بنك مصر يوقع أول قرض استدامة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقيمة 100 مليون دولا

شهدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، توقيع اتفاقية تمويلية رائدة بين بنك مصر والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، تُعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث حصل بنك مصر على قرض بقيمة 100 مليون دولار أمريكي مرتبط بمعايير الاستدامة، وذلك في إطار دعم جهود التحول نحو اقتصاد أخضر وشامل.

وجرى توقيع الاتفاق يوم الأربعاء 9 يوليو 2025، بحضور قيادات المؤسستين، حيث وقع عن بنك مصر الأستاذ هشام عكاشه، الرئيس التنفيذي، فيما وقع عن البنك الأوروبي السيد فرانسيس ماليج، المدير العام ورئيس مجموعة مؤسسات التمويل. وتولى بنك أبوظبي الأول دور المستشار البيئي والاستدامي للصفقة.

ويأتي هذا التمويل في إطار رؤية مصر 2030 لتعزيز التنمية المستدامة، ويدعم توجه بنك مصر نحو دمج الاعتبارات البيئية والاجتماعية في عملياته. ويُخصص القرض لتمويل مشروعات في ثلاثة محاور رئيسية: تمكين المرأة من خلال دعم مشروعات صغيرة ومتوسطة تقودها نساء، توفير الإسكان الميسر لذوي الدخل المحدود، وتسريع التحول نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات عبر دعم المشروعات الخضراء.

وفي هذا السياق، أكدت الوزيرة المشاط أن الوزارة تعمل على تعبئة الموارد وتعزيز الشراكات الدولية لدعم القطاع الخاص والتحول الأخضر، مشيرة إلى أن التمويلات الميسرة للقطاع الخاص تجاوزت 15.6 مليار دولار منذ عام 2020، كما أثنت على التعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية الذي يوجه أكثر من 28% من محفظته للمؤسسات المالية.

وأشاد هشام عكاشه بهذه الخطوة، معتبرًا إياها جزءًا من التزام بنك مصر بدعم أجندة التنمية الوطنية، وتوسيع الشمول المالي، وتفعيل أدوات تمويل مبتكرة، معربًا عن فخره بدور البنك الريادي في دمج مبادئ الاستدامة في عملياته، حيث يُعد أول بنك مملوك للدولة يصدر تقاريره السنوية وفق معايير المبادرة العالمية للتقارير (GRI) والميثاق العالمي للأمم المتحدة، وأحد أوائل الموقعين على مبادئ الأمم المتحدة للصيرفة المسؤولة.

من جانبه، قال فرانسيس ماليج إن الصفقة تمثل علامة فارقة للمنطقة بأكملها، وتؤكد أهمية التكامل بين التنمية المستدامة والنجاح التجاري، مشيرًا إلى التحديات المناخية والمائية في المنطقة، وأهمية تعزيز الشراكات طويلة الأمد مثل تلك التي تجمع البنك الأوروبي وبنك مصر.

ويؤكد هذا التعاون حرص بنك مصر على دعم جهود الاستدامة الوطنية، من خلال شراكات استراتيجية تسهم في بناء اقتصاد أكثر مرونة وتنوعًا، وترسيخ مكانته كمؤسسة مالية رائدة تسعى إلى التنمية طويلة الأجل وتحقيق التأثير المجتمعي الإيجابي