«مصر تنادي».. تريند عالمي يشعل الإقبال على أرض الفراعنة

قبل أن تلامس عجلات الطائرات أرض المدرج، كان الآلاف من صناع المحتوى من مختلف أنحاء العالم يلتقطون مقاطعهم الأولى.. من خلف نوافذ الطائرات وداخل صالات الوصول المزدحمة، كانوا يرددون جملة بسيطة أصبحت تجتاح منصات التواصل: “Egypt is calling” – “مصر تنادي”.
هذا الشعار، الذي يجمع بين كونه عبارة سياحية وحالة جماهيرية، سيطر على منصات تيك توك وإنستجرام ريلز في الأسابيع الأخيرة.
من اللحظات الأولى المبهرة أمام هضبة الجيزة، إلى الرقصات العفوية على خلفية مياه البحر الأحمر، أصبح وسم #EgyptIsCalling نداءً جامعًا لعشاق السفر حول العالم، يعيد اكتشاف واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية.
مقاطع الفيديو القصيرة، المصحوبة بالموسيقى واللقطات البطيئة السينمائية، وردود الفعل العفوية، حصدت ملايين المشاهدات، مقدمة مشاهد جديدة ومبهرة للصحراء المصرية، والشعاب المرجانية، وغروب الشمس على النيل، والمعالم الأثرية العريقة.
وفي أغلب المقاطع، يظهر صناع المحتوى لحظة وصولهم إلى مطارات القاهرة أو الغردقة أو شرم الشيخ، وملامحهم مزيج من الفضول والحماس، قبل الانتقال إلى لقطات درامية للأهرامات، والأسواق الشعبية، ورحلات السفاري في الصحراء، والمغامرات تحت الماء.
طفرة سياحية مدفوعة بالهاشتاج
ورغم أن عبارة “مصر تنادي” تمثل أحدث موجة على السوشال ميديا، فإنها تبني على زخم رقمي سابق، من أبرز أمثلته حملة “Come to Egypt” التي لاقت رواجًا عالميًا بعد نشر مشاهير ولاعبي رياضة مقاطع من عطلاتهم في المنتجعات المصرية.
لكن ما يميز الموجة الحالية هو طابعها العفوي، إذ لم تأتِ من حملات دعائية مدفوعة أو إعلانات مشاهير، بل من حماس حقيقي ومحتوى أصيل من المسافرين أنفسهم.
محللو السياحة أشاروا إلى أن هذا الترند أسهم بشكل مباشر في زيادة كبيرة بعمليات البحث عن السياحة في مصر، خصوصًا بين جيلَي Z والـ Millennials، حيث تضاعف الاهتمام بمصر على جوجل وتيك توك منذ بداية مايو 2025، وفق بيانات شركة تحليل السوشال ميديا HypeIndex.
نهضة سياحية في العصر الرقمي
وزارة السياحة المصرية رحبت بالموجة، معتبرة إياها دفعة في وقت حاسم ضمن جهودها لتسويق مصر كوجهة ثقافية وتجريبية من الطراز الأول.
وقالت مصادر في الوزارة إن ما نشهده الآن هو شكل جديد من التسويق السياحي: عضوي، بصري، ومؤثر عاطفيًا. الناس لم تعد تريد فقط رؤية الأهرامات، بل الشعور بها، وتصويرها، ومشاركة اللحظة في الوقت الفعلي.”