خالد العناني يشيد بالشعب الصربي ويؤكد: الحفاظ على التراث هو بناء جسور بين الحضارات

عبّر الدكتور خالد العناني، عالم الآثار المصري الشهير والمرشح لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، عن امتنانه العميق للشعب الصربي على حفاوة الاستقبال والدعم الذي لقيه خلال زيارته إلى بلغراد، مؤكدًا أن هذه الزيارة تحمل أهمية خاصة، لكون صربيا بلدًا يُجسد احترامًا عميقًا للإرث الثقافي، إلى جانب رؤيته المستقبلية القائمة على الصمود، وهي – على حد تعبيره – جوهر روح منظمة اليونسكو.
وفي حديثه لصحيفة “كُرِير” الصربية، استعرض العناني بداياته في مجال علم الآثار، مشيرًا إلى أن شغفه بالحضارات القديمة نشأ من رغبته العميقة في فهم كيفية نشوء وتطور المجتمعات، والآثار التي تتركها خلفها، ليس فقط لفهم الماضي، بل لفهم الحاضر أيضًا. وأضاف: “منذ صغري، كنت مفتونًا بالآثار التي خلفتها المجتمعات البشرية، وهو ما قادني إلى دراسة علم المصريات، الذي اخترته ليكون مسيرتي المهنية”.
وأوضح أنه بدأ حياته المهنية كمرشد سياحي، مما أتاح له فرصة التفاعل المباشر مع الزائرين والمواقع الأثرية، الأمر الذي منحه خبرة في نقل المعرفة وبناء جسور ثقافية بين الشعوب. وأردف قائلًا: “تجربتي هذه علمتني كيف أستمع، وكيف أكون صوتًا للتراث يربط بين الثقافات”.
وخلال مسيرته، شارك العناني في العديد من البعثات الأثرية الدولية، بالتعاون مع فرق من أكثر من 25 دولة، ومؤسسات مرموقة مثل المعهد الفرنسي للآثار الشرقية. وخلال فترة توليه وزارة السياحة والآثار، أشرف على أكثر من 300 بعثة أثرية في مصر، مؤكدًا أن علم الآثار بالنسبة له ليس علمًا جامدًا، بل حيّ، يتطور من خلال الحوار والدقة والاحترام المتبادل للتراث.
واختتم الدكتور العناني تصريحاته بالتأكيد على أن الحفاظ على التراث لا يقتصر على حماية القطع الأثرية فحسب، بل يشمل احترام ذاكرة الشعوب، وتشجيع البحث العلمي، وتعزيز الروابط بين الأجيال والثقافات، وهي القيم التي حملها معه طوال مسيرته كأستاذ جامعي ووزير، ويتطلع الآن إلى ترسيخها من خلال منظمة اليونسكو