السفير التركي يدعوة لتقاسم عادل للأعباء ودعم لحقوق اللاجئين الفلسطينيين


 

قال صالح موطلو السفير التركي لدى القاهرة أن قضية اللاجئين تمثل تحديًا إنسانيًا عالميًا يتطلب تعاونًا دوليًا حقيقيًا وتقاسمًا عادلًا للمسؤوليات.

أكبر أزمة لجوء بدأت بفلسطين

وأشار السفير في تصريحات له  بمناسبة اليوم العالمي للاجئين  إلى أن إحدى أقدم وأخطر أزمات اللجوء في العالم بدأت بطرد الفلسطينيين من وطنهم عامي 1948 و1967، مشددًا على أن حق عودتهم لا يمكن التنازل عنه. وأضاف: “من بين 5 ملايين لاجئ فلسطيني، يعيش 1.5 مليون في 58 مخيمًا في الضفة الغربية، ولبنان، وسوريا، وقطاع غزة، والقدس الشرقية. يجب أن يتمكنوا من العودة إلى وطنهم في إطار دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، عاصمتها القدس.”

الوضع في غزة يجرح ضمير الإنسانية

وتطرّق السفير إلى الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، واصفًا ما يحدث هناك من تهجير وقتل جماعي، خاصة للنساء والأطفال، بأنه “انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، ووصمة عار على ضمير الإنسانية”. وأكد معارضة تركيا الشديدة لتهجير الفلسطينيين من غزة، معلنًا دعم بلاده الكامل للرؤية المصرية بشأن غزة، واصفًا إياها بأنها تحظى بتأييد واسع في العالمين العربي والإسلامي.

تركيا من أكبر الدول استضافة للاجئين

وأشار السفير إلى أن تركيا تُعد من أكبر الدول المستضيفة للاجئين، إذ تحتضن نحو 2.9 مليون لاجئ، منهم 2.7 مليون سوري. وأوضح أن عدد العائدين الطوعيين إلى سوريا في ازدياد، حيث عاد أكثر من 273 ألف شخص خلال الأشهر الستة الماضية وحدها، مؤكدًا التزام تركيا الصارم بمبدأ “عدم الإعادة القسرية”.

برامج مبتكرة واستجابة أوروبية

وسلّط الضوء على برنامج “المهاجر الرائد” الذي يتيح للسوريين زيارة وطنهم قبل اتخاذ قرار العودة، مشيرًا إلى أن أكثر من 30 ألف سوري شاركوا فيه، وأن عدة دول أوروبية، مثل ألمانيا وهولندا، تدرس تطبيق نماذج مشابهة.

أزمة في تمويل العمل الإنساني

انتقد السفير تراجع التمويل الدولي المخصص للعمل الإنساني رغم تضاعف الاحتياجات خلال العقد الماضي، معتبرًا أن هذا النقص يعوق فعالية عمليات الإغاثة، بما في ذلك تلك التي تنفذها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويعرض اللاجئين لمزيد من المخاطر.

تقدير لدور مصر الإنساني

وأعرب السفير عن تقديره للجهود التي تبذلها مصر في استضافة اللاجئين، مشيرًا إلى أن البلاد تستضيف، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، نحو 941,625 لاجئًا من 61 دولة، وهي الدولة الأولى في استقبال اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب. كما نقل عن السلطات المصرية أن إجمالي عدد اللاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء في مصر يُقدر بنحو 10 ملايين شخص.

وأكد أن تركيا، مثل مصر، لا تتعامل مع قضية الهجرة من منظور أمني فقط، بل تنطلق من التزام إنساني وأخلاقي يدفعها لنُصرة المتضررين ومساندة الفارين من الحروب والكوارث.

دعوة لتحمل المسؤوليات الدولية

وفي ختام تصريحاته، شدد السفير على أهمية أن يفي المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه الأزمات الإنسانية المتفاقمة، وأن يكون هناك نهج مبدئي يستند إلى العدالة وحقوق الإنسان والقانون الدولي، بهدف رفع مستوى الوعي العالمي، ومنع تكرار المآسي، وحل مشكلات اللاجئين حول العالم بطريقة شاملة وإنسانية

After Content Post
You might also like