ناصر تركي يكتب: الساحل الشرير vs. الساحل الطيب.. رؤية اقتصادية واجتماعية

منذ عامين، تحولت دعابة “الساحل الشرير” إلى جدل واسع في المجتمع المصري، خاصة مع التطورات العمرانية والسياحية الكبيرة التي يشهدها الساحل الشمالي. لكن بعيدًا عن التصنيفات الساخرة.. هناك سؤال جاد: ماذا أضاف الساحل “الشرير” للاقتصاد والمجتمع مقارنة بالساحل “الطيب”؟
الساحل الطيب: جمال بلا استفادة
كمواطن مصري سكندري، كنت أشعر بحزن كلما زرت مدنًا مثل “كان، نيس، برشلونة، أو ماربيا”، حيث وجدت تنظيمًا حضاريًا مميزًا، قوانين صارمة لحماية السائح، وبنية تحتية متكاملة. لكن في المقابل، كان “الساحل الشمالي المصري” يمتلك سحرًا طبيعيًا لا يقارن – رماله الذهبية، مياهه الصافية، ودفء شمسه – لكنه كان يعاني من الإهمال وسوء الاستغلال.. ولكن عندما شاهدت اليوم حدث سياحي جديد افتتاح فندق Palace Beach سألت نفسي: قبل ظهور الاستثمارات الكبرى، كان الساحل الطيب:
– غير مُستغل اقتصاديًا، يعتمد على القطاع العائلي الموسمي.
– يفتقر إلى البنية التحتية، مما يحد من جذب السياحة الوافدة.
– لا يساهم بشكل كبير في الدخل القومي، رغم موقعه الاستراتيجي.
الساحل الشرير: الطفرة التي غيرت المعادلة
مع دخول استثمارات ضخمة مثل “مراسي، رأس الحكمة، والعلمين الجديدة”، تغير المشهد تمامًا. لنأخذ “مراسي” كمثال في بدايتها من عشرون عاما تمت استثمارات تجاوزت 3 مليارات دولار، مع مشاريع عقارية وسياحية ضخمة.
– خلق آلاف الوظائف في التشييد، التشغيل، والخدمات.
– زيادة الدخل القومي.. عبر الضرائب والعائدات السياحية.
– جذب سياحة التملك والفاخرة، خاصة من الخليج وأوروبا.
ماذا يضيف الساحل الشرير للاقتصاد؟
1. استدامة الموارد: الضرائب العقارية والقيمة المضافة تدعم موازنة الدولة.
2. تشغيل العمالة: مشاريع مثل مدن راس الحكمة (120 مليار جنيه).. توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
3. تعزيز السياحة: ليس فقط الصيفية، بل أيضًا سياحة اليخوت والتسوق الشتوية.
4. القوة الناعمة: حضور الملوك والرؤساء والشخصيات العامة في عالم السياسة والرياضة والفن اعطي صورة ذهنية مميزة عن مصر وجمال طبيعتها وسحر شواطئها.
الجدل الاجتماعي: هل الاستفادة حصرية على الأثرياء؟
هناك انزعاج من بعض القيود في المناطق المغلقة مثل “مراسي”، حيث تفرض شركات الإدارة قواعد صارمة على الحركة والاستخدام. لكن يجب النظر إلى الصورة الأكبر:
– الاستثمارات الكبرى تخلق فرصًا غير مباشرة للطبقات المتوسطة عبر الخدمات والتشغيل.
– الدولة تطور مناطق متوازية مثل العلمين الجديدة لتكون أكثر شمولًا.
– السياحة الداخلية ستستفيد من البنية التحتية الجديدة، حتى لو كانت بعض المناطق حصرية.
المصلحة العامة فوق التصنيفات
في الختام يمكن التأكيد على أن الساحل لم يعد “شريرًا” أو “طيبًا”، بل أصبح موردًا استراتيجيًايجب استغلاله بذكاء.
عندما كانت شرم الشيخ والبحر الأحمر تُطور، كان نفس الجدل، لكن اليوم نرى كيف أصبحت مصدرًا رئيسيًا للدخل القومي.
المستقبل ليس في التقسيم الطبقي، بل في كيفية إدارة الثروة لتعم الفائدة على الجميع.** الساحل الشمالي الجديد ليس مجرد منتجعات فاخرة، بل قاطرة تنمية ستدفع الاقتصاد المصري للأمام، وسيستفيد المجتمع ككل – مباشرة أو غير مباشرة – من عوائدها.
فلننظر إلى الصورة الأكبر، ولنعمل معًا لتحقيق الاستفادة القصوى من كل شبر في بلدنا.
الساحل_الشرير_ليس_شريرًا
مصر_تستحق_الأفضل
(وللحديث بقية…)