السكر، والمرضي الذين لا يشعرون بأعراض انخفاض السكر، ارتفاع مستوى السكر التراكمى (الهيموجلوبين السكرى) أكثر من 9% فى خلال الشهور الثلاثة السابقة لرمضان، السيدات الحوامل المصابين بالسكر و يعالجون بالأنسولين، مرضي الفشل الكلوي المصاحب للسكر، المصابون بمضاعفات السكر علي شرايين القلب والدماغ والأطراف والذين لم تستقر حالتهم المرضية، كبار السن ممن يعانون من اعتلال الصحة بشكل عام.
ولقد أوضحت دار الافتاء أن رفض نصيحة الطبيب والإصرار على الصيام في هذه المجموعة يعتبر القاءاً بالنفس إلى التهلكة ويعتبر فاعلها آثم اذا لم يستمع للنصيحة وأصر علي الصيام.
ا لمجموعة الثانية (الضوء الأصفر): والتي يجب عليها عدم الصيام أيضا لشدة الخطورة والاستماع لنصيحة الطبيب بعدم الصيام وهم مرضي السكر من النوع الأول والمعالجون بالأنسولين، مرضي السكر من النوع الثاني المعالجون بالأنسولين، مرضي السكر من النوع الثاني والذين يعانون من ارتفاع مستوى السكر التراكمى (الهيموجلوبين السكرى) أكثر من 8% فى خلال الشهور الثلاثة السابقة لرمضان، الحوامل ممن يعالجون بالنظام الغذائي أو الحبوب المخفضة للسكر، مرضي السكر المصابين بمبادئ اختلال وظيفة الكلي والتي لم تصل لمرحلة الفشل الكلوي، المصابون بمضاعفات السكر على شرايين القلب والدماغ والأطراف والذين استقرت حالتهم المرضية، المصابون بمرض السكر مع أمراض اخري مزمنة أو حادة، مرضي السكر الذين يقومون بعمل يدوي شاق، مرضي السكر المعالجين بأدوية أخرى تؤثر على الوعي والانتباه والتركيز ووظائف المخ.
وإذا أصرت هذه المجموعة على الصيام فيجب اتخاذ الاحتياطات التالية بكل حزم، ويجب تثقيفهم بصورة واضحة عن مرض السكر وخطورة مضاعفاته أثناء الصيام، كما يجب عليهم المتابعة مع متخصص في مجال السكر بصورة دورية ومتكررة أثناء الصيام، ويجب فحص نسبة السكر بالدم عدة مرات يومياً خاصة قبل الإفطار وبعد الإفطار وأثناء فترة الصيام مع تعديل جرعات الأدوية المستخدمة لعلاج السكر خاصة الأنسولين وبعض الأدوية الشائعة والتي قد تخفض السكر بصورة حادة، والاستعداد الفوري لكسر الصيام عند حدوث أي من المضاعفات الحادة كانخفاض السكر عن نسبة ۷۰ مجم/مل أو ارتفاعه عن نسبة ۳۰۰ مجم/مل، والاستعداد لوقف الصيام تماما إذا تكرر انخفاض أو ارتفاع السكر عن النسب المذكورة أو حدث تدهور في أي من الأمراض الناتجة عن مرض السكر أو المصاحبة له.
للأسف يصر الكثيرون على مواصلة الصيام رغم هذه المشاكل الصحية اعتقاداً منهم بمرضاة لله بازدياد المشقة أو فخراً بالقدرة على الصيام وقد أوضح علماء دار الأفتاء بخطأ هؤلاء في ما يعتقدون فأن لله سبحانه وتعالي يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي فرائضه كما قال رسولنا الكريم صلي لله عليه وسلم، وأنهم قد يرتكبون معصية بأضرار النفس والبدن الذي أمرنا لله بالحفاظ عليهما.
المجموعة الثالثة (الضوء الأخضر): يمكنها الصوم بعد مراجعة الطبيب والاستماع إلى النصيحة الطبية إذا طلب منها عدم الصيام وحسب قدرة المريض على تحمل الصيام وهم مرضي السكر من النوع الثاني ممن انتظم مرضهم تماما علي العلاج بالغذاء والرياضة أو دواء الميتفورمين فقط أو بعض الأدوية الآخري التي لا تسبب انخفاض حاد للسكر في الدم، مرضي السكر المعالجون بالحبوب السابقة مع الأنسولين ممتد المفعول ممن استقر علاج السكر لديهم تماما، وفي جميع الأحوال يجب إتباع نفس الاحتياطات السابقة لمنع الضرر خاصة استشارة متخصص في السكر قبل وأثناء الصيام.
ومن أروع ما سمعنا من علماء دار الإفتاء مما يعبر عن سماحة الدين الإسلامي، اذا احس المريض بأن ليس لديه الطاقة على صيام رمضان لطول اليوم والمشقة ولكن أحس بطاقته على الصيام متتاليا أو متفرقا في أي وقت أخر من السنة كأشهر الشتاء مثلا فيمكنه فعل ذلك تطبيقا لقول لله عز وجل “ومن كان منكم مريضا او علي سفر فَعِدَّة من أيام اخر” فلم يقل لله سبحانه وتعالي وجوب القضاء بعد رمضان مباشرة ولم يحدد شدة المرض، وإذا كان المريض يتابع مرضه مع طبيب غير مسلم فسماع نصيحته كسماع نصيحة الطبيب المسلم، نصيحة الطبيب هي رخصة من لله للمريض وللطبيب الأجر في جميع الحالات بإعطاء النصح للحفاظ علي الأنفس والأبدان من التهلكة.