في اليوم الوطني.. المملكة تواصل نجاح أعظم تجمع ديني في العالم

في أقدس بقاع الأرض، حيث تتجسد الروحانية وتغمر السكينة قلوب الملايين، تواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها التاريخية في خدمة ضيوف الرحمن، لتكتب فصلًا جديدًا من النجاحات في إدارة الحج والعمرة. فقد سجل شهر رمضان للعام 1446هـ أرقامًا قياسية غير مسبوقة، حيث بلغ عدد القاصدين للحرمين الشريفين أكثر من 122 مليون زائر، بينهم نحو 16.5 مليون معتمر وأكثر من 105 ملايين مصلٍ في المسجد الحرام والمسجد النبوي.

إرث تاريخي في خدمة الحرمين

منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود –طيب الله ثراه– عام 1932م، ارتبطت مسيرة الدولة بمسؤولية رعاية الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن. بدأ ذلك بترميم المسجد الحرام وإصلاح مرافقه، لتتوالى بعدها التوسعات في عهد الملوك المتعاقبين، والتي شكلت محطات بارزة في استيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين.

محطات التوسع عبر العقود

شهد عهد الملك سعود أول توسعة شاملة حديثة للحرم المكي عام 1375هـ، تلتها إضافات كبرى في عهد الملك فيصل شملت توسعة المطاف وإنشاء مصنع كسوة الكعبة. ومع الملك خالد، أُعيد تبليط المطاف برخام خاص مقاوم للحرارة لتوفير راحة الطائفين. أما الملك فهد فقد أطلق التوسعة الثانية عام 1409هـ، بينما شهد عهد الملك عبدالله أكبر توسعة في تاريخ الحرم عام 1432هـ بتكلفة قاربت 200 مليار ريال.

الرواق السعودي والتوسعة الثالثة

في عهد الملك سلمان وبدعم من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله–، دخلت مشاريع الحرمين مرحلة جديدة من الحداثة والابتكار. فقد أُنجز الرواق السعودي بطاقة استيعابية تبلغ 287 ألف مصلٍ و107 آلاف طائف في الساعة، كما دشنت التوسعة السعودية الثالثة على مساحة 1.56 مليون متر مربع، متضمنة 12 قبة متحركة و680 سلمًا كهربائيًا وأربع منارات شاهقة بارتفاع 135 مترًا.

أعداد قياسية وخدمات شاملة

بلغ عدد الحجاج في موسم 1446هـ نحو 1.67 مليون حاج، بينهم 1.5 مليون من خارج المملكة. فيما تعمل منظومة متكاملة تضم أكثر من 70 جهة حكومية وخاصة وغير ربحية على إدارة موسم الحج والعمرة، من خلال “برنامج خدمة ضيوف الرحمن” الذي يستهدف استضافة 30 مليون معتمر سنويًا بحلول 2030، عبر تحسين الإجراءات وتعزيز جودة الخدمات.

رؤية 2030.. مستقبل مشرق للحج والعمرة

تركز المملكة على تحويل تجربة الحج والعمرة إلى رحلة إيمانية وروحانية متكاملة، تجمع بين التيسير والحداثة، من خلال تطوير البنية التحتية، وتبسيط الإجراءات التقنية، وإثراء التجربة الثقافية والدينية. وهو ما يجعلها اليوم نموذجًا عالميًا فريدًا في إدارة أعظم تجمع ديني يشهده العالم سنويًا.

After Content Post
You might also like