حمدي زكي: أدعو العالم لدعم ترميم مسجد قرطبة بعد تعرضه لحريق محدود

قال حمدي زكي، المستشار السياحي الأسبق في إسبانيا والولايات المتحدة والبرتغال، وعضو اتحاد الكُتّاب الإسبان، إن إسبانيا تشهد هذه الأيام موجة حر شديدة، تجاوزت في بعض المدن 44 درجة مئوية، ما تسبب في اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق، وإجلاء آلاف السكان من منازلهم.

وأضاف أن النيران امتدت إلى مسجد قرطبة التاريخي، أحد أبرز معالم الحضارة الإسلامية في الأندلس، حيث اندلع حريق محدود في جزء من “مصلّى المنصور”، وتمكنت فرق الإطفاء من السيطرة عليه، وأُعيد فتح المسجد أمام الزائرين، مع استمرار إغلاق الجزء المتضرر لحين الانتهاء من الترميم.

وأشار إلى أن الحريق تزامن مع ذكرى وفاة الخليفة المنصور محمد بن أبي عامر، الذي لُقّب بـ”المنصور” لانتصاراته المتتالية وازدهار مملكة الأندلس في عهده، لتصبح قرطبة آنذاك من أهم مدن العالم، بينما يعود تأسيس المسجد إلى عبد الرحمن الداخل، ويُعد تحفة معمارية فريدة.

وتابع زكي: “لقد سعدت باصطحاب العديد من الأصدقاء المصريين المولعين بحضارة الأندلس إلى هذا المعلم، ومن بينهم د. زاهي حواس الذي وصفه عام 2000 بـ‘كرنك قرطبة’، والدكتورة فكرية حواس التي أُعجبت عام 2010 بالأقواس المعروفة بـ‘حدوة الفرس’، والكاتب الكبير د. محمد سلماوي الذي أعرب في 2016 عن تقديره للطراز المعماري الفريد للمسجد”.

ولفت إلى أن الاهتمام الدولي بهذا الحادث جاء أقل من التفاعل العالمي مع حريق كاتدرائية نوتردام في باريس، رغم أن مسجد قرطبة لا يقل عنها أهمية تاريخية وفنية.

واختتم المستشار السياحي الأسبق دعوته قائلاً: “أناشد العالم أجمع بمختلف دياناته وطوائفه دعم ترميم مسجد قرطبة، وأقترح أن تُضاء الأهرامات في مصر مع كتابة رسالة تضامن، فهذا المعلم يمثل رمزًا عالميًا للفن والحضارة، واحتضن شخصيات بارزة مثل ابن حزم وابن رشد وابن ميمون وولادة بنت المستكفي وابن زيدون، ويستقبل نحو ثلاثة ملايين زائر سنويًا، محتفظًا بمكانته كواحد من أعظم الشواهد على الحضارة الإسلامية”

After Content Post
You might also like