تقرير: المبادرات الحكومية تضع صناعة الفنادق المصرية على طريق الازدهار

تشهد صناعة الفنادق في مصر طفرة غير مسبوقة جعلتها تتصدر قارة إفريقيا في حجم الاستثمارات ومشروعات التطوير، بدعم من المبادرات الحكومية إلى جانب انتعاش حركة السياحة العالمية.
مصر في صدارة إفريقيا
بحسب تقرير W Hospitality Group حول مشروعات التطوير الفندقي، تمتلك مصر أكبر خطط استثمارية في القارة، حيث يجري العمل على 143 فندقًا جديدًا تضم 33,926 غرفة، أي أربعة أضعاف ما يشهده السوق المغربي الذي جاء في المركز الثاني.
القاهرة وحدها تستحوذ على النصيب الأكبر، حيث تضم 70 مشروعًا فندقيًا بإجمالي 17,757 غرفة، وهو ما يعكس الطفرة الكبيرة في صناعة الضيافة بالعاصمة.
عودة قوية للسياحة
أكد ماكسيميليان كواك، نائب رئيس شركة JLL للفنادق والضيافة في الشرق الأوسط وآسيا، أن مصر استقبلت في 2024 نحو 15.7 مليون سائح، متجاوزة مستويات ما قبل الجائحة في 2019.
وأشار إلى أن الوجهات السياحية الكبرى مثل الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ شهدت نسب إشغال مرتفعة، وسط تفاؤل من المستثمرين والمشغلين باستمرار النمو.
استثمارات تعزز الثقة
وتستهدف الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية، التي أطلقتها الحكومة، جذب 30 مليون سائح بحلول 2028 من خلال التوسع في البنية التحتية، مثل المطارات والطرق، وتطوير المدن الجديدة وعلى رأسها العاصمة الإدارية، وتيسير إجراءات الحصول على التأشيرات عبر المنصات الرقمية.
كما يشارك شركات القطاع الخاص بفاعلية في التوسع الفندقي، بدعم من الدولة التي تلتزم بتحمل 11% من تكاليف تطوير الغرف الجديدة، ما يعزز القدرة التنافسية ويرفع مستوى الخدمات.
قفزات في الأسعار والإيرادات
ورغم التحديات الجيوسياسية، شهدت المؤشرات المالية نموًا ملحوظًا، حيث ارتفع متوسط سعر الغرفة الفندقية من 1,328 جنيهًا عام 2019 إلى نحو 4,965 جنيهًا عام 2024.
وقفز العائد لكل غرفة متاحة من 888 جنيهًا إلى أكثر من 3,200 جنيه.
فيما بلغ متوسط الإشغال في 2024 نحو 64.5%، رغم تزايد حجم المعروض.
تحديات أمام الصناعة
ورغم هذه الطفرة، يبقى أمام السوق المصري عدة تحديات يجب التعامل معها أهمها الحاجة إلى كوادر بشرية مدربة تواكب التوسع الكبير في الطاقة الفندقية.
مستقبل واعد
ويرى الخبراء أن المزج بين الاستثمارات الحكومية والخاصة، وتبني مفاهيم الاستدامة البيئية، سيمكن مصر من الحفاظ على مكانتها كأحد أهم المقاصد السياحية العالمية، مع استغلال مواردها الثقافية والتاريخية الفريدة.