8 عادات مميزة للاحتفال بعيد الفطر في إندونيسيا.. تعرف إليها

مع حلول عيد الفطر، أو كما يُعرف في إندونيسيا بـ”ليباران” تعمّ البلاد أجواء احتفالية مبهجة تعكس جمال التقاليد الإسلامية وروح التآلف المجتمعي، حيث يكتسي العيد طابعًا من الفرح والتجديد، فتنشغل الأسر بتنظيف وترتيب منازلها، وتتزين الشوارع والمساجد بالأضواء والمصابيح الملونة، كما يحرص الجميع على شراء الملابس التقليدية الجديدة، وإعداد أشهى المأكولات والحلويات، استعدادًا للاحتفال بهذه المناسبة المباركة.

ويُمثل العيد في إندونيسيا فرصة للتجديد الروحي وتعزيز الروابط الاجتماعية، حيث يتبادل الناس التهاني ويتسامحون فيما بينهم، ومن العادات المميزة التي ينفرد بها الإندونيسيون استخدام عبارة “Selamat Idul Fitri, Mohon Maaf Lahir dan Batin” عند المعايدة، والتي تعني: “عيد فطر سعيد، أرجوك سامحني على أي خطأ ارتكبته”، لتعكس بذلك قيم التسامح والمودة التي تسود المجتمع خلال العيد.

وقد رصدت W7Worldwide للاستشارات الإستراتيجية والإعلامية 8 من أبرز مظاهر احتفالات عيد الفطر في إندونيسيا، والتي تشمل العديد من العادات والتقاليد الفريدة التي تميز هذا البلد ذو الأغلبية المسلمة، وهي كالآتي:

1- رحلة العودة إلى الديار – موديك

لا شيء يضاهي شوق الإندونيسيين للقاء عائلاتهم خلال العيد، إذ يشهد “موديك” (Mudik)، وهو تقليد العودة إلى مسقط الرأس، حركة تنقل ضخمة لملايين الأشخاص من المدن الكبرى مثل جاكرتا وسورابايا إلى قراهم وبلداتهم، فتمتلئ الطرق والمطارات بالمسافرين الذين يتوقون لقضاء العيد مع أحبائهم، في مشهد يجسد قوة الروابط العائلية وأهمية هذه المناسبة في لم شمل الأسر.

2- الاستعدادات لاستقبال العيد

مثل العديد من الدول الإسلامية، تستعد العائلات الإندونيسية لاستقبال العيد بتحضيرات خاصة، حيث تنظف منازلها وتزيينها بالمصابيح والفوانيس التقليدية، إلى جانب تجهيز غرف الضيوف لاستقبال الأهل والأصدقاء الذين يأتون لتبادل التهاني، وتعكس هذه العادات روح الضيافة والفرح التي تملأ البيوت الإندونيسية خلال هذه المناسبة المباركة.

3. صلاة العيد في المساجد

في صباح يوم العيد، يتوجه المسلمون في إندونيسيا إلى المساجد والساحات العامة لأداء صلاة العيد، حيث تمتلئ المساجد الكبرى، بما في ذلك مسجد الاستقلال في جاكرتا، أكبر مسجد في جنوب شرق آسيا، بأعداد هائلة من المصلين الذين يتبادلون التهاني بعد الصلاة، ليبدأ يوم مليئاً بالبهجة واللقاءات العائلية.

4. الزيارات العائلية والتواصل الاجتماعي

لا يكتمل العيد في إندونيسيا دون زيارة الأقارب والجيران والأصدقاء، حيث يتبادلون الهدايا الرمزية والحلويات وسط أجواء تسودها الألفة والتراحم، ويعتبر هذا التقليد من أبرز مظاهر العيد، إذ يحرص الجميع على تقوية العلاقات وتوثيق أواصر المحبة بين أفراد المجتمع.

5. أطباق العيد التقليدية

تحمل مائدة العيد في إندونيسيا أطباق تقليدية شهية تضفي على الاحتفالات طابعًا مميزًا، من بينها: طبق “كيتوبات”، وهو كعك الأرز الملفوفة بأوراق النخيل، والذي يُقدَّم مع أطباق اللحم والدجاج المتبلة، كما يعد “ريندانغ”، طبق اللحوم الغني بالتوابل، أحد الأطباق المفضلة في هذه المناسبة، إلى جانب “أوبور أيام”، وهو دجاج مطهو بحليب جوز الهند، وللتحلية، تقدم العائلات “لابيس ليجيت”، الكعكة ذات الطبقات المتعددة التي ترافقها أكواب الشاي والقهوة أثناء الزيارات العائلية.

6. تقديم العيديات (تيهاير)

كما هو الحال في كثير من الدول العربية والإسلامية، ينتظر الأطفال في إندونيسيا قدوم العيد ليحصلوا على العيديات أو “تيهاير” وهو مبلغ مالي يُقدم لهم من الأهل والأقارب، وينتظر الأطفال هذه العيدية بحماس، حيث تضفي عليهم البهجة وتعزز من فرحة العيد.

7. مهرجانات ليباران الاحتفالية

يشهد العيد في إندونيسيا العديد من الفعاليات والمهرجانات الشعبية في مختلف المناطق، ومن أبرزها مهرجان الإضاءة في جورونتالو، حيث تُضاء الفوانيس والمصابيح بعد غروب الشمس، مما يخلق مشهدًا ساحرًا في الشوارع والميادين، كما يُقام مهرجان رونجاك ساياك في بينغولو، الذي تُشعل فيه المشاعل تكريمًا للأحباء الذين فارقوا الحياة.

8. التسوق – الاستعدادات الأخيرة

ولا يكتمل العيد دون جولة تسوق في الأسواق التقليدية والمراكز التجارية، مثل سوق “تاناه أبانغ” في جاكرتا، حيث يتهافت الناس لشراء الملابس الجديدة والهدايا والحلويات، وتستمر العروض والتخفيضات حتى بعد العيد، مما يجعل التسوق جزءًا لا يتجزأ من بهجة الاحتفالات.

وجهة مثالية للاحتفال

إن قضاء عيد الفطر في إندونيسيا يمنح الزوار تجربة مميزة لا تُنسى، حيث يمكنهم الاستمتاع بالأجواء الروحانية والاحتفالية، واستكشاف الثقافة الإندونيسية الغنية، والتفاعل مع السكان المحليين الذين يتميزون بكرم الضيافة وحسن الاستقبال.

وإذا كنت تخطط لزيارة إندونيسيا خلال عيد الفطر، فاستعد لتجربة فريدة تجمع بين سحر التقاليد الإسلامية وجمال الثقافة الإندونيسية.