الأحزاب القوية.. صوت المواطن في برلمان الجمهورية الجديدة

️ بقلم: د. ياسر مهران

مع اختتام انتخابات مجلس الشورى واقتراب استحقاق مجلس النواب، تبرز الأحزاب السياسية كدعامة أساسية للحياة الديمقراطية في مصر، ليس فقط ككيانات تنظيمية، وإنما كمرآة للتعددية الفكرية وأداة رئيسية لنقل صوت المواطن إلى صناع القرار.

وقد شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على هذا الدور حين قال: “الأحزاب السياسية هي العمود الفقري للحياة النيابية في الجمهورية الجديدة، ودورها لا غنى عنه في تمثيل المواطن والمشاركة في صنع القرار.”

وتثبت التجارب أن فاعلية الأحزاب تظهر جلية في أوقات الانتخابات، حيث تتحول إلى ساحة للمنافسة الشريفة ومنصة لعرض رؤى المجتمع وخططه المستقبلية. وفي انتخابات مجلس الشورى على وجه الخصوص، يبرز الدور الحزبي في عدة محاور رئيسية:

1️⃣ تأهيل الكوادر السياسية: من خلال إعداد جيل قادر على ممارسة العمل البرلماني بكفاءة عبر التدريب والتثقيف.

2️⃣ طرح البرامج والرؤى: الانتخابات فرصة لتقديم مشروعات وطنية متكاملة تعكس أولويات المواطن وتدعم خطط التنمية.

3️⃣ تعزيز الشفافية والتوازن: وجود أحزاب قوية يضمن مناخًا ديمقراطيًا صحيًا يفتح المجال للتعددية الحقيقية.

4️⃣ التواصل المباشر مع المواطنين: حيث تمثل الأحزاب جسرًا يصل الدولة بالمجتمع عبر المؤتمرات والندوات وفتح قنوات الحوار.

ولكي تقوم الأحزاب بدورها على أكمل وجه، فإن المرحلة المقبلة تتطلب خطوات عملية، أبرزها:

✅ دعم مؤسسي أكبر يتيح لها فرصًا متساوية في الإعلام لعرض برامجها بحرية ووضوح.

✅ الاستثمار في تأهيل الشباب لضخ دماء جديدة تضمن استمرارية وفعالية العمل الحزبي.

✅ بناء شراكات مع المجتمع المدني لتوسيع دوائر الحوار والمشاركة المجتمعية.

✅ تعزيز التوعية الانتخابية لضمان مشاركة واسعة وواعية تعكس الإرادة الشعبية الحقيقية.

إن الانتخابات المقبلة لمجلس الشورى ليست مجرد اقتراع، بل تجسيد لقوة الدولة المصرية في ترسيخ المشاركة الشعبية. ووجود أحزاب قوية وواعية سيكون عاملًا حاسمًا في نجاح هذا الاستحقاق، ليس فقط من حيث النتائج، بل في رفع مستوى الوعي السياسي للمواطن وتعزيز روح الانتماء الوطني.

وفي الختام، تبقى الأحزاب الوطنية القوية هي الضمانة الحقيقية لبناء جمهورية جديدة قادرة على مواجهة التحديات، وصياغة مستقبل يليق بمصر وشعبها، مستندة إلى إرادة جماعية وإيمان عميق بقيمة المشاركة الديمقراطية