تخارج من بريطانيا واتجه لأمريكا.. ساويرس: 50 مليار دولار استثمارات في البنية التحتية

تحول استراتيجي في مسيرته الاستثمارية، كشف عنه الملياردير المصري المهندس ناصف ساويرس، الذي أعلن اعتزامه ضخ استثمارات تصل إلى 50 مليار دولار في مجال البنية التحتية الأمريكية، وذلك خلال العقد المقبل.
ناصف ساويرس، الذي أنهى مؤخرًا سلسلة من صفقات التخارج من قطاع الكيماويات عبر شركته OCI Global، أكد في مقابلة مع صحيفة “فاينانشال تايمز”، أن الفرصة الأكبر اليوم تكمن في البنية التحتية، وخاصة في القطاعات المرتبطة بالتحول الرقمي مثل مراكز البيانات، وقال: “نريد أن نركز بالمرحلة المقبلة من أعمالنا على القطاع الذي نرى فيه أكبر فرصة، وهو البنية التحتية”.
مناورات استراتيجية
قرار “ساويرس” جاء في سياق إعادة هيكلة شاملة لمجموعة أنشطته، فبعد بيع أصول بأكثر من 11.6 مليار دولار خلال العامين الماضيين، يخطط الآن الملياردير المصري لدمج OCI مع أوراسكوم للإنشاءات، الذراع التاريخية للعائلة، على أن يُدرج الكيان الجديد في سوق أبوظبي للأوراق المالية.. هذا التحول يتماشى مع قرار ساويرس نقل إقامته إلى أبوظبي وإيطاليا، بعد خروجه من المملكة المتحدة نتيجة تغييرات ضريبية دفعت العديد من المليارديرات إلى المغادرة.
خبرة إنشائية وسيولة قوية
وبحسب تصريحاته، يرى ساويرس أن الجمع بين السيولة المتاحة لدى OCI، والتي تتجاوز مليار دولار، وخبرة أوراسكوم الطويلة في الإنشاءات يمنح الشركة ميزة تنافسية واضحة، متابعا: “شركات مثل أوراسكوم وفينسي الفرنسية وفيروفيال الإسبانية ستظل أكثر نجاحًا من مجموعة مصرفيين يكتفون بتحليل الأصول على الورق ثم يواجهون صعوبة في خلق القيمة”.
هذا التصريح يعكس رؤية نقدية لساويرس تجاه نماذج الاستثمار المالي البحت، مقابل رهان على القدرة التنفيذية والخبرة التشغيلية كعامل حاسم لخلق القيمة.
قراءة في المشهد الاستثماري
تزامن تركيز ساويرس على البنية التحتية مع تدفق كبير لرؤوس الأموال الخاصة على هذا القطاع، تقوده صناديق مثل GIP التابعة لـ”بلاك روك” و”بروكفيلد”، لكن ساويرس، الذي انتقد مرارًا قطاع الملكية الخاصة، يرى أن “أيامه الذهبية قد ولّت”، مشيرًا إلى أن النمو الحقيقي سيكون من نصيب اللاعبين القادرين على تنفيذ المشروعات لا مجرد تمويلها.
امتداد للنشاط القائم
عملاق الإنشاءات العالمي “أوراسكوم” يعتبر جزء من السوق الأمريكية، فمن خلال شركتها التابعة Weitz، المنضمة للمجموعة عام 2012، نفذت بالفعل مشاريع في مطارات، ومساكن جامعية، ومراكز بيانات، ما يمنحها موطئ قدم قويًا للتوسع المقبل.
دلالة التحول
خطوة ساويرس لا تعكس مجرد توجه استثماري جديد، بل تمثل انتقالًا من اقتصاد الصناعات التقليدية إلى اقتصاد البنية التحتية الحديثة المرتبطة بالتحول الرقمي والطلب المتزايد على شبكات الطاقة والاتصال، وبذلك، يُعيد أغنى رجل في مصر رسم خارطة أعماله بما يتجاوز الإطار المحلي إلى مشهد عالمي أكثر ديناميكية، وبثقل استراتيجي في واحدة من أكبر أسواق البنية التحتية في العالم.