ناصر تركي يكتب: دور مصر والرئيس السيسي في الصراع العربي الإسرائيلي وأزمة غزة

في خضم التطورات المتسارعة في الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة في قطاع غزة، برزت مصر كفاعل رئيسي في إدارة الأزمة ودبلوماسيتها، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أظهر حنكة سياسية وعسكرية جعلت من مصر لاعبًا محوريًا لا يمكن تجاوزه.

 

السياسة المصرية: الصمود والجاهزية

على مدار العامين الماضيين، واجهت مصر ضغوطًا هائلة لجرها إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل أو فصائل المقاومة في غزة. ومع ذلك، تبنت القيادة المصرية سياسة “الصبر والجاهزية”، حيث عملت على تعزيز قدراتها العسكرية والأمنية مع الحفاظ على خط دبلوماسي نشط لتجنب تصعيد غير محسوب.

 

المساعدات الإنسانية والمعابر

لعبت مصر دورًا حيويًا في فتح معبر رفح وتسهيل دخول المساعدات إلى غزة، رغم التعقيدات الأمنية. مؤخرًا، شهدنا زيادة كبيرة في حجم المساعدات الداخلة، مما يشير إلى تفاهمات جديدة بين الأطراف الدولية والإقليمية، حيث أصبحت مصر شريكًا لا غنى عنه في إدارة الأزمة.

 

الضغط الدولي والاعتراف بفلسطين

الموجة الأخيرة من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين (مثل إسبانيا والنرويج وأيرلندا) لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة تحركات دبلوماسية مصرية ودولية مضنية. حتى إن بريطانيا، الحليف التقليدي لإسرائيل، بدأت تتحدث عن ضرورة إنهاء الصراع، وهو تحول يعكس نجاح الضغط المصري والدولي.

 

التحرك العسكري والاستعداد للسيناريو الأسوأ

 

التصريحات الأخيرة للرئيس السيسي، خاصة نداءه للرئيس الأمريكي بإنهاء الصراع، لم تكن عابرة. فهي إشارة واضحة إلى أن مصر ليست بعيدة عن خيار المواجهة إذا استمر التصعيد. كما أن الصفقة الأمريكية الأخيرة لتسليح مصر تعكس ثقة واشنطن في الدور المصري كحليف استراتيجي في المنطقة.

 

مستقبل غزة.. الرؤية المصرية

تعمل مصر على عدة محاور لإدارة مرحلة ما بعد الحرب تتمثل في:

– إعادة الإعمار: تنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي والعالم العربي لإطلاق خطة إعمار سريعة.

– التدريب الأمني: تدريب كوادر فلسطينية لتولي الأمن في غزة، مما يمنع فراغًا أمنيًا قد تملؤه فصائل متطرفة.

 

– الضمانات السياسية: دفع المجتمع الدولي نحو حل الدولتين، مع ضمانات أمنية لإسرائيل في مقابل إنهاء الاحتلال.

 

لماذا تهاجم حماس والإخوان مصر الآن؟

في الأيام الأخيرة، تصاعدت الهجمات الإعلامية لحماس وجماعة الإخوان ضد مصر، وهذا يرجع إلى:

1. إدراكهم أن مصر تقود الحل، وهو ما يهدد نفوذهم في غزة.

2. خوفهم من خسارة الدعم الشعبي إذا نجحت مصر في إنهاء الأزمة دون منحهم مكاسب سياسية.

3. الرغبة في جر مصر إلى صراع جانبي لصرف الانتباه عن فشلهم في إدارة المعركة مع إسرائيل.

 

الخلاصة.. مصر تقود اللعبة

ما يحدث الآن هو نتاج استراتيجية مصرية ذكية جمعت بين القوة العسكرية الكامنة والدبلوماسية النشطة.. الرئيس السيسي أوصل رسالة واضحة: مصر جاهزة لكل السيناريوهات، ولكنها تفضل الحل السياسي إذا التزمت الأطراف الدولية بإنصاف الفلسطينيين.

 

مصر لم تعد تتوسل من أجل السلام، بل تفرضه بقوة الحق والحقيقة.

After Content Post
You might also like