السفير التركي في ندوة بنادي السيارات والرحلات: التاريخ المشترك بين مصر وتركيا مصدر إلهام للمستقبل

استضاف نادي السيارات والرحلات المصري السفير التركي بالقاهرة، صالح موطلو شن، في ندوة حوارية ناقشت عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين مصر وتركيا، وذلك بحضور نخبة من الشخصيات العامة والمهتمين بالثقافة والتاريخ من أعضاء النادي، والصحفيين، والفنانين.
وخلال الندوة، قدّم السفير شن النسخة العربية من كتاب “ثلاثة قرون: تاريخ عائلة في تركيا ومصر” للكاتبة أمينة فؤاد طوغاي، مشيرًا إلى أن دعم ترجمته للعربية جاء بموافقته وموافقة الورثة، موضحًا أن الكتاب يمثل توثيقًا حيويًا للتداخل العائلي والثقافي بين البلدين، خاصة أنه يتناول سيرة عائلة تنتمي لجذور عثمانية ومصرية ملكية في آن واحد.
وأكد السفير أن العلاقات بين مصر وتركيا تمتد لأكثر من ألف عام، وشهدت على مدار التاريخ تلاحمًا عميقًا بين الشعبين، تجسد في الهجرات والاستقرار المتبادل، وتبادل الخبرات والدعم السياسي والعسكري، لاسيما في حقبة محمد علي باشا، حيث ساهم الأتراك في بناء الدولة المصرية الحديثة.
كما أشار إلى التعداد الذي أجراه محمد علي عام 1846، والذي رصد وجود 59 ألف تركي استقروا في مصر، وتبوأوا مناصب مهمة، وتركوا أثرًا ثقافيًا واجتماعيًا لا يُمحى، لافتًا إلى أن هذه الحقبة شهدت تقدمًا لافتًا في مجالات التعليم والطباعة والبنية التحتية، نالت إعجاب السلطان العثماني عبد العزيز خلال زيارته لمصر عام 1863.
وتطرق السفير إلى العلاقات العائلية بين السلالتين العثمانية والمصرية، موضحًا أن التداخل وصل إلى الزواج بين أفراد الأسرتين، وأن العديد من الشخصيات ذات الأصول التركية شغلت مناصب رفيعة في الدولة المصرية، مثل مصطفى فاضل باشا وسعيد حليم باشا.
وفي مداخلة لافتة، كشف السفير عن نيته تحويل سيرة “زينب كامل” ابنة محمد علي باشا، إلى عمل درامي، بالتعاون مع الفنان أحمد شاكر، مشيرًا إلى أنها شخصية تستحق أن تُروى قصتها، لما لها من حضور إنساني وتاريخي ترك بصمة واضحة في تركيا حتى اليوم.
وأوضح السفير أن هناك الكثير من الحقائق التاريخية التي تم تهميشها أو تحريفها بسبب الروايات الاستشراقية الغربية، مؤكدًا أن قراءة التاريخ من مصادره الأصلية تفتح المجال أمام فهم أدق وأشمل للروابط التي جمعت الشعوب الإسلامية، خاصة مصر وتركيا.
وأكد أن مصر وتركيا اليوم دولتان مستقلتان ذات سيادة وقوة إقليمية، تجمعهما علاقات أخوة وتاريخ مشترك ومصالح متقاربة، وأن هناك إمكانيات كبيرة لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري، خاصة في ظل ما وصفه بـ”الثقة المتبادلة الكاملة” التي باتت تحكم العلاقات الثنائية.
كما أشاد بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم مسار التنمية الشاملة بمصر، معتبرًا أنه أول رئيس حديث يعطي أولوية واضحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا أن هذا النهج يشكل فرصة للتكامل الاقتصادي مع تركيا.
وختم السفير تصريحاته بالإشارة إلى النشاط المتزايد للاستثمارات التركية في مصر، خاصة في قطاع المنسوجات، متوقعًا افتتاح ثلاثة مصانع جديدة قريبًا، مشددًا على أن قرب الثقافتين والموقع الجغرافي يمنح العلاقات الثنائية مزيدًا من الزخم، ويدفع البلدين نحو شراكة أوسع على المستويين الإقليمي والدولي.