خالد العنانى الأقرب لإدارة اليونسكو.. المنظمة تستعد لاستقبال المدير الـ 12

يخوض الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الأسبق انتخابات ترشيحه لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو ممثلًا مصر والعرب وإفريقيا، وذلك في السابعة مساء اليوم الإثنين 6 أكتوبر الجاري، خلال اجتماعات المجلس التنفيذي للمنظمة، وذلك مقابل المرشح الكنغولي فيرمين إدوار ماتوكو، على منصب الرئيس الـ 12 لمنظمة اليونسكو، وفي ضوء ذلك نستعرض تاريخ رؤساء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.
يوُنتخب المدير العام الجديد كل أربع سنوات “كان يُنتخب سابقًا كل ست سنوات” من قِبَل المؤتمر العام، وتحت سلطته، يُتوقع من الأمانة العامة أن تُترجم البرامج التي يُقرها المؤتمر العام إلى واقع ملموس.
مسيرة علمية وإنجازات ثقافية واسعة
يُعتبر الدكتور خالد أحمد العناني، المولود عام 1971، من الشخصيات البارزة على الساحة الثقافية والعلمية في مصر وخارجها، إذ يحمل مسيرة مهنية تتجاوز الثلاثين عامًا في التعليم العالي، الثقافة، السياحة، والبحث العلمي، وله حضور مؤثر في قضايا الإدارة العامة والتعاون الدولي.
شغل سابقًا منصب وزير السياحة والآثار في مصر، ويعمل حاليًا أستاذًا لعلم المصريات بجامعة حلوان، على أن مسيرته الأكاديمية لم تقتصر على مصر فقط، بل امتدت إلى مؤسسات علمية مرموقة حول العالم، حيث قام بتدريس الحضارة والآثار المصرية واللغة المصرية القديمة في أكثر من 20 دولة، ودرّس لآلاف الطلاب من مختلف الجنسيات، وأسهمت محاضراته ومشاركاته في تعزيز الحوار بين الثقافات ونشر المعرفة الأثرية والتراثية بشكل متوازن وشامل.
أدوار قيادية في مؤسسات التعليم والثقافة
المراقب لأخبار العناني خلال فترة شغله منصب وزير السياحة والآثار، يدرك أنه يمتلك قدرة عالية على التواصل بثلاث لغات: العربية، الفرنسية، والإنجليزية، ما أهّله للتفاعل الفعّال مع المؤسسات والمنظمات الدولية، وبحسب المنشور عبر موقعه الإلكتروني من سيرته الذاتية، حصل على درجة الماجستير من جامعة حلوان حول معابد رمسيس الثاني في النوبة، كما نال درجة الدكتوراه في علم المصريات من جامعة بول فاليري مونبلييه بفرنسا.
وتعاون كذلك لمدة 15 عامًا مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، واختير عضوًا فخريًا في الجمعية الفرنسية لعلم المصريات، وعضوًا مراسلًا لمعهد الآثار الألماني.
كما شغل العناني عدة مناصب قيادية بجامعة حلوان، منها مدير مركز التعليم المفتوح، ورئيس قسم الإرشاد السياحي، ووكيل كلية السياحة والفنادق، بالإضافة إلى مساهمته في تطوير برامج دراسات عليا في التراث الثقافي والمتاحف والسياحة، وهو عضو حالي في مجلس أمناء الجامعة الفرنسية في مصر، إلى جانب عضويته في مجالس أمناء جامعات أخرى داخل القاهرة.
قيادة وزارة الآثار بإنجازات لافتة
خلال فترة عمله وزيرًا للآثار منذ عام 2016، ثم وزيرًا للسياحة والآثار بعد دمج الوزارتين، قاد العناني استراتيجية شاملة لتطوير المواقع الأثرية والمتاحف المصرية، وأشرف على أكثر من ألفي موقع أثري، وحوالي 40 متحفًا، كما تولى الإشراف على آلاف المنشآت السياحية والفندقية الخاصة.
وتميز بإطلاقه زيارات ميدانية دورية للمواقع، ما عزز من متابعته المباشرة والتواصل مع المجتمعات المحلية، قائدًا عدة إصلاحات تشريعية مهمة لحماية التراث وإدارته بنهج علمي دقيق.
وكان وراء إنشاء صندوق لدعم السياحة والآثار في عام 2022، كما وضع الاستراتيجية الوطنية للسياحة المستدامة، واستراتيجية الترويج السياحي المصري، وعمل على إدماج التكنولوجيا الحديثة في أعمال البعثات الأثرية والتجربة المتحفية، وساهم في إطلاق منصة إلكترونية لحجز تذاكر المواقع الأثرية والمتاحف، مما عزز التفاعل الرقمي مع التراث.
مواقف إنسانية واحترافية في الأزمات
خلال أزمة جائحة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية، أظهر العناني قيادة فعالة في إدارة الأزمات، إذ ساهمت إجراءاته في دعم آلاف العاملين في قطاع السياحة، وضمن عودة 17 ألف سائح أوكراني كانوا عالقين في مصر، في ظروف معقدة.
ونال الدكتور خالد العناني عدة أوسمة دولية مرموقة، من بينها وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة فارس عام 2015، ووسام الاستحقاق من بولندا في 2020، ووسام الشمس المشرقة من اليابان عام 2021.
وفي عام 2024، منحته جامعة بول فاليري الدكتوراه الفخرية، كما اختارته منظمة الأمم المتحدة للسياحة في نوفمبر من العام نفسه سفيرًا للسياحة الثقافية، وتسلم وسام جوفة الشرق الوطني، أعلى وسام مدني فرنسي.
دعم إقليمي واسع لخالد العناني
يحظى ترشيح الدكتور خالد العناني، الذي أعلنته مصر في عام 2023، بدعم قوي من الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية منذ عام 2024، وفي حال فوزه، سيكون أول مدير عام للمنظمة من العالم العربي، وثاني شخصية أفريقية تتولى المنصب منذ تأسيس اليونسكو قبل ثمانية عقود.
ويُذكر أنه كرئيس للجنة القومية لاسترداد الآثار، لعب العناني دورًا أساسيًا في استعادة آلاف القطع الأثرية المصرية من أكثر من 20 دولة، كما قاد تنظيم فعاليات ثقافية ضخمة مثل موكب المومياوات الملكية وافتتاح طريق الكباش، اللتين لاقتا اهتمامًا عالميًا واسعًا.
وكانت وزارة الخارجية قد قادت الحملة الانتخابية للدكتور العناني على مدى 30 شهرًا، تحت شعار «اليونسكو من أجل الشعوب»، وهي حملة هدفت إلى إبراز مؤهلاته العلمية، ونجاحاته في حماية التراث الثقافي، وخبراته الواسعة في العمل الدولي، لتقديم رؤية إنسانية شاملة حول مستقبل المنظمة، تعكس التنوع والشمول والعدالة الثقافية.
الاقتراع السري في الـ5 مساءًا
وفي السطور التالية نستعرض لكم جدول أعمال جلسات اليونسكو اليوم.
موعد الافتتاح والإجراءات التنظيمية
بدأت الجلسة الافتتاحية في تمام الساعة 9 صباحًا بتوقيت باريس، وتضمنت كلاً من:
إقرار جدول الأعمال
انتخاب نائبي رئيس المجموعتين الأولى والخامسة (أ)
تقرير المكتب
اعتماد المحاضر الموجزة للدورة 221
مناقشة عامة وكلمة مصر في الترتيب 25
وفي الجلسة التالية، انطلقت المناقشة العامة التي تشارك فيها الدول الأعضاء، حيث يلقي كل وفد كلمته حول قضايا التعليم والثقافة والتعاون الدولي.
مصر في الترتيب 25
ومن المقرر أن تلقي مصر كلمتها في الترتيب 25، والتي سيلقيها وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، في أول ظهور له في هذه الساحة الدولية بعد توليه المنصب، ومن المتوقع أن يركز في كلمته على أهمية دعم اليونسكو للتعليم والثقافة في إفريقيا والعالم العربي.
استكمال المناقشة العامة
وتستأنف الجلسات في تمام الساعة 2 ظهرًا، حيث تستكمل المناقشات العامة للدول الأعضاء.
جلسة الاقتراع السري لاختيار المدير العام الجديد لليونسكو
تختتم أعمال اليوم الإثنين، بعقد جلسة خاصة وسرية في تمام الساعة الـ5 مساءً بتوقيت باريس، ويخصص فيها البند رقم 27 من جدول الأعمال لـ مناقشة ترشيحات منصب المدير العام لليونسكو للفترة 2025–2029.
وخلال هذه الجلسة المغلقة، يجري أعضاء المجلس التنفيذي اقتراعًا سريًا لاختيار المدير العام الثاني عشر للمنظمة، وذلك وفق الآليات المتبعة في اللوائح الداخلية لليونسكو، والتي قد تستدعي عدة جولات تصويتية لحسم النتيجة.
ويتنافس على المنصب مرشحان بارزان:
الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، ممثلًا عن مصر والعرب وإفريقيا.
فيرمين إدوار ماتوكو، نائب المدير العام الحالي لليونسكو عن شؤون إفريقيا والعلاقات الخارجية، ممثلًا جمهورية الكونغو.
وتعد هذه الانتخابات واحدة من أهم المحطات في تاريخ المنظمة، نظرًا لطبيعة الملفات المطروحة ودور المدير العام في رسم توجهات اليونسكو خلال السنوات المقبلة.
وفي النهاية يعرب موقع جسور الإخباري، عن خالص الأمنيات بالتوفيق والسداد للدكتور خالد العناني.