سفير اليونان بالقاهرة: علاقاتنا مع مصر نموذج يُحتذى به في جوار مضطرب

أكد نيكولاوس باباجيورجيو، سفير اليونان لدى القاهرة، أن العلاقات اليونانية المصرية تُعد اليوم نموذجًا يُحتذى به في العلاقات الدولية، لا سيما في ظل الاضطرابات التي يشهدها محيطهما الإقليمي. وأشار إلى أن قرار القيادة السياسية في البلدين بإنشاء مجلس تعاون رفيع المستوى يُعد محطة مهمة على طريق تعزيز التعاون الثنائي، موضحًا أنه من المرتقب عقد أولى جلساته قريبًا في العاصمة اليونانية أثينا.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في الحفل الذي نظمته السفارة اليونانية بمناسبة اليوم الوطني، والذي أقيم بمقر المدارس اليونانية بالقاهرة، بحضور عدد من كبار الشخصيات السياسية والفنية والدبلوماسية.
وأشاد السفير بالدور التاريخي والمستمر للجالية اليونانية في مصر، مؤكدًا أنها تمثل جسرًا إنسانيًا وثقافيًا يعكس عمق الروابط بين الشعبين، مشيرًا إلى أن أفراد الجالية لا يزالون يحملون مشاعر الحب والانتماء لكل من مصر واليونان.
وأوضح باباجيورجيو أن العلاقات المصرية اليونانية، بما تتضمنه من تعاون استراتيجي وقراءة مشتركة للتحديات الإقليمية، تزداد أهمية في ظل الاضطرابات الحالية، مثل الحرب في غزة، والتوترات العالمية المتصاعدة، مشيدًا بما وصفه بـ “الحكمة المصرية” في التعامل مع هذه الأزمات.
وأشار السفير إلى أن التفاعل التاريخي بين الشعبين الممتد لآلاف السنين يمثل رصيدًا لا يُقدر بثمن، ويعزز الشعور بالتقارب العميق بين البلدين. كما نوّه بالدور المحوري للبطريركية الأرثوذكسية بالإسكندرية، وبالجهود التي يبذلها البطريرك ثيودوروس الثاني لدعم القارة الأفريقية ومجتمعاتها دون تمييز.
واستعرض السفير خلال كلمته رمزية يوم 25 مارس، الذي يوافق انطلاق الثورة اليونانية عام 1821، مؤكدًا أن تأسيس الدولة اليونانية الحديثة جاء نتيجة كفاح طويل وتضحيات كبيرة، وبمساندة من محبي اليونان حول العالم الذين أسهموا في تحقيق هذا الحلم.
واختتم السفير كلمته بالتأكيد على أن اليونان اليوم تمثل ركيزة للاستقرار في المنطقة، وتسعى إلى تعزيز علاقاتها مع جميع دول العالم، على أساس الاحترام المتبادل والقانون الدولي، من خلال تعاون ثنائي ومتعدد الأطراف، وخاصة مع الدولة المضيفة مصر.
وشهد الحفل حضور عدد كبير من الشخصيات العامة، بينهم وزير الهجرة اليوناني ماكيس فوريديس، ووزير قطاع الأعمال المصري محمد شيمى، ووزير الخارجية الأسبق عمرو موسى، ووزير البترول السابق طارق الملا، إلى جانب عدد من النواب والفنانين من بينهم حسين فهمي، ليلى علوي، لبلبة، وميمي جمال.
كما شارك في الحفل عدد من السفراء والدبلوماسيين من دول عربية وأجنبية، من بينهم سفراء الأردن، أمريكا، لبنان، قبرص، اليابان، تركيا، كندا، أوكرانيا، وماليزيا، بالإضافة إلى ممثلين من سفارات فنزويلا، بلجيكا، أوزبكستان، وأخرى.