السياحة السعودية.. خطة الـ 800 مليار دولار استثمارات في 5 سنوات

تطور مذهل شهده قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية خلال سنوات قليلة، وما بين ثورة في الإنشاءات والبنية التحتية السياحية، وتسهيلات غير مسبوقة في نظام إصدار التأشيرات، احتلت المملكة مكانة رائدة في صناعة السياحة العالمية، محققةً نموًا قياسيًا في السياحة المحلية والدولية.

75 مليار دولار إيرادات

وفي عام 2024، بلغ عدد السياح في المملكة 115.9 مليون سائح، محققةً إيرادات بلغت 283 مليار ريال سعودي (75.5 مليار دولار أمريكي)، وهي قفزة غير مسبوقة في تاريخ السفر في البلاد، والأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أن 29.7 مليون سائح دولي ساهموا بمبلغ 169 مليار ريال سعودي (45 مليار دولار أمريكي) في هذا الإجمالي، مما يُظهر نجاح المملكة العربية السعودية في جذب الزوار الأجانب، ويشير إلى صعودها كوجهة رائعة على خريطة السياحة العالمية. إن التحول السريع للمملكة وخططها الطموحة للمستقبل تعيد تشكيل مشهد السفر، مما يضعها في وضع يسمح لها بتحقيق نجاح أكبر بحلول عام 2030.

لا تهدف المملكة العربية السعودية إلى زيادة أعداد السياح فحسب، بل تهدف أيضًا إلى تنويع اقتصادها وبنيتها التحتية، كجزء من خطتها الأوسع نطاقًا لرؤية 2030، حيث إن هدف المملكة المتمثل في جذب 150 مليون زائر بحلول عام 2030، 70% منهم من السياح الدوليين، هو طموح جريء يعكس ثقتها وعزمها على المنافسة على الساحة السياحية العالمية.

نمو غير مسبوق

شهد قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية توسعًا ملحوظًا في غضون سنوات قليلة. ويتجلى التزام المملكة الصريح تجاه هذا القطاع في إحصاءات عام 2024، التي تُظهر أن إجمالي عدد السياح الوافدين وصل إلى رقم غير مسبوق بلغ 115.9 مليون سائح، منهم 29.7 مليون سائح دولي. ويمثل هذا زيادة بنسبة 69% في عدد الوافدين الدوليين بين عامي 2016 و2024.

وتشهد هذه الأرقام على سياسة المملكة المتعمدة لتوسيع قاعدة زوارها الدوليين، وتسخير تراثها الثقافي الغني، ومناظرها الطبيعية المتنوعة، وبنيتها التحتية من الدرجة الأولى لجذب المسافرين من جميع القارات.

التأشيرة الإلكترونية

وكان تطبيق التأشيرات السياحية في عام 2019 خطوة متأخرة، وإن كانت محورية، ومنذ ذلك الحين، تفوقت المملكة على دول اعتمدت تاريخيًا على السياحة، لا سيما مصر التي اعتمدت منذ زمن طويل على الأهرامات ونهر النيل. وقد مكّنتها سياسات التسويق الحكيمة، واستثماراتها الضخمة، ومنتجاتها السياحية متعددة الجوانب من منافسة مصر التي لطالما رسخت مكانتها، مما رسّخ مكانة المملكة كمنافس قوي في سوق السفر العربي.

أصبحت السياحة بسرعة أحد أهم القطاعات في اقتصاد المملكة العربية السعودية، ويبذل المسؤولون السعوديون خطوات كبيرة لضمان أن تلعب السياحة دورًا محوريًا في التنويع الاقتصادي طويل الأجل للبلاد. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يحقق قطاع السياحة إيرادات تبلغ تريليون ريال سعودي، مما يجعله محركًا رئيسيًا للنمو في المملكة.

استثمارات جديدة

كجزء من مبادرة رؤية 2030، تعمل المملكة على استثمارات كبيرة في البنية التحتية السياحية، وتخطط الحكومة لاستثمار 800 مليار دولار بحلول عام 2030، وإنشاء مشاريع سياحية جديدة وتوسيع المشاريع القائمة، مثل المواقع الثقافية والمنتجعات الفاخرة والمجمعات الترفيهية. ويتماشى هذا الجهد مع هدف المملكة العربية السعودية في أن تصبح وجهة عالمية رائدة والمساهمة في إيراداتها الاقتصادية غير النفطية.

وأحدث قطاع السياحة في المملكة تأثيرًا كبيرًا بالفعل، حيث وفّر 200 ألف فرصة عمل، مع هدفٍ ببلوغها 800 ألف وظيفة بحلول عام 2030. كما تهدف المملكة العربية السعودية إلى تجاوز مليون وظيفة في قطاعي السياحة والضيافة قبل نهاية العقد، ويُبرز هذا التركيز على خلق فرص العمل إمكانات القطاع في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عملٍ للسعوديين والعاملين الدوليين في الأدوار المرتبطة بالسياحة.

After Content Post
You might also like